الدوحة – بزنس كلاس:
كما حضر الحفل الذي أقيم بفندق الرتز كارلتون، سعادة السفير إبراهيم فخرو، مدير المراسم بوزارة الخارجية، حيث كان سعادة السفير ايريك شوفالييه سفير فرنسا بالدوحة في مقدمة مستقبلي الحضور، وألقى خطاباً أكد فيه أنها الفرصة الرابعة والأخيرة التي يخاطب فيها الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني لفرنسا قائلاً: ينتابني إحساس خاص وأنا أخاطبكم، لأنها المرة الأخيرة بالنسبة لي في الدوحة، ولكن هذه هي حياة الدبلوماسي، كمثل حياة كل مغترب، تتكون من فترات اكتشاف بلدان وشعوب وثقافات جديدة، إلى أن يحين وقت الرحيل، مضيفاً: سأغادر قطر بعد بضعة أيام وأنا حزين، ولكن أيضاً سأغادرها وأنا على يقين من أن العلاقة بين بلدينا قد ازدادت متانة وازدهارًا خلال الأعوام الأربعة المنصرمة، بما فيها منذ يونيو 2017 وفرض الحصار الذي تطالب فرنسا برفعه.
وأضاف: أذكر بصورة خاصة طائرات الرافال، والشراكة بين قطر للبترول وتوتال في حقل الشاهين، وقيام شركتي SNCF وRATP بتشغيل وصيانة مترو مدينة الدوحة وشبكة ترامواي الوسيل، قائلاً إنني أرحب من منظور أوروبي بتعزيز العلاقة بين شركة ايرباص والخطوط الجوية القطرية وهي ليست العقود الوحيدة، فلا شك عندي أن عقودًا أخرى ستبرم.
واضاف السفير إيريك شوفالييه، قائلاً أما العلاقات التجارية الجارية، فقد شهدت بدورها تطوّراً واسعًا، إذ ازداد عدد الشركات الفرنسية المتواجدة في قطر. وفي المجال العلمي والطبي والجامعي، تمت تنمية علاقات جديدة: بين قطر ومعهد باستور باريس المرموق، وبين عدد من الجامعات والمدارس الفرنسية العليا ((Grandes Écoles وجامعة قطر أو مؤسسة قطر. وقال إن هذه الأخيرة قررت تمديد شراكتها مع HEC، وهي إحد أفضل مدارس التجارة في العالم، أما تبادلاتنا الثقافية فواصلت هي أيضاً طريق نمائها مع المؤسسات القطرية، ومكتبة قطر الوطنية التي تجمعها شراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية.
واستطرد قائلاً: سرني كذلك أن نكون قد أحرزنا تقدمًا مع شركائنا القطريين في التخطيط لبرنامج طموح للعام الثقافي فرنسا – قطر2020. كما أني سعيد لأن السفارة والمعهد الفرنسي قد لعبا دورًا نشيطاً جدًا لتتشكل بالدوحة المجموعة الثقافية الأوروبية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. وقد شهدت الفرنكوفونية تقدمًا بارزًا، بالخصوص مع انشاء تعليم جامعي للّغة الفرنسية في جامعة قطر، مما يمكّن من تعزيز فرنكوفونية نابضة بالحياة وحاملة للثقافة والقيم في آن واحد، فرنكوفونية في خدمة التنوع اللغوي. أما في المجال الرياضي- أضاف السفير شوفالييه – فقد كانت الأعوام الأربعة الماضية مشوقة للغاية وتميّز عام 2015 بالنهائيات التي جمعت فرنسا وقطر في الدوحة في إطار بطولة العالم لكرة اليد، كما تميّزت عامًا تلو الآخر، بالكثير من المباريات الدولية الأخرى التي أظهرت قدرة قطر المتزايدة على تنظيم فعاليات رياضية كبرى.
ويجري هذا العمل من منظور تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022 حيث تقف فرنسا إلى جانب قطر والتي ستلاقي بدون أدنى شك نجاحاً عالمياً، معرباً عن أمله في هذا الصدد أن يعود إلى الدوحة في 2022 كمشّجع “لأشاهد مرة أخرى الفريق الوطني الفرنسي في مباراة النهائي، كما هو الحال اليوم”، وأكد أن كأس العالم في 2022 في قطر، والألعاب الأولمبية في باريس في 2024 – التي تم تقديم الترشيح الرسمي الأول لها هنا- هما حدثان رياضيان كبيران يُتيحان المجال للعديد من مشاريع التعاون.
وذكر السفير إيريك شوفالييه أن العلاقات بين بلدين، لا تصنعها المؤسسات فحسب، بل تصنعها أيضًا الشعوب، معرباً عن امتنانه وأسرته لما وجده من ترحيب من قبل الشعب القطري، مضيفاً: لقد أقمنا علاقات صداقة طويلة وأنا متأكد من أنها ستستمر عبر الزمن. كما اكتشفنا العزيمة التي يتحلى بها القطريات والقطريون لمواجهة الشدائد والوصول إلى أهدافهم. “فالصمود الذي أثبتوه منذ يونيو 2017 يعتبر وعلى وجه حق، مثيراً للإعجاب برأي المراقبين الدقيقين كافة”.