سفير فرنسا في الدوحة: عقود جديدة بين القطرية وأيرباص

الدوحة – بزنس كلاس:

شارك سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات وسعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي، وزير البلدية والبيئة احتفال سفارة فرنسا أمس بالعيد الوطني.
كما حضر الحفل الذي أقيم بفندق الرتز كارلتون، سعادة السفير إبراهيم فخرو، مدير المراسم بوزارة الخارجية، حيث كان سعادة السفير ايريك شوفالييه سفير فرنسا بالدوحة في مقدمة مستقبلي الحضور، وألقى خطاباً أكد فيه أنها الفرصة الرابعة والأخيرة التي يخاطب فيها الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني لفرنسا قائلاً: ينتابني إحساس خاص وأنا أخاطبكم، لأنها المرة الأخيرة بالنسبة لي في الدوحة، ولكن هذه هي حياة الدبلوماسي، كمثل حياة كل مغترب، تتكون من فترات اكتشاف بلدان وشعوب وثقافات جديدة، إلى أن يحين وقت الرحيل، مضيفاً: سأغادر قطر بعد بضعة أيام وأنا حزين، ولكن أيضاً سأغادرها وأنا على يقين من أن العلاقة بين بلدينا قد ازدادت متانة وازدهارًا خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، بما فيها منذ يونيو 2017 وفرض الحصار الذي تطالب فرنسا برفعه.
الوزراء والسفراء خلال احتفال سفارة فرنسا بالعيد الوطني.. تصوير: محمد فرج
وأضاف: في منطقة عالية التوتر، تعمّقت علاقتنا الثنائية أولاً في المجال السياسي، وذلك مع زيارتي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى باريس، في شهر سبتمبر الماضي والأخيرة منذ بضعة أيام فقط، ثم أيضاً مع زيارة فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون هنا للدوحة في شهر ديسمبر. وازدهرت هذه العلاقة في مجالات أخرى كثيرة. كما تعزّز تعاوننا في مجال الأمن والعدالة والدفاع، وفي ما يتعلّق بالتعاون بيننا في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله والتصدَي للتطرف، فقد اتسم بدينامية جديدة منذ زيارة رئيس الجمهورية في ديسمبر. وعلى مر أربعة أعوام، تم إبرام عدد كبير من العقود بين البلدين من شأنها أن تسهم في هيكلة علاقتنا الثنائية على المدى الطويل.

وأضاف: أذكر بصورة خاصة طائرات الرافال، والشراكة بين قطر للبترول وتوتال في حقل الشاهين، وقيام شركتي SNCF وRATP بتشغيل وصيانة مترو مدينة الدوحة وشبكة ترامواي الوسيل، قائلاً إنني أرحب من منظور أوروبي بتعزيز العلاقة بين شركة ايرباص والخطوط الجوية القطرية وهي ليست العقود الوحيدة، فلا شك عندي أن عقودًا أخرى ستبرم.

علاقات جديدة
واضاف السفير إيريك شوفالييه، قائلاً أما العلاقات التجارية الجارية، فقد شهدت بدورها تطوّراً واسعًا، إذ ازداد عدد الشركات الفرنسية المتواجدة في قطر. وفي المجال العلمي والطبي والجامعي، تمت تنمية علاقات جديدة: بين قطر ومعهد باستور باريس المرموق، وبين عدد من الجامعات والمدارس الفرنسية العليا ((Grandes Écoles وجامعة قطر أو مؤسسة قطر. وقال إن هذه الأخيرة قررت تمديد شراكتها مع HEC، وهي إحد أفضل مدارس التجارة في العالم، أما تبادلاتنا الثقافية فواصلت هي أيضاً طريق نمائها مع المؤسسات القطرية، ومكتبة قطر الوطنية التي تجمعها شراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية.
وزيرا المواصلات والبلدية ومدير المراسم وسفير فرنسا
ومع المعهد الفرنسي في قطر، تمكنا من التنظيم، على مر أربعة أعوام بالدوحة، وبأسلوب أردناه انتقائياً، فعاليات رائعة، من حفلة فنانة الغناء المنفرد الميزو سوبرانو الواعدة “أمبروازين بري”، إلى الحفل الموسيقي لأوركسترا باريس الوطنية المبهرة، مرورًا بحفل ابراهيم معلوف، ومعرض ج.ر. و كذلك معرض بيكاسو- جياكوميتي في محطة مطافئ قطر.
برنامج طموح
واستطرد قائلاً: سرني كذلك أن نكون قد أحرزنا تقدمًا مع شركائنا القطريين في التخطيط لبرنامج طموح للعام الثقافي فرنسا – قطر2020. كما أني سعيد لأن السفارة والمعهد الفرنسي قد لعبا دورًا نشيطاً جدًا لتتشكل بالدوحة المجموعة الثقافية الأوروبية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. وقد شهدت الفرنكوفونية تقدمًا بارزًا، بالخصوص مع انشاء تعليم جامعي للّغة الفرنسية في جامعة قطر، مما يمكّن من تعزيز فرنكوفونية نابضة بالحياة وحاملة للثقافة والقيم في آن واحد، فرنكوفونية في خدمة التنوع اللغوي. أما في المجال الرياضي- أضاف السفير شوفالييه – فقد كانت الأعوام الأربعة الماضية مشوقة للغاية وتميّز عام 2015 بالنهائيات التي جمعت فرنسا وقطر في الدوحة في إطار بطولة العالم لكرة اليد، كما تميّزت عامًا تلو الآخر، بالكثير من المباريات الدولية الأخرى التي أظهرت قدرة قطر المتزايدة على تنظيم فعاليات رياضية كبرى.

ويجري هذا العمل من منظور تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022 حيث تقف فرنسا إلى جانب قطر والتي ستلاقي بدون أدنى شك نجاحاً عالمياً، معرباً عن أمله في هذا الصدد أن يعود إلى الدوحة في 2022 كمشّجع “لأشاهد مرة أخرى الفريق الوطني الفرنسي في مباراة النهائي، كما هو الحال اليوم”، وأكد أن كأس العالم في 2022 في قطر، والألعاب الأولمبية في باريس في 2024 – التي تم تقديم الترشيح الرسمي الأول لها هنا- هما حدثان رياضيان كبيران يُتيحان المجال للعديد من مشاريع التعاون.

وقال: لا يسعنا، أن نذكر مثل هذه الفعاليات دون أن نأتي على ذكر مَن يقفون وراء إنشاء البنى التحتية اللازمة لإنجاحها، منوهاً بالتعاون بين السلطات القطرية وبلدان الأصل للعمال، وفريق منظمة العمل الدولية المتواجد في الدوحة، والجهات الاقتصادية والاجتماعية المعنية، معرباً عن ثقته بأن هذه الجهات ستؤدي إلى جعل قطر مثالاً يحتذى به في المنطقة في ما يتعلّق بشروط حياة وعمل العمال الأجانب.
ممتنون للشعب القطري
وذكر السفير إيريك شوفالييه أن العلاقات بين بلدين، لا تصنعها المؤسسات فحسب، بل تصنعها أيضًا الشعوب، معرباً عن امتنانه وأسرته لما وجده من ترحيب من قبل الشعب القطري، مضيفاً: لقد أقمنا علاقات صداقة طويلة وأنا متأكد من أنها ستستمر عبر الزمن. كما اكتشفنا العزيمة التي يتحلى بها القطريات والقطريون لمواجهة الشدائد والوصول إلى أهدافهم. “فالصمود الذي أثبتوه منذ يونيو 2017 يعتبر وعلى وجه حق، مثيراً للإعجاب برأي المراقبين الدقيقين كافة”.
كما اعرب عن شكره للجالية الفرنسية الموجودة في قطر “لحماستهم ومهنيتهم التي عايشتها طوال هذه الأعوام الأربعة. الجالية الفرنسية في قطر لا تنفك تتزايد كما أن تنظيمها يسير من حسن الى أحسن بدعم حثيث من السفارة ولقد تخطينا مرحلة جديدة بفتح «بيت فرنسا» الذي يجمع اليوم غالبية عناصر هذه الجالية تحت سقف واحد من دون المساس باستقلالية أي منها. وأصبح “بيت فرنسا” يضمّ غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الجديدة في قطر التي تم افتتاحها رسميًا منذ بضعة أيام”.
وعلى صعيد آخر، أعرب عن أمله في أن تتمكن مدرستا بونابرت وفولتير من الاستمرار في لعب دورهما البارز، مرحباً بتجديد عقد الإيجار مؤخرًا للأعوام الـ 25 المقبلة مما سيتيح، وبشروط جدّ ملائمة، استمرارية المدرسة وارتقائهما.
وقال إن الفرنسيين في الدوحة يضمون أيضاً القوات الفرنسية في قاعدة العديد، وهي تلعب دوراً رئيسياً ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، مرحباً بحضورهم الاحتفال، وكذلك جزء من طاقم الفرقاطة “كاسار” الراسية في الدوحة مؤكداً تقديره واحترامه لكل ما يقومون به لخدمة فرنسا والأمن الدولي. كما توجه بالشكر إلى فريق عمل السفارة – المغتربين منهم والمقيمين المحليين- قائلاً إنه لولا حسّهم المهني وتفانيهم، لما أمكن تحقيق أي إنجاز. وأن العديد من أعمدة هذه السفارة ستغادر قطر في هذا الصيف، معرباً عن أمله في أن يحظى من سيخلفون بحسن الاستضافة نفسه الذي حظي به الفريق وكتابة صفحات جديدة من العلاقة المتينة والمستدامة التي تجمع قطر وفرنسا.
السابق
القضاء: تغريم مقيمين مخالفين 10 آلاف ريال
التالي
كيف تم الاعتداء على المواطن القطري في الهند