ركود بلغ 80%.. معارض الأثاث والمفروشات: عام 2016 كان كارثياً

أكد مديرون في معارض الأثاث والمفروشات المنتشرة على طريق سلوى والمطار القديم، أن سنة 2016 المنصرمة كانت كارثية في معظم أوقاتها على السوق، حيث انتابت المحلات الخيبة من حجم المبيعات الذي تراجع كثيرا في مقابل تضخم الركود الذي خيم عليها بما نسبته %80 تقريبا، لافتين إلى أن فترات التحسن كانت طفيفة جدا على مدار السنة بأكملها وتستمر لبرهة قصيرة ثم لا تلبث أن تعاود كبوتها مجددا.
حيث كان أسوأها على الإطلاق يتمثل في فترة الصيف من شهر يونيو وحتى نوفمبر، فيما كانت جيدة إلى حد ما في أولها، وشهدت بعض الانفراجات في آخرها وتحديدا في ديسمبر الفائت وصولا إلى مطلع 2017، إذ ما زالت على ذات النسق الجيد، مستبشرين بارتفاع وتيرتها خلال الأشهر الأولى من العام الجديد تزامنا مع موسم الأعراس والمناسبات، بالإضافة إلى أن الدوحة مقبلة على مشاريع كبيرة هذه السنة، أملا في تحسن ميزانيات شريحة واسعة من الناس.
وعزا هؤلاء خلال حديث مع «العرب» أسباب التردي الذي جثم على السوق طويلا، إلى وفرة البضاعة المعروضة في مقابل الطلب، إذ إن محلات المفروشات تكبر وتتوسع في مقابل ثبات عدد عملاء هذا القطاع، بالإضافة إلى انتشار بعض الاعتقادات بين المواطنين عن إمكانية جلب المفروشات من العلامات التجارية العالمية الشهيرة من الأسواق الخليجية المجاورة أو من تركيا بأسعار أرخص منها في السوق المحلية، كما أن غالبية المقيمين لاسيما الأجانب، باتوا يفضلون الأثاث الجاهز الذي يمتاز بسهولة النقل والتركيب.
وأشار المديرون إلى إخفاق جميع محاولات إنعاش الأوضاع في 2016 والتي تمثلت في سياسة تغيير التسعيرة التي تتضمن تخفيض الربحية أملا في جذب الزبائن، والتماس تحول ذائقة العملاء بتغيير الموديلات حسب أهوائهم، حيث تغيرت مؤخرا إلى تفضيل المفروشات الكلاسيكية على حساب نظيرتها العصرية، ومحاولة المحلات جلب بضائع تتلاءم مع ميزانية مختلف الشرائح، إلا أن التحسن الذي شهدته منذ ديسمبر وحتى الآن يعزى إلى قيامها بتكثيف عمليات التسويق الميداني للظفر بالزبائن في مواقعهم، وطرح التنزيلات والعروض التشجيعية، لافتين إلى اعتمادهم على تقديم خدمات التركيب والصيانة وما بعد البيع لتعويض الفجوات التي خلفها التراجع على الطلب على إيراداتها خلال العام الماضي.
تسويق خارجي
وفي هذا السياق قال بلال الوناسي مدير معرض مفروشات الخليج: «بدأت مبيعات المفروشات في الدوحة تتراجع منذ عام 2016، إلا أنها في 2016 كانت الأسوأ ووصل الركود فيها إلى %80، حيث كانت تنشط قليلا عندما نذهب نحن إلى العملاء ونسوق بضاعتنا، أما عند الانتظار لقدوم الزبائن إلى المحل فإننا لا نلمس أي تحسن وبتنا نعتمد على التسويق الخارجي كلياً في العام المنصرم».
ولفت إلى أن الزبائن قديما كانوا يفضلون الطرازات الحديثة، إلا أنه قد لوحظ توجههم إلى التصاميم والموديلات الكلاسيكية أكثر، وبالتالي يضطر المحل إلى التغيير تماشيا مع متطلبات العملاء، إلا أن ذلك لم يفلح أيضا في كسر حالة الركود التي عانى منها المحل على مدار السنة الماضية التي كان أول 3 شهور منها ومثلها في آخرها الفترات الأفضل، بينما الفترة المتوسطة بينهما كانت الأسوأ حيث شهدت عجزا في تغطية إيجار المحل ورواتب الموظفين أحيانا. وأشار إلى فشل جميع محاولات إنعاش الأوضاع في 2016 والتي تمثلت في سياسة تغيير التسعيرة أملا في جذب الزبائن، حيث كانت الأسعار لا تقل عن 25 ألف ريال وقد هبطت إلى حوالي 8 آلاف ريال في 2016 مع حفاظها على نفس النوعية والجودة، بالإضافة إلى تخفيض نسب الربح حيث تراجعت من 2.5 إلى %1.7، إلا أن كل هذا لم ينجح في إحداث التغيير المنشود، عازياً ذلك إلى عزم العملاء على ترشيد نفقاتهم وتوجه البعض الآخر لجلب المفروشات من خارج الدوحة.
ترشيد النفقات
وأوضح أن المبيعات قد شهدت تحسنا طفيفا في ديسمبر من العام الفائت 2016 عن الشهور التي سبقته، ولكنها ليست عن طريق المعرض بل عبر العملاء الذين يصل إليهم مندوبو المبيعات، معربا عن أمله في أن تعود إلى الانتعاش في الأشهر الأولى من السنة الجديدة بالتزامن مع موسم الزواج والأعراس، إذ يستمر حتى شهر مايو تقريبا، مشيرا إلى أن المحل سيطرح عروضا خاصة على جميع البضائع الموجودة لهذه المناسبات من أجل جذب أكبر قدر ممكن من الزبائن، مشيرا إلى أن %90 من العملاء هم من المواطنين الذين تراعى ذائقتهم رغم توجه المحل لإرضاء جميع الأذواق، وذلك لأن أغلبية الأجانب يتوجهون في الحصول على المفروشات نحو المولات والأثاث الجاهز سهل التركيب.
العرض والطلب
من جانبه، قال مأمون السلوم مدير معرض فاين آرت للمفروشات: «لدينا مفروشات من أفخم العلامات التجارية الأميركية الشهيرة، مستوردة من هناك مباشرة، ومخصصة لشريحة معينة من المجتمع بسبب تكلفتها العالية، وسنة 2016 كانت المعاناة سمتها الأساسية، حيث إن العرض كان أكبر بكثير من الطلب، إذ إن محلات المفروشات تكبر وتتوسع في مقابل ثبات عدد زبائن هذا القطاع، وبذلك كان حجم المبيعات في عامي 2014 و2015 الأفضل بكل تأكيد».
مفروشات الخارج
وأشار إلى أن المحلات تواجه مشكلة في أن كثيرا من الزبائن يفضلون اقتناء المفروشات من خارج الدوحة وتحديدا من الأسواق الخليجية وتركيا، ظناً منهم أن أسعارها أرخص من الداخل رغم أنها هي ذاتها في المنطقة كلها لنفس العلامة التجارية، وهو ما يضر بالسوق في قطر، لافتا إلى أن المحل عكف على وضع خطط لمواجهة حالة الركود العامة على هذا القطاع من خلال التنويع في البضاعة المعروضة بحيث تشمل مختلف الموديلات الكلاسيكية والحديثة، وطرح عروض وتخفيضات في الأسعار أثبتت نجاحها في تنشيط الأداء إلى حد ما.
وأوضح أن أفضل المواسم في عام 2016 كان من شهر فبراير إلى مايو، أما فترة الصيف فكانت الأسوأ على الإطلاق ثم عادت إلى التحسن اعتبارا من نوفمبر وديسمبر، منوهاً بأن ما قد يساهم في تنشيط السوق لفترات أطول هو تغيير الثقافة السائدة في المجتمع عن أن بضاعة الخارج أفضل وأرخص سعرا، آملا أن تتحسن الأحوال في الشهور الأولى من 2017 تزامنا مع موسم الزواج والأعراس في تلك الفترة، مؤكدا أن المحل سيقوم بطرح عروض خاصة بالمناسبة.
كسر الركود
بينما قال محمد الصعيدي من معرض الشرق للمفروشات: «بدأنا نلمس تحسنا في المبيعات في 2016 منذ أول ديسمبر وحتى مطلع السنة الجديدة، كأن السوق أصبحت تشهد بعض الانفراجات في حركة البيع بعد فترة ركود كبيرة عانت منها، إذ إن الفارق حاليا يعتبر ملموسا بين المرحلتين حيث ارتفعت المبيعات بنسبة %30 تقريبا نجحت في كسر حالة الجمود. نحن مصنعون وموزعون للمفروشات بالجملة أكثر من البيع بالتجزئة وما يطرأ على المحلات ينعكس علينا أيضا ونتعامل مع مختلف شرائح المجتمع».
ولفت إلى أن بداية العام الماضي وحتى الشهر الخامس منه كانت جيدة ثم بدأت تتراجع والفجوة تكبر, ربما بسبب الصعوبات الاقتصادية التي خيمت على العالم، وحاليا يمكن القول إن الأمور عادت إلى نصابها بعد انتهاء الإجازات الصيفية، متوقعا أن تزداد وتيرتها مع موسم الأعراس في بداية 2017 بالإضافة إلى أن الدولة مقبلة على مشاريع كبيرة هذه السنة وتحسن ميزانيات شريحة واسعة من الناس، مشيرا إلى أن الطلب حاليا بدأ يزداد على الأطقم الكلاسيكية التركية التي تناسب بيوت المتزوجين الجدد.
وأكد أن المواطنين يشكلون نحو %60 فقط من عملاء المحل فيما تتوزع النسبة الباقية بين %20 فلسطينيين وأردنيين وحوالي %10 من الجالية المصرية وما تبقى لجنسيات أخرى، أما الأوروبيون فكانوا سابقا يرتادون المحلات لامتلاك بعض المفروشات إلا أنهم حاليا يفضلون القطع الجاهزة من الأثاث، والمعرض بدوره يقدم خدمات التركيب لها وهناك كادر متخصص لخدمة ما بعد البيع وهذه الخدمات تقوم بتغطية ما يسببه التراجع في الطلب على إيرادات المعرض.

السابق
رجال أعمال: براغماتية ترامب كـ “رجل أعمال” سترجح الكفة لتعاون مثمر بين قطر والولايات المتحدة
التالي
مصادر أشغال: 11 مشروع للطرق السريعة.. بشبكة مستدامة خلال عامين