زراعة النخيل في قطر.. أبحاث علمية للانتقال إلى مرحلة الازدهار

تراهن المزارع المحلية على تطوير قدراتها الإنتاجية من التمور في بلد يعتمد على الاستيراد لتلبية الاحتياجات المحلية المتنامية.
وتحظى هذه المزارع بدور داعم من قبل إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة التي توفر لها الأبحاث الكفيلة بتعزيز قدراتها الإنتاجية من هذا المنتج الذي يحظى بنمو في الطلب خلال فترات من العام وتحديدا مع حلول شهر رمضان المبارك.
وحول تطلعات وآمال القائمين على تلك المزارع والتحديات التي تواجههم في هذا المضمار وذلك خلال مشاركتهم مؤخرا بساحة المزروعة بأم صلال وذلك لعرض وتسويق منتجاتهم، افادوا بالتالي:

 


الترويج للتقنيات الحديثة

ومن الناحية الحكومية، يقول المهندس عامر الكحيص من إدارة بحوث النخيل بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة إن الإدارة تحرص على توفير الدعم لزراعة التمور محليا عبر نشر التوعية وتوفير التقنيات الحديثة التي يتم اتباعها ضمن المزارع القطرية.
وشدد على أن الإدارة حرصت من خلال المعرض للترويج للمنتج المحلي وإبرازه والتعريف بطريقة تصنيع التمور.
وقال: «إدارة أبحاث النخيل تتعامل مع ما بعد الحصاد ونتائج الأبحاث الخاصة بذلك ونحاول تعميم كل الطرق الحديثة في هذا الاتجاه مع المزارعين القطرية عن طريق عقد ورش عمل مستمرة».
وأشار إلى أن التقنيات الجديدة تتمثل في مجال خف النخيل والتلقيح السائل لنخيل التمر ومجال تجفيف الرطب من خلال غرف مجففة.

 


الجودة

وأوضح أن خف النخيل من خلال التقنيات الحديثة تعطي ثمار ذات جودة عالية وأكبر حجم من الثمار العادي وذات نوعية مميزة دون التأثير على كمية الإنتاج وقال: «التلقيح السائل بالطرق الحديثة تخفف من أعباء التلقيح اليدوي من الأرض برش بودرة اللقاح بالماء بنسبة نصف جرام على اللتر وهذه التقنية تزيد الإنتاج بشكل عمودي وتقلل من العمالة والوقت والجهد».
وأوضح أن عملية التلقيح اليدوي من الممكن أن تصل إلى 15 نخلة في اليوم ولكن التلقيح بالسائل قد تصل من 300 إلى 400 نخلة يوميا وقال: «هناك تجاوب كبير من المزارع منذ 3 سنوات لإجراء هذه العملية وهو ما جعل الكثير من المزارع تطلب من الإدارة بودرة اللقاح ولذلك زادت الإنتاجية لديهم بشكل كبير».
أما عن التجفيف فأشار إلى أن الغرف المغطاة والتي تم عرض مجسم لها داخل ساحة المزروعة خلال فترة الفاعلية تعطي ثمارا أنضف وجودة أعلى من الثمار المجففة تحت الشمس.
هذا وقد أكد الكحيص لـ«العرب» بعزم الإدارة القيام بإجراء تجارب مستمرة على عملية الري من تحت الأرض للنخيل، لافتا إلى أنها ما زالت في طور التجربة وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه التجارب عقب الاعتماد الرسمي لها بما يصب في مصلحة المزارع القطرية التي بها عدد كبير من النخيل وتنتج كميات كبيرة من التمور.
دعم المزارع المحلية
أما عوض السعدي من إدارة البحوث الزراعية بالشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة فأكد حرص الأخيرة على الترويج المنتج المحلي وإبرازه من خلال طريقة تصنيع التمور بمختلف أشكالها.
وقال: «كان هناك تجاوب كبير من أصحاب المزارع للمشاركة ولذلك تقوم الدولة بدعم كبير للمنتجات المحلية التي تنتجها أصحاب المزارع القطرية بأشكال مختلفة».
وشدد على أن الأبحاث المرتبطة بالتمور مستمرة ولا تتوقف داخل إدارة البحوث الزراعية من أجل الوصول إلى أفضل التقنيات التي يتم استخدامها لزيادة الإنتاج وجودته وأيضا توفير الوقت والجهد والمصاريف المادية لأصحاب المزارع.
واختتم مؤكدا على أن مثل هذه الفعاليات المرتبطة بشكل أساسي بالتمور المحلية ستتكرر في ظل الطلب المستمر من أصحاب المزارع على ذلك.
وقال: «الدولة تدعم المزارع المحلية بكافة منتجاتها من أجل التسويق والترويج لها بشكل يساهم في خلق نوع من المنافسة على الأسعار والجودة وهو ما يصب في النهاية لمصلحة المستهلك وقد ساهمت ساحات المنتج الوطني المنتشرة في الدولة على تحقيق ذلك بشكل كبير».
الأسعار تنافسية
وأشاد المهندس محمد إبراهيم عطية مهندس مسؤول مزرعة عدن الواقعة -في أم العمد- بالفعالية المروجة لزراعة التمور المحلية، قائلا في هذا الصدد: «استغلال ساحات المنتج الوطني في إقامة فعاليات ليست مرتبطة بالخضراوات التي يتم بيعها داخلها مفيد للغاية ويساهم في زيادة عملية الترويج للمنتجات الأخرى خاصة أن الكثير من المزارع القطرية لا تقتصر الزراعة فيها على الخضراوات فقط «.
كما شدد على أن الوزارة قامت بتقديم أكثر من دليل استرشادي من خلال كتيبات متعلقة بزارعة التمور وهو ما يفيد أصحاب المزارع وأيضا المهتمين بهذا النوع من الزراعة بما يصب في مصلحة هذا القطاع الذي بدأ يتحرك بشكل كبير خلال الفترة الماضية خاصة أن عملية الوعي بوجود تمور محلية مميزة تنافس المستورد بدأت تجني ثمارها تدريجيا.
مصلحة المستهلك
ويقول مالك شركة «تمور القصيم» عويضة سالم الكواري تعرض الكثير من المنتجات المتنوعة، فيما أكد حسن قادر مدير المبيعات في الشركة بأن التمور المحلية تقدم للسوق بأسعار تنافسية.
كما أوضح أن التمور المحلية لا تقل جودة عن المستورد ومؤكدا على أن المنافسة داخل هذا القطاع تصب في النهاية لمصلحة المستهلك الذي يرغب في جودة وسعر أفضل وهو ما سيتحقق من خلال الترويج بشكل كبير للمنتجات المحلية باستمرار سواء داخل الساحات أو في الأسواق المتخصصة في بيع التمور.
مهرجان الرطب المحلي
وتعد فاعلية التمور الثانية مكمله لمهرجان الرطب المحلي والذي أقيم في الصيف الماضي مع الاختلاف بأن المهرجان السابق كان يركز على مختلف أصناف الرطب المحلية ولكن الفاعلية الجديدة تركز على الترويج للمنتج المحلي وطريقة تصنيع التمور بمختلف أشكالها مثل التمور المجففة وغيرها من أنواع التمور.

السابق
رياضة الجولف لعبة الأثرياء الغائبة عن قطر
التالي
دعوات للتخلص الآمن من نفايات الدواء