ذكريات الفريج..

الدوحة- وكالات:

استحوذت فعالية البدع، التي تعد إحدى الفعاليات التي تجسد الموروث القطري، على اهتمام زوار درب الساعي، وخاصة الأطفال وطلاب المدارس، الذين يحرصون على المشاركة في المسابقات اليومية، والأنشطة التثقيفية، المعبرة عن الماضي وتطوراته، كالألعاب الشعبية التي تنظم بشكل يومي في الفترتين الصباحية والمسائية، وخاصة مسابقة شد الحبل، ولعبة بر وبحر، ولعبة صد ورد وغيرها من الألعاب الشعبية القديمة، حيث تعد من أهم الفعاليات التي تقام سنوياً في احتفالات الدولة في درب الساعي، وتعتبر موروثاً قطرياً أصيلاً ينعكس إيجابيا على جميع من يقوم بزيارة البدع، ففريج البدع يُعتبر بيئة تراثية بحرية مصغرة تجمع في فعالياتها الفريج القديم المجاور للبحر، وتظهر في هذا الفريج مشاعر الألفة والتراحم التي تجمع بين أهل الفريج، وتتضمن الفعالية كلاً من: مجلس النوخذة، مسابقة التجديف، مسابقة سؤال ومعلومة، مسابقة شد الحبل، دكان الفريج، والحناية والحرفيين وسوق الحراج.

من جانبه قال عبد الرحمن الملا، مشرف الفعالية، إنهم يحرصون على المشاركة للعام السادس على التوالي، في درب الساعي، وذلك لتعريف الأجيال وزوار درب الساعي بذكريات الفريج، أي أنها بمثابة العودة إلى الحياة في الماضي، بكل ما تمثله من موروث شعبي قطري، وأدوات بسيطة كانت تستخدم في الحياة اليومية، مشيرا إلى أنها تعد من أكثر الفعاليات تجسيدا للموروث القطري والتعريف به، حيث تتضمن أنشطة ومسابقات وأجنحة توضح شكل الحياة في الماضي وتطوراته.. وتابع قائلا: كل عام نقوم بإضافة واستحداث فعالية جديدة، لإضافتها للأنشطة المقامة، وذلك لتطوير المكان الخاص بالبدع، لذلك فإن هذا العام اضفنا دكان الفريج، الذي يحتوى على كافة البضائع والأدوات والقرطاسية التي كانت تباع قديما، في الدكان، وذلك لتطوير الفعالية، بالإضافة إلى انه توجد لدينا مسابقات يومية وجوائز.

ولفت إلى أن فعالية البدع تتضمن القهوة الشعبية ومجلس النوخذة وسوق الحراج والحرفيين والحناية والعكاس ودكان الفريج، والمكتب الهندسي الخاص، فضلا عن المسابقات والألعاب الشعبية، مثل مسابقة الشواحيف وصد ورد وبر وبحر، وغيرها من الألعاب الشعبية الأخرى، مؤكدا أن اهم ما يميز تلك الألعاب أنها آمنة ولا تشكل أي خطورة على الأطفال، خاصة أنه يتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات حسب أعمارهم، حيث تستقطب الفعالية أيضا طلاب المدارس، لتكون على هيئة تحد كبير فيما بينهم.

وأضاف: أيضا فعالية التحميدة والمطوع، والتي تقدم بشكل يومي للفعالية من أجل تعريف الأطفال بدور المطوع في حياة القطريين قديماً، خاصة أن المطوع في قطر قديماً كان بمثابة المعلم في الفريج، فكان يعلم أهله القرآن والأحاديث النبوية وغيرها من العلوم.

حمد البرديني: عكاس الفريج لالتقاط صور للزوار بالحلة الشعبية

وتحدث المصور حمد البرديني، عن استوديو عكاس الفريج، الذي يستهدف الكبار والصغار، مشيرا إلى أنهم يركزون فيها على التصوير بطريقة شعبية، ولديهم أيضا الملابس الشعبية القديمة.. وتابع قائلا: هناك بعض الأطفال يأتون للتصوير، وهم بالفعل يرتدون ملابس خاصة باليوم الوطني، والبعض الآخر يأتون بملابسهم العادية، ويرغبون في التقاط صور لهم، لذلك وفرنا ثوب النشل أو البخنق، خاصة أن الفعالية تستقطب الأجانب المقيمين بالدولة، وأيضا لدينا ثوب نشل للكبار أيضا، ثم نقوم بطباعة الصورة ونعطيه الصورة كذكرى خاصة باليوم الوطني.

وأشار إلى ان عكاس الفريج يقام للعام الخامس في درب الساعي، لافتا إلى أنهم يقومون بتطوير طريقة التصور، وتحديث الأدوات، ولكنهم يحافظون على الموروث الشعبي القطري، خاصة أن هناك إقبالا كبيرا على عكاس الفريج، الذي يصل عددهم إلى أكثر من 100 شخص في الفترة المسائية، فضلا عن الفترة الصباحية وطلاب المدارس.

عبد الرحمن السبيعي: سوق الحراج يتضمن التحف والأشياء القديمة المستخدمة في الماضي

وأوضح عبد الرحمن السبيعي، المسؤول عن سوق الحراج، أن السوق يتضمن التحف والأشياء القديمة التي كانت تستخدم في الماضي، سواء التي تستخدم لتزيين البيوت أو ادوات الضيافة، مثل الدلال بأنواعها كالرسلان والبغدادية والحمصيات، فضلا عن البشتختة وهو الصندوق الذي كان يوجد عند تاجر اللؤلؤ، مشيرا إلى أن السوق ايضا يحتوي أدوات البيت القطري القديم، مثل مرشات ودلال الشاي والقهوة، واللوحات التي تزين المنزل، والمبخر القديم، كل هذا بهدف التعريف بالحياة القديمة والأشياء البسيطة، حتى لعب الأطفال القديمة أيضا قبل ظهور التكنولوجيا، فضلا عن الكتب القديمة بلغات مختلفة، مؤكدا أن سوق الحراج يستقطب زوار درب الساعي يومياً، الذين يحرصون على التقاط الصور المختلفة.

الحرف القديمة (السعف والجبس)

يشمل جناح الحرفيين، حرفة السعف، حيث تعد صناعة الخوص والسعف أبرز المهن اليدوية الشعبية، حيث تعتمد على تشكيل الخوص ليشبه الضفيرة وأشكالا أخرى، ويستخرج السعف من خوص النخيل، ثم يترك ليجف ويصبح لونه أبيض، ويستخدم لصناعة الحصير والجفير والصحن الملون، والسفرة التي تستخدم للأكل قديما، وأما الجبس فيستخدم في تزيين البيوت والقصور والمجالس.

السابق
في شاكلات ولويزار وسكر باشا.. فودافون تطلق شبكات “واي فاي هوت سبوت”
التالي
دا نانغ.. القطرية تدشن رحلاتها المباشرة إلى ثالث وجهة في فيتنام