رجال أعمال: براغماتية ترامب كـ “رجل أعمال” سترجح الكفة لتعاون مثمر بين قطر والولايات المتحدة

رغم الغموض الكبير الذي يكتنف التوقعات حول إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وطريقة تعاطيها مع كثير من الملفات الدولية، يبقى هناك نوع من الأمل بأن هذا الرجل الذي يأتي من خلفية اقتصادية أكثر مما هي سياسية يستطيع أن يكون كـ “رجل أعمال” براغماتياً بما يكفي لفتح مسارات تعاون اقتصادي قد تخرج العالم من أزماته المتلاحقة على كافة الصعد لاسيما الاقتصادي منها. وفي هذا السياق أعرب رجال أعمال قطريون عن تمنياتهم بأن تستمر العلاقات الاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية في تحسنها بعد تنصيب ترامب، مشيرين إلى أن العلاقات بين البلدين متنوعة ومبنية على الثقة، وخدمة مصالح شعبيهما والمصالح الإقليمية والدولية.
وقال هؤلاء إن قطر شريك قوي للولايات المتحدة، خاصة في مجالات الاستثمار والتجارة والتعليم والثقافة، مشددون على أن التعاون المتبادل بين البلدين لم يسبق له مثيل، كما أن البلدين في تطور دائم ومستمر في العمل جنبا إلى جنب حول مجموعة واسعة من القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
عمل مشترك
كما أكدوا أن البلدين سيواصلان العمل معا إلى زيادة هذه العلاقات الثنائية القوية، معربين عن أملهم في مواصلة المسؤولين رفيعي المستوى من حكومتي قطر والولايات المتحدة ومن القطاع الخاص في تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار، وأيضا الاستمرار في بناء الروابط الاقتصادية والسياسية القوية التي أنشئت على مدى السنوات الماضية.
وتشير إحصاءات الصادرات التجارية الأميركية إلى قطر للفترة من يناير 2016 إلى سبتمبر من العام نفسه بلوغها أكثر من 4.46 مليار دولار، بزيادة قدرها %51 تقريبا، مقارنة بنفس الفترة من العام الذي يسبقه، كما أن قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الأميركية إلى قطر بلغت 8.4 مليار دولار في عام 2015.
علاقات مؤسسية
في البداية يقول رجل الأعمال علي الخلف إن العلاقات بين قطر والولايات المتحدة الأميركية لا يحددها رئيس بعينه، إذ إن العلاقات شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية مع تغيير أكثر من رئيس للولايات المتحدة، مؤكدا أن هناك تعاون متبادل بين الولايات المتحدة الأميركية وقطر لم يسبق له مثيل.
وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين قطر والولايات المتحدة عام 1972 بافتتاح البعثة الدبلوماسية الأميركية في الدوحة، ومنذ عام 1992 تتوثق علاقات البلدين على كافة المستويات السياسية، الاقتصادية، الصحية، الثقافية والتربوية.
ويضيف الخلف أن البلدين يعملان ومستمران في العمل جنبا إلى جنب حول مجموعة واسعة من القضايا سواء كانت سياسية أو اقتصادية، متوقعين أن تواصل الولايات المتحدة العمل جاهدة على زيادة هذه العلاقات الثنائية القوية بعد تنصيب ترمب أمس الأول.
ويؤكد: «لدي آمال كبيرة حول مستقبل العلاقات بين قطر والولايات المتحدة في الأشهر والسنوات القادمة، حيث سيواصل المسؤولون رفيعي المستوى من القطاع الخاص وحكومتي قطر والولايات المتحدة تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار، ويستمرون في بناء الروابط الاقتصادية والسياسية القوية التي أنشئت على مدى السنوات الماضية».
شراكة
من جانبه يقول رجل الأعمال سعد آل تواه الهاجري إن قطر شريك قوي للولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا، وكذلك في قطاعات التعليم والثقافة والتجارة، معربا عن سعي البلدين الدائم لتوسيع علاقاتهما من خلال دعم جهود التعاون حول القضايا السياسية والاقتصادية.
ويشير الهاجري إلى أهمية الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة وفتح مكتب لجهاز قطر للاستثمار في نيويورك العام 2015، لاستثمار 35 مليار دولار على مدى 5 سنوات، وزيادة السفر جوا إلى الولايات المتحدة والتوقعات بزيادة هذا العدد مستقبلا مع تدشين الخطوط الجوية القطرية رحلات لمزيد من الوجهات داخل أميركا.
وكان سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، قد أعلن مؤخرا أن الجهاز والشركات التابعة له، استثمر بالفعل أكثر من 33 مليار دولار في الولايات المتحدة منذ العام 2015 وحتى نهاية العام الماضي.
ويتوقع الهاجري أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين الدولتين نموا خلال الفترة المقبلة، خاصة أن العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين قوية ومؤهلة للتحسن بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، بما فيه مصلحة الشعبين والقضايا الإقليمية والدولية.

السابق
بالتفاصيل.. خارطة طريق دخان السريع
التالي
ركود بلغ 80%.. معارض الأثاث والمفروشات: عام 2016 كان كارثياً