د. الدرهم: جامعة قطر لا تألو جهداً في تمكين اللغة العربية

أكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر أن الجامعة تعمل على تمكين اللغة العربية، وذلك خلال تنظيم قسم اللغة العربية في جامعة قطر اليوم يوم اللغة العربية الثامن تحت شعار: “اللغة العربية بين الإنتشار والإنحسار”.

وقد تضمنت الاحتفالية عددا من الأنشطة والعروض والقراءات الأدبية التي قامت بها طالبات قسم اللغة العربية بإشراف أساتذة القسم، ومن هذه الأنشطة: “العرض الحي “ماذا يفعل الأصفر في نافذتك؟”، وفقرة “في رحيل فاروق شوشة تحية ووفاء”، وعرض “تجربة الكتاب الذكي”، وعرض “الدمى” لمركز الطفولة المبكرة، وعرض تجارب لطلبة من مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما تم في هذا الحفل تكريم الطلبة المدرجة أسماؤهم على قائمة العميد، وتكريم الفائزات في المسابقة الثقافية.

ودعا الدرهم في خلال الإحتفالية إلى الحد مما وصفه “خطاب التباكي”، مشيراً إلى أهمية الدعوة للإبداع والإنتاج باللغة العربية، وسلط الضوء على جهود الدولة وجامعة قطر في هذا الصدد قائلاً: “لقد آن الأوان أن نكف عن خطاب التباكي على اللغة التي ضاعت، والهوية التي اندثرت؛ فلم يعد هذا خطابًا مناسبًا للعصر الذي نعيش فيه.

فالعالم ينتج ويبدع ويقتحم المجالات بلغته وفكره وعلمه، وهو ما ينبغي لنا أن نقوم به مع لغتنا؛ ننتج بها، ونبدع بها، وليس فقط أن نتواصل بها، لأن مجرد التواصل بها ليس حلمًا بعيد المنال، وإلا لو كان هذا هو الحلم الأكبر لنا فلن يكون هناك تمكين حقيقي للغة العربية.

إن اللغة العربية تتمكن من أمور الحياة، وتُمكّن فيها إذا كانت لغة علم ولغة تواصل معًا، وها نحن نعكس رؤية الدولة ورسالتها عندما كان خيارنا أن تكون اللغة العربية لغة التواصل في كل أمور الجامعة من مكاتبات ومحاضر ولغة تدريس أيضًا؛ لتبقى الكرة بعد ذلك في ملعبنا نحن؛ فهل نستطيع أن نكون على مستوى ما تتخذه الدولة والجامعة الوطنية فيها من قرارات؟”.

وأضاف: “الإجابة عن هذا التساؤل تقودنا إلى النظر في قانون حماية اللغة العربية، وكذلك قرار الجامعة على أنهما يفتحان الباب لنا جميعًا كي نمضي على طريق تمكين اللغة العربية بما يليق بها.

وكي نؤكد أنها لم تضع ولن تضيعَ ما دمنا قادرين على الخروج بوعيٍ صحيح من خطاب الأزمة، وخطاب الضياع، وخطاب التآمر، إلى خطاب العمل الجاد، وسياسات التخطيط اللغوي الذي يعمل على المستقبل أكثر من الإنغلاق على الماضي فحسب، حين يأخذ من الماضي العريق مع الإلمام بالراهن ومستجداته وآفاق تقدمه.. هنا فقط نخرج من حالة التباكي التي تنال من وقتنا وجهدنا في ما لا طائل منه إلا الوقوف في أماكننا”.

وقال: “لعلكم ترون جميعًا ما تسعى إليه دولتنا من مشاريع عصرية سبّاقة في مجال النهوض باللغة العربية وربطها بالحوسبة وآفاق التكنولوجيا التي تجعلنا في قلب العمل لا في منطقة التباكي والصراخ اللفظي الذي يأخذ منا ولا يُضيف إلينا.

ولهذا فإننا في جامعةِ قطر نحبُّ أن نكونَ إلى جانبِ كل فكر يُمكّن من اللغة فنقدِّم لكم كلّ ما نستطيعُ للارتقاء بها من أجل الإسهام بقوة في تهذيبِ العقولِ، وتنميةِ القِيَم، وتعزيزِ الثّقةِ بالنّفس، وفي كل المهاراتِ التي يُوفِّرُها تعلُّم اللغاتِ؛ حيث الطّلاقة في الحديث، والإبداع في الكتابة، والإتقان في القراءة والفهمِ، ومهاراتُ التفكيرِ الإبداعي، والناقدِ بإيجابيَّة”.

مواكبة اللغة

بدوره قال الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: إن قسم اللغة العربية يقدم المزيد من آفاق تطوير ذاته أكاديميًّا ومهنيًّا، عن طريق النظر في استحداث برامج جديدة تواكب حركة اللغة في اتصالها بالحياة والمجتمع والمعرفة العالمية على تنوعها.

وأوضح أنه كله ثقة بأن قسم اللغة العربية بما لديه من رؤية وبما يضم من أساتذة على مستوى عالٍ من الكفاية العلمية سيقوم بهذا الدور على أكمل وجه. وأضاف “احتفاؤنا باللغة العربية، في هذا اليوم الثقافي الجاد، يأتي فرصةً لتعزيز محبتنا للغة العربية؛ لغةِ العلم والمعرفة والتواصل، وهو ما يعمل على ترسيخه قسم اللغة العربية؛ مما يستوجب مِنّا شكر جميع من أسهم في الإعداد لهذا اليوم وتنفيذ أنشطته”.

وعن أهمية هذه الاحتفالية وما يميزها هذا العام، قال الدكتور أحمد صفر -عضو هيئة تدريس في قسم اللغة العربية بجامعة قطر-: “إن ما يميز الاحتفاء باللغة العربية هذا العام أنه يتزامن مع القرارات الحكومية التي صدرت هذا العام لتعزيز موقع اللغة العربية في المحافل الرسمية للتمكين لها في جميع القطاعات والمجالات “الإدارية، العلمية، الفنية”، مما يعني أن رسالة قسم اللغة العربية لهذا العام هي دعم هذه الجهود وتثبيت رسالة أن اللغة العربية في انتشار لا انحسار.

إن إسهامات قسم اللغة العربية لهذا العام كانت متنوعة، حيث شارك القسم في فعاليات مهرجان الضاد في كتارا كما شارك في إنشاء العديد من المخابر البحثية التي تهدف إلى تعزيز موقع اللغة العربية في خدمة المجتمع”.

السابق
المريخي يترأس وفد الدوحة للمشاركة باجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين
التالي
فيلم وثائقي عن دعم الدوحة لـ “غزة هاشم”