ساعة الحقيقة أزفت.. ترمب: قتل خاشقجي مؤلمرة فاشلة

الدوحة – بزنس كلاس:

تستعد السعودية اليوم ليبدأ مسلسل “محاسبتها” بعد أن بات واضحاً بأن ما سيدلي به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيذهب باتجاه إدانة ولي العهد السعودي وربطه مباشرة بالجريمة القنصلية وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتمهيده لما سيحدث اليوم من خلال وصف الجريمة بـ “المؤامرة الفاشلة”. لكن يتساءل كثير من المراقبين عن سر الزيارة غير المخطط لها التي ستقوم بها رئيس الـ CIA إلى أنقرة اليوم وهل تأتي في إطار استكمال مساعي ترمب الذي يغرد منفرداً لينقذ بن سلمان دون طائل حتى الآن.

وقبل ساعات من الخطاب المنتظر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تعهد أنه سيكشف خلاله الحقائق الكاملة عن ما حدث في القنصلية السعودية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ما تعرض له خاشقجي “مؤامرة فاشلة”..

تصريحات الرئيس الأمريكي جاءت عكس رواية السعودية التي تزعم أن مواطنها توفي بسبب شجار واشتباك بالأيدي لم يكن مخطط له مسبقاً، فيما تؤكد التقارير الواردة من أنقرة ومصادر سياسية واستخباراتية نقلتها الصحف العالمية أن الصحفي السعودي تم اغتياله بعملية مدبرة بواسطة فريق ضم 15 سعودياً بينهم مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان، وصلوا إسطنبول صباح 2 أكتوبر قبل ساعات من توجه خاشقجي للقنصلية بناءً على موعد مسبق من العاملين بها لإنهاء أوراق تتعلق بإتمام زواجه من خطيبته التركية، وتم قتله بعد دقائق من دخوله ثم تقطيع جثته بعد.

وكانت “واشنطن بوست” قالت، الأحد، إن مسؤولين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استمعوا إلى تسجيل يثبت أن جمال خاشقجي قُتل وقُطعت أوصاله من قبل عملاء سعوديين، مؤكدة أنه في حال ثبوت صحة التسجيل فسيكون من الصعب على البيت الأبيض قبول رواية السعودية.

وقال ترامب لصحيفة USA TODAY إنه يعتقد أن وفاة خاشقجي جاءت نتيجة مؤامرة فاشلة، واصفاً ما حدث بأنه عملية حمقاء وغبية، بحسب مقتطفات نشرتها قناة الجزيرة اليوم.

وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيكون مستاء للغاية إذا تأكد ضلوع ملك السعودية وولي عهده في مقتل جمال خاشقجي، إلا أن ترامب قال إنه سيعارض وقف بيع السلاح إلى السعودية، في إشارة على ما يبدو إلى تصاعد مطالبات عدد كبير من السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات مشددة على السعودية ووقف تسليحها بعد جريمة قتل خاشقجي، بالإضافة إلى انتهاكاتها المستمرة في حرب اليمن.

ورغم رفضه لوقف بيع السلاح للسعودية، إلا أن ترامب تعهد بأنه سيكون هناك العديد من العقوبات الأخرى التي قد يفرضها على الرياض، مضيفاً: سنعرف مزيداً من المعلومات حول ما جرى لخاشقجي خلال يوم أو يومين.

وقبل ساعات من الخطاب المنتظر للرئيس أردوغان اليوم، قالت رويترز الليلة الماضية إن مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية تتوجه لتركيا لمتابعة التحقيقات في قضية خاشقجي.

وأوضح أردوغان خلال حفل افتتاح خط جديد لمترو الأنفاق في إسطنبول، الأحد، أنه سيدلي بتصريحاته حول قضية مقتل خاشقجي خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” الثلاثاء، قائلاً: “لأننا نبحث عن العدالة.. سنعري الحقائق بكافة تفاصيلها، وليس عبر بعض الخطوات العادية فحسب”.

وتساءل: “لماذا جاء 15 شخصاً إلى هنا؟ (في إشارة إلى وجود 15 سعودياً في القنصلية السعودية بالتزامن مع وجود خاشقجي)، ولماذا تم اعتقال 18 (في إشارة إلى اعتراف السعودية صباح السبت بمقتل مواطنها بعد إنكارها الذي استمر منذ اختفائه في 2 أكتوبر الجاري وأنها سوف تحقق مع 18 سعودياً مشتبهاً بتورطهم في القضية)؟

وأكد أردوغان أنه “ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور”، مضيفاً: “سأتحدث عنها بشكل مختلف جدًا الثلاثاء خلال خطابي أمام الكتلة البرلمانية، وسأخوض في التفاصيل حينها”.

والسبت الماضي بعد 18 يوماً من إنكار احتجاز خاشقجي في القنصلية ثم إنكار وفاته والزعم أنه غادرها حياً، رضخت السعودية في ظل الضغط الدولي وقوة الأدلة التركية، وأقرت بقتل الصحفي السعودي، إلا أنها زعمت أن التحقيقات الأولية أظهرت وفاته في القنصلية بإسطنبول نتيجة “شجار واشتباك بالأيدي” وأن التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً، جميعهم من الجنسية السعودية، وأنها ستحاسب المتورطين.

وأعلنت الرياض أنه تم إصدار أمر ملكي بإقالة أحمد عسيري نائب الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود القحطاني المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي، بالإضافة إلى قرارين بإقالة اللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، واللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات.

وفي 10 أكتوبر الجاري نشرت وسائل إعلام تركية صور وأسماء 15 سعودياً بينهم مسؤولون ومقربون من ولي العهد السعودي، وصلوا إسطنبول على متن طائرتين خاصتين صباح يوم اختفاء خاشقجي، يعتقد تورطهم في تعذيب وقتل الصحفي السعودي، وكانوا موجودين بالقنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي داخلها.

وقبل أيام من الرواية الرسمية السعودية، التي اعتبرها كثير من المحللين السياسيين ومستخدمي مواقع التواصل في العالم “مسرحية هزلية”، أكدت مصادر تركية مطلعة قناة الجزيرة أن عملية قتل خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول إستغرقت 7 دقائق، وأن مدير الطب الشرعي بالأمن العام السعودي العقيد صلاح الطبيقي، أحد أفراد فريق الاغتيال الـ15 الذي وصل تركيا يوم وقوع الجريمة، قام بتقطيع جثته، وطلب الطبيقي من زملائه بالإستماع إلى الموسيقى خلال عملية تقطيع الجثة.

وبعد مرور 14 يوماً على اختفاء خاشقجي، تمكن فريق البحث الجنائي التركي من دخول مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول بعد رضوخ الرياض، لإجراء معاينة داخلها وتفتيشها. وقال مصدر في مكتب المدعي العام التركي لـ”الجزيرة” في 15 أكتوبر، بالتزامن مع مواصلة المحققون الأتراك عملهم بالقنصلية السعودية، إن الفحص الذي أجراه المحققون الأتراك أظهر أدلة بارزة على مقتل جمال خاشقجي داخلها رغم محاولات لطمسها.

السابق
ميغان ماركل أصبحت تُجيد الإطلالات المُكرّرة ومتاعب الحمل تُجبر القصرعلى تقليل أنشطتها
التالي
طرح 49% من أسهم شركة قطر لصناعة الألمنيوم للاكتتاب في 30 أكتوبر