رويترز: نجاح قطر يثير حسد بن سلمان

بعد مرور عام ونصف العام على فرض الحصار، اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بما أصبح واضحا للعالم، أن قطر تعمل بشكل جيد. ووفق تقرير لوكالة رويترز ترجمه موقع الخليج الجديد هناك حالة من الاشمئزاز الدولي المحيط بها؛ بسب مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

وأوضح التقرير أن حضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة يفوق نظراءه في أبوظبي والرياض والمنامة في عواصمهم. فصور سموه تزين كل شيء هناك من الابراج إلى سيارات الأجرة، كما أنها شرعت في جولات التسوق الفخمة، والاستحواذ على أصول في سلسلة هارودز الشهيرة بلندن ونادي كرة القدم باريس سان جيرمان. وعلى نحو غير معهود، سلكت قطر طريقا هادئا تماما، وكان ذلك أفضل رهان لها لمعالجة الأزمة السعودية، ولسبب وجيه. فحدود مغلقة مع جارتها أفضل من الفوضى على الجانب الآخر، لاسيما إذا كانت هذه الفوضى قد تؤدي إلى اضطراب ما. وسواء من خلال الضوابط الداخلية أو الولايات المتحدة والعقوبات الأوروبية، فإن أفضل النتائج بالنسبة لقطر، هو أن ولي العهد المعاقب – وليس المخلوع – أصبح أكثر إدراكا بحدود قوته.

وأضاف التقرير بأن الأمر لم يستغرق طويلا في الدوحة لكي تعرف أن الحظر الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين ومصر، كان بمثابة نعمة اقتصادية، بعد صدمة مبدئية، عندما سحبت دول الحصار حوالي 30 مليار دولار من ودائعها المصرفية، وأوقفت السفن المحملة بالألبان، لكن سرعان ما أعادت قطر توجيه وتنظيم سلاسل توريد ومصادر تمويل بطرق قد تفيدها في نهاية المطاف لسنوات. حتى ولي العهد نفسه، أدرك ذلك، وأشاد بالاقتصاد العظيم، لقطر في تصريحاته في مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض الأربعاء.

واستخدمت قطر ثرواتها الكبيرة – التي تضم حوالي 44 مليار دولار من الاحتياطيات وصندوق سيادي بقيمة 300 مليار دولار – لشحن 17 ألف بقرة، ومزارعين أيرلنديين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان، وتبرز في الوقت ذاته المنتجات الإيرانية والتركية على أرفف المتاجر وسط العاصمة في كارفور الدوحة. ويقول أحد المسؤولين الحكوميين إن المواد الخام مثل البيتومين، التي كان يتم شراؤها من خلال الموزعين في دبي تصل الآن بشكل مباشر وبتكلفة أقل. وساهم الحصار في تسريع توسعة ميناء حمد، وهو مكون أساسي في البنية التحتية، لرؤية قطر الوطنية 2030، وهي الخطة التي تجهزها البلاد عندما يتباطأ الطلب على الطاقة، ومنذ أن أغلق الحصار طرق الشحن الرئيسية في المنطقة، أقامت الدوحة علاقات جديدة مع ماليزيا والصين والهند واليونان.

ونبه التقرير إلى ان هناك ارتياح شبه عالمي، لحدوث إرهاق للمملكة، قبل أن تركز أنظار العالم على استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022، وهو الحدث الأول من نوعه لدولة عربية. ويقول أحد كبار المسؤولين “كان الحصار بمثابة مأساة للعديد من العائلات التي تقطع شملها، وللتعاون بالخليج، ولكن علينا أن نتصرف وكأن الحصار دائم إنه الوضع الطبيعي الجديد”. وقد نجحت قطر في اجتياز الحصار عن طريق الطائرات، وأصبحت أرفف الأسواق التجارية مخزنة بالبضائع، وشعبها يتغنى بالوطنية، فلا عجب عندئذ أن الدوحة مدعاة للحسد من قبل “بن سلمان”.

السابق
سعوديون يتهمون ولي العهد بالوقوف وراء اغتيال خاشقجي
التالي
مطار حمد الدولي يستقبل 9,6 مليون مسافر خلال الربع الثالث من عام 2018