سفير فرنسا: نمو التبادل التجاري مع الدوحة 140% في 2018

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

شسهدت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهوريا فرنسا نمواً مطرداً خلال العام الحالي قياساً بما كانت عليه في 2017 خصوصاً على المستويين السياسي والاقتصادي حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين في الشهور التسعة الأولى من العام الحالي 2018 بنشبة 140%.

وكشف فرانك جيليه سفير الجمهورية الفرنسية لدى قطر، نمو التبادل التجاري بين الدوحة وباريس بنسبة 140% خلال الأشهر التسعة الماضية فيما كان نحو 12 مليار ريال في العام الماضي متوقعاً زيادة النسبة بنهاية العام الجاري.

وقال السفير الفرنسي في حوار لصحيفة «لوسيل» القطرية إن انطلاق منتدى قطر-فرنسا للأعمال والاستثمار اليوم يمهد الطريق للشراكة بين مجتمع الأعمال في البلدين في المستقبل، وسيجمع المنتدى نحو 60 من قادة الشركات الفرنسية الكبرى بجانب شركائهم من القطريين.
وبين السفير الفرنسي أن الاستثمارات القطرية بفرنسا تجاوز 72 مليار ريال بمجالات مثل العقارات والشركات البكرى وهناك نحو 200 شركة فرنسية تعمل في السوق القطر واستثماراتنا في قطر في نمو مستمر.

كيف ترون العلاقة بين قطر وفرنسا؟

تطورت العلاقات بين فرنسا وقطر طوال الخمسين عاماً الماضية على أساس الصداقة والثقة المتبادلة والقيم والمصالح المشتركة. وكانت قطر منذ البداية شريكاً رئيسيا لفرنسا من حيث الأمن والجغرافيا السياسية والثقافة والتعليم والاقتصاد والمالية، وفي الآونة الأخيرة بالمعارك ضد تغير المناخ ومكافحة الإرهاب وتمويله، ويمكنني أن أرى أن هذه العلاقات أصبحت أقوى مع سعي قطر لمواكبة تطورها السريع تماشيا مع رؤيتها الوطنية لعام 2030 واستعدادها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 الذي يعد أحد أرقى الأحداث الرياضية في العالم.

وماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

خلال السنوات الماضية بلغ حجم التجارة بين فرنسا وقطر بشكل منتظم 12 مليار ريال ونتوقع زيادة الرقم في 2018. وذلك لأن حجم الصادرات الفرنسية للدوحة سجل نمواً بنحو 140٪ خلال التسعة أشهر الماضية بالتالي بنهاية العام سيرتفع الرقم.
وتتصدر مبيعات طائرات الايرباص صادرات فرنسا لقطر حيث تعد الخطوط الجوية القطرية أحد أكبر عملاء شركة ايرباص. فيما تشمل الصادرات الأخرى نمواً كبيراً مثل المنتجات الصيدلانية والتي سجلت نمواً بنسبة 110% في 2018 مقارنة بالعام الماضي والمنتجات الكيميائية والعطور والتي سجلت نمو 12% بينما سجلت المنتجات المعدنية نسبة 360% في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.

الاستثمارات القطرية

ما هى أهمية الاستثمارات القطرية في فرنسا وفي أي القطاعات؟

تجاوزت الاستثمارات القطرية في فرنسا 72.8 مليار ريال وفقاً للأرقام الرسمية القطرية، الأمر الذي يعكس ترحيب فرنسا بالمستثمرين القطريين بالقطاعين العام والخاص. وتشمل حصصاً في بعض أكبر الشركات الفرنسية (AccorHotel و Total و Engie و Vinci على سبيل المثال لا الحصر) والأصول العقارية والاستثمارات في الشركات الصغيرة والمتوسطة سريعة النمو والشركات الناشئة.

كم عدد الشركات الفرنسية بقطر وفي أي القطاعات؟

أود أن اشير إلى أن الاستثمارات الفرنسية بقطر في نمو مستمر الأمر الذي يعكس الديناميكية ومستوى التزام الشركات الفرنسية العاملة في قطر والتي يعمل بعضها منذ عقود. وتعمل في السوق القطري نحو 200 شركة فرنسية جنباً إلى جنب مع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص في مشاريع رئيسية في النفط والغاز والكهرباء والمياه والنقل والتنمية الحضرية وغيرها من المجالات مما يساعد قطر على تحقيق أهدافها التنموية تماشياً مع رؤية قطر 2030. كما أنهم حريصون على تقديم التزامات طويلة الأجل وتوظيف وتدريب المواهب المحلية والاستثمار في البحث والتطوير هنا في قطر.

لنسلط الضوء على منتدى قطر-فرنسا للأعمال والاستثمار؟

منتدى قطر-فرنسا للأعمال والاستثمار الذي ينطلق اليوم بتنظيم من السفارة الفرنسية وبالتعاون مع الوكالة القومية للتنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي (بيزنس فرناس) والاتحاد الفرنسي لرواد الاعمال (ميديف انترناشونال) يستمر حتى الغد، وللمرة الأولى يشارك وفد من 60 من قادة المجموعات الفرنسية الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في مجالات الزراعة والأغذية الزراعية والخدمات اللوجستية والتقنيات الجديدة والرعاية الصحية والخدمات كلها تأتي لقطر لمناقشة فرص التصدير والاستثمار الجديدة.
ويعد هذا الحدث فرصة جيدة للجانبين القطري والفرنسي في المجالات التجارية والاستثمارية، بحضور كبار القادة من رجال المال والاعمال في البلدين. ونتطلع لأن يمهد منتدى قطر-فرنسا للاعمال والاستثمار الطريق للتعاون والشراكة في المستقبل للعديد من القطاعات بالإضافة لإقامة حوار بين مجتمع الأعمال الفرنسي والقطري.

ما الهدف من هذا المنتدى وما القضايا التي ستتم مناقشتها؟

المنتدى يهدف بشكل أساسي لإقامة شراكات جديدة في مختلف المجالات، بما في ذلك الزراعة والإنتاج الغذائي والخدمات اللوجستية والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبالتالي تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين بلدينا.
وايضاً لنرى شركاءنا القطريين إن فرنسا بجانبهم وبها العديد من الصناعات الرئيسية والعديد من حلول الأعمال المبتكرة والإبداعية لتقديمها. كما نود أن نسلط الضوء على مجموعة كبيرة من الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة والتي ستقدم فرصاً جديدة لقطر.
وستعقد مناقشات مائدة مستديرة في قطاعات محددة بمشاركة مسؤولين مثل سعادة المهندس عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة وممثلين لوزارات اخرى.
وسيتم إطلاع الشركات الفرنسية على آخر المستجدات والتطورات التي تسهل لهم إقامة الأعمال في قطر وذلك بفضل مركز قطر المالي والمنطقة الحرة الجديدة ودائرة الاستثمار في قطر في وزارة التجارة والصناعة.
ونهدف أيضاً من خلال المنتدى لجذب رجال الأعمال القطريين للاستثمار في فرنسا، خاصة ونحن نعد الوجهة الأوروبية الأولي للصناعة والخدمات اللوجستية المباشرة، كما افتتحت باريس أكبر مجمع للشركات الناشئة في 2017، كما أن هناك نحو 25 شركة أجنبية تختار فرنسا للاستثمار فيها كل أسبوع.
وفرنسا جاذبة للاستثمار الأجنبي كما لم يكن من قبل وهي الاقتصاد العالمي السابع، واحدة من أكبر الأسواق المحلية في أوروبا، كما إن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة منذ أكثر من عام تؤتي ثمارها بالفعل حيث يعتبر 85٪ من صناع القرار الاقتصادي فرنسا وجهة جذابة.

إلى مدى تساهم الإصلاحات القطرية مثل السماح بملكية الأجانب بنسبة 100% في جذب الاستثمارات الفرنسية؟

بالطبع نتوقع أن تشجع مثل هذه الإصلاحات تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من فرنسا لقطر، خاصة وأن الشركات الفرنسية تمتلك المعرفة في مختلف القطاعات مثل الأغذية الزراعية والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات اللوجستية والنقل والملاحة الجوية وجميع القطاعات تنوي قطر توسيع نطاق قدراتها.

وهل أثر الحصار على العلاقات التجارية بين البلدين؟

حصار قطر لا يؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين، حيث تساهم الشركات الفرنسية في العديد من المشاريع القطرية وفي الاقتصاد القطري وتكيفت مع هذه البيئة الجديدة. كما خلقت الأزمة فرصًا تجارية للشركات الفرنسية الراغبة في الاستثمار لأول مرة في السوق القطري في مجالات مثل الأغذية الزراعية واللوجستيات على سبيل المثال.
وبصفتي سفير فرنسا، أشهد أن قطر تقوم بعمل عظيم وتقلل إلى أدنى حد من الآثار السلبية للحصار وتحولها لصالحها من خلال الاستجابة بسياسات وإجراءات اقتصادية ملائمة.

وكيف ترى استعدادات قطر لكأس العالم 2022؟

قطر على المسار الصحيح في استعدادها لاستضافة بطولة كأس العالم، والتقدم في البنية التحتية مرئي للجميع، من خلال التزام وتفاني الحكومة القطرية وعمل اللجنة العليا للمشاريع والإرث يسير نحو هدف واحد هو أن البطولة تستعد لنجاح عالمي. ونتوقع أن تستخلص فرنسا الدروس من قطر لأنها ستضيف الألعاب الأولمبية بعد عامين من قطر في باريس 2024.

وماذا عن التعاون السياحي بين البلدين، وكم عدد التأشيرات من قطر؟

هناك تعاون قوي بين البلدين، وافتتحت الهيئة العامة للسياحة مكتباً في باريس في 2013، وأطلقت الخطوط الجوية القطرية رحلات مباشرة العام الماضي إلى نيس بالإضافة لرحلاتها اليومية لمطار شارل ديغول بباريس.
وفي العام الماضي أصدرنا نحو 30 ألف تأشيرة من قطر منها 13 ألف تأشيرة للمواطنين القطريين، وستحتفل فرنسا وقطر بعام الثقافة في 2020، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات في كلا البلدين من أجل تعزيز التبادل الثقافي.
وتتطلع كل من قطر وفرنسا بوصفهما أبرز الدول الرياضية للتعاون المتنامي في السياحة الرياضية خاصة مع بطولة كأس العالم 2022 في قطر، وتليها بطولة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس.

كيف تنظر فرنسا للأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر؟

منذ بداية الأزمة دعت فرنسا جميع الأطراف للحوار لإيجاد حل للأزمة، والنزاع ليس في مصلحة أي طرف، ودعا الرئيس ايمانيل ماكرون لرفع الحصار عن قطر الذي يؤثر على شعبها وعائلاتها وشعوب الدول المجاورة.
وكذلك تدعم فرنسا جهود الوساطة الكويتية التي قام بها سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح من أجل حل النزاع الذي يؤثر على استقرار المنطقة.

السابق
علي عبدالله صالح دفن في هذا المكان
التالي
مختصون: 7 شروط أساسية لتطوير الصناعة في قطر