سعوديون يتهمون ولي العهد بالوقوف وراء اغتيال خاشقجي

بدأ الشارع السعودي الخروج عن صمته، إزاء جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية على يد مسؤولين مقربين من الديوان الملكي، إذ اتهموا ولي العهد محمد بن سلمان بإصدار الأوامر لقتله.
ونقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن سعوديين متواجدين في منطقة غرب الحجاز، مسقط رأس خاشقجي، خلال تقرير لمراسلتها كاثرين فيليب، ونشر في عددها الصادر، أمس أنهم يرون ما حدث لابن منطقتهم، «جريمة شنعاء ارتكبتها الدولة». وعنونت فيليب تقريرها بـ «رعايا مصدومون يجدون الشجاعة للإعراب عن شكوكهم»، حيث نقلت بأن السعوديين يتهمون ولي العهد بإصدار أوامر بقتل خاشقجي.
وتقول فيليب: «مر وقت طويل منذ شعر السعوديون العاديون بالقدرة على الإفصاح عن انتقادهم لحكومتهم بصورة علنية، بدلاً من النظر في خوف بينما تلقي قوات الأمن القبض على المعارضين». بيد أن النقاش العلني في السعودية ما زال أمراً محفوفاً بالمخاطر، حيث تم القبض على العديد من المعارضين في حملة غير مسبوقة في العامين الماضيين وجهت لهم اتهامات بالإرهاب لنشر تعليقات على تويتر، حسب الكاتبة البريطانية. وتوضح أن بعض الناس يتحدثون بصوت منخفض عما حديث لخاشقجي، ويصفون بأنه تعرض لمأساة حقيقية. وتستدرك الصحيفة قائلة إن: «الصدمة التي ضربت المملكة بعد مقتل جمال خاشقجي بصورة وحشية جعلت بعض الدوائر في المملكة تتحدث بصورة علنية عن جريمة تعزى المسؤولية فيها للحكومة».
وتزامن حديث السعوديين عن مقتل خاشقجي، مع ما نشره «عبد الله» نجل الداعية المعروف سلمان العودة المعتقل في السجون السعودية، في مقال عبر صحيفة “واشنطن بوست” حول إسكات المعارضة داخل المملكة بعد قتلها له.
وقال العودة خلال مقاله: “جمال في قلوب وعقول الكثيرين، وسيظل حيا للأبد، ونحن كوننا أصواتا ندعو للقيم الديمقراطية في السعودية وغيرها، لن يتم إسكاتنا أبدا أو استفزازنا بالتخويف أو التهديد، ولو كان الفعلة يريدون استفزاز أو تهديد من يتحدثون ويخالفون أو يطالبون بالحريات وحقوق الإنسان في السعودية فإنهم جعلوا جمال شهيدا في الكفاح من أجل سعودية أفضل وعالم عربي أفضل”.
ويُتّهم ولي العهد بالوقوف وراء جريمة اغتيال خاشقجي، حين دخل الأخير قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، مطلع أكتوبر الجاري، لإكمال أوراق رسمية، ولم يخرج منذ ذلك الحين. والسبت الماضي، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليّتها في إسطنبول، على أثر «شجار»، بعد صمت استمرّ 18 يوماً، لكن عادت وأقرّت يوم الخميس، أن الحادثة تم التخطيط لها مسبقاً.
ولاحقاً أعلنت الرياض توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم على ذمة القضية، في حين لم تكشف بعد عن مكان جثمان خاشقجي.

Previous post
بياجيه تجدّد تعاونها مع أوليفيا باليرمو
Next post
رويترز: نجاح قطر يثير حسد بن سلمان