خط واشنطن -الدوحة سالك بسهولة والاقتصاد نقطة تقاطع مركزية

من مرحلة التعاون إلى عصر الشراكة الاستراتيجية

شمس الاقتصاد القطري تبدد موجة الصقيع وتفتح مخازن الأفكار

٤٥ عاماً من العلاقات الثنائية تنتج رزمة من التفاهمات والاتفاقيات

كتلة مشاريع متحركة تمشي بالاتجاهين وشهادات متبادلة ترسخ عوامل الثقة

بزنس كلاس – باسل لحام

بمناسبة مرور 45 عاما على العلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وبعيداً عن البعد الأمني والسياسي الذي تم التركيز عليه بكثافة في الحوار القطري – الأمريكي، احتل المحور الاقتصادي جانباً مهماً واستراتيجياً. وسرعان ما أخذت الاتفاقيات والتفاهمات التي حدثت في الحوار الاستراتيجي طريقها نحو التنفيذ العملي مع تحول العلاقة الاقتصادية بين واشنطن والدوحة من تعاون اقتصادي إلى شراكة استراتيجية على المستوى الاقتصادي كما السياسي والأمني. فقد استقبلت الدوحة منذ أيام وفداً أمريكيا كبيراً قام بعدة لقاءات مع مختصين في وزارة الاقتصاد والتجارة وغرفة قطر لبحث فرص الاستثمار في دولة قطر للشركات الأمريكية بالتزامن مع إعلان الدوحة عن نيتها استثمار نحو 45 مليار دولار في السوق الأمريكية.

وفود وتفاهمات

فقد التقى مسئولون من مجموعة التمويل القطرية، المدعومة من الحكومة في الخامس من فبراير / شباط الجاري، بقادة ولاية كارولينا الجنوبية جنوب شرق الولايات المتحدة، لمناقشة الاستثمارات المحتملة. والتقى الرئیس التنفیذي لجهاز قطر للاستثمار، عبدالله بن محمد آل ثاني، بحاکم الولاية ھنري ماکماستر والسیناتور الأمريکي ليندسي جراهام، للتحدث عن الاستثمار في قطاع العقارات والبنیة التحتیة وغیرھا من القطاعات، وفقًا لما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس». كما أشارت الوكالة إلى أن الخطوط الجوية القطرية كانت تحصل على طائرات من نوع دريملاينر، وبوينج 787 بقيمة 6.2 مليار دولار مع سلاح الجو الأمريكي. كما وقع رئيس بلدية تشارلستون جون تكلنبورج إعلان تفاهم لتشجيع التعاون الاقتصادى والثقافى والبيئى بين تشارلستون والدوحة.

وقبل ذلك، ترأس سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الوفد القطري المشارك في الحفل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية على شرف وفدنا المشارك في أعمال الحوار الاستراتيجي القطري- الأمريكي المنعقد بالعاصمة واشنطن. و شارك سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة، بالحفل كما حضره سعادة السيد علي شريف العمادي، وزير المالية، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، وسعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني رئيس جهاز قطر للاستثمار. وترأس الجانب الأمريكي سعادة السيد ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، إلى جانب عدد من السفراء وممثلي كبرى الشركات الأمريكية.

عن الشريك السادس

وأوضح وزير الاقتصاد في اللقاء بأن التجارة الدولية والاستثمار يمثلان جزءاً رئيسياً في سياسة التنويع الاقتصادي التي انتهجتها دولة قطر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الشريك التجاري السادس للدولة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 6 مليارات دولار. وتشير الإحصاءات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر المصدر الأول للواردات في دولة قطر في العام 2017 حيث استوردت  الدوحة  16% من وارداتها من الولايات المتحدة الأمريكية. وحقق الميزان التجاري الثنائي فائضًا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 5 مليارات دولار.

الجدير بالذكر أن دولة قطر عملت على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى سنوات عديدة، وقد ساهمت هذه الاستثمارات بدورها في خلق ملايين من فرص العمل في الولايات المتحدة. هذا وتضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وكونوكو فيليبس، وشركة رايثيون. ويوجد في السوق الأمريكية نحو مليون وظيفة مرتكزة على الاستثمارات القائمة بين واشنطن والدوحة.

وتتوزع استثمارات قطر في الولايات المتحدة الأمريكية على قطاعات وأنشطة مختلفة ومتنوعة وإن كان أبرزها قطاعات السياحة والعقارات والطاقة.

مشروع مانهاتن غرب

يعد مشروع تطوير “مانهاتن غرب” في نيويورك اليوم من أبرز وأكبر استثمارات قطر في السوق الأمريكي، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 8.6 مليار دولار. وكان جهاز قطر للاستثمار قد أبرم اتفاقية شراكة بشأن المشروع مع شركة تابعة لـ “بروكفيلد بروبرتي بارتنرز”، إحدى أكبر الشركات العقارية في العالم، وذلك أواخر أكتوبر الفائت. وقامت “بروكفيلد بروبرتي بارتنرز” بموجب الصفقة ببيع 44% من حصتها في المشروع الطموح لصالح جهاز قطر للاستثمار. ويشتمل “مانهاتن غرب” على 5 مبان بمساحة إجمالية تبلغ 7 ملايين قدم مربع، ويقع إلى الغرب من منطقة مانهاتن في نيويورك. ومجمع “مانهاتن غرب” مشروع متعدد الاستخدامات يشتمل على مرافق إدارية وتجارية وسكنية وفندقية وترفيهية، ويقع تحديدا في منطقة هدسون ياردس، الحي الشهير في نيويورك.

ميناء جولدن باس

يعتبر ميناء “جولدن باس” في ولاية تكساس أقدم استثمارات قطر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم افتتاح هذا الميناء لاستقبال الغاز القطري في شهر أبريل / نيسان من عام 2011 بكلفة ناهزت ملياري دولار، واستغرق بناؤه قرابة ثلاثة أعوام. وتعد قطر حاليا أحد أكبر المزودين لسوق الطاقة الأمريكي في قطاع الغاز الطبيعي المسال.

يمثل المشروع شراكة ناجحة بين قطر للبترول بنسبة %70، واكسون موبيل بنسبة 17.6%، وكونكوفيليبس بنسبة 12.4%. وميناء جولدن باس من أكبر منشآت استقبال الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 15.6 مليون طن متري من الغاز المسال سنويا.

يقع ميناء غولدن باس للغاز الطبيعي المسال بالقرب من سابين باس في ولاية تكساس، ويمكنه تصدير 2.5 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي في اليوم، بحيث يلبي الاحتياجات المنزلية لحوالي 10 ملايين منزل يوميا في الولايات المتحدة.

“سيتي سنتر دي سي”

يحتل استثمار آخر لشركة الديار القطرية وهو مشروع “سيتي سنتر دي سي” في قلب واشنطن العاصمة، المرتبة الثالثة في قائمة استثمارات قطر في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث حجم الاستثمار، حيث تصل تكاليف هذا المشروع الإجمالية إلى قرابة 1.5 مليار دولار. ويضم المشروع حوالي 720 وحدة سكنية، ومحلات تجارية ومولات، وثلاثة أبراج منها برجان للمكاتب.

ومن المنتظر أن يحقق المشروع عائدات كبيرة لـ “الديار” القطرية؛ خاصة بعد بيع معظم وحداته السكنية في المرحلة الأولى، وتأجير المساحات التجارية المتنوعة التي يوفرها المشروع، كما سيعزز المكتب الإقليمي لـ “الديار” القطرية الذي تم افتتاحه في المشروع، من تواجد الشركة في هذه البقعة من العالم، ويفتح آفاقاً رحبة لمشاريع نوعية جديدة في القارة الأمريكية، تستطيع من خلالها “الديار” القطرية وضع بصمتها المميزة في الهندسة المعمارية المعاصرة” التي تمتزج بالثقافة المحلية للمجتمعات التي تقيم فيها مشاريعها

بنك أوف أمريكا

في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، اشترت شركة قطر القابضة حصة صغيرة في بنك أوف أمريكا ثاني أكبر المصارف التجارية في الولايات المتحدة، وذلك في إطار استمرار الشركة في مواصلة استراتيجيتها لاقتناص حصص الأقلية في الشركات العالمية الكبرى. وبلغت قيمة الصفقة مليار دولار.

ويأتي استثمار جهاز قطر في “أمريكان إكسبريس العالمية بزنس ترافل” في المرتبة الرابعة من حيث حجم الاستثمار والذي تبلغ قيمته 900 مليون دولار. وتم إبرام هذه الصفقة في 17 مارس / آذار عام 2014، حيث استحوذ بموجبها جهاز قطر للاستثمار على حصة نسبتها %50 في “أمريكان إكسبريس العالمية بزنس ترافل” وهي وحدة السياحة والسفر التابعة لبنك أمريكا إكسبرس. ويضم قطاع خدمات السياحة والسفر في أمريكان إكسبرس قرابة 14 ألف موظف يعملون في 139 دولة حول العالم، فيما تدير أمريكان إكسبرس تجارة يصل حجمها إلى حوالي 19 مليار دولار سنويا.

مجموعة تيفاني

في المرتبة الخامسة، تأتي صفقة أبرمها جهاز قطر للاستثمار مع مجموعة تيفاني العالمية في 12 فبراير/ شباط من العام 2013، حيث استحوذ الجهاز بموجبها على حصة في المجموعة نسبتها 8.7% وبقيمة 700 مليون دولار. وفي السابع من مارس/ آذار من نفس العام، نجح جهاز قطر للاستثمار بزيادة حصته مجددا في المجموعة إلى 11.27%. وتعد مجموعة تيفاني أكبر متاجر التجزئة للمجوهرات الفاخرة في العالم. وكان جهاز قطر للاستثمار أعلن تملكه لأول مرة حصة بنسبة 5.2% في أبريل من العام 2012. ومن أبرز المساهمين في تيفاني إلى جانب جهاز قطر للاستثمار، فانجارد جروب أكبر شركة لصناديق الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية، وكابيتال وورلد انفستورز وهي وحدة لكابيتال جروب كومبانيز.

مانهاتن تايمز سكوير

وفي 5 سبتمبر / أيلول 2015، أعلنت شركة الريان للاستثمار السياحي “آرتك” الذراع الاستثماري لقطاع الضيافة العالمية والمملوكة بالكامل من قبل شركة الفيصل القابضة، إحدى أكبر الشركات متنوعة الأنشطة في قطر، عن تحويل فندق مانهاتن تايمز سكوير، التي استحوذت عليه شركة “آرتك” العام الماضي، إلى فندق دبليو.

استثمارات قادمة

إضافة إلى ما تقدم، تعهد جهاز قطر للاستثمار بتخصيص ما قيمته 35 مليار دولار من الاستثمارات للفترة ما بين عامي 2015 و 2020 بالإضافة إلى استثمار حوالي 10 مليار دولار في قطاع البنية التحتية الأمريكية، حيث يسير البرنامج الاستثماري وفقاً لهذا الهدف، مع تخصيص الخطوط الجوية القطرية نحو 92 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي من خلال شراء 332 طائرة أمريكية الصنع الأمر الذي أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه وفي سياق متصل، أكد راين كليها، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة، في حوار مع برنامج حياتنا على تلفزيون قطر أن العلاقات تنامت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية منذ انطلاقها في السبعينات من القرن الماضي. وأكد أن مستوى العلاقات وصل إلى مستوى يمكن القول بأنه ليس هناك حليف أقوى أو أهم للولايات المتحدة من قطر في المنطقة. واستشهد على ذلك من خلال الارتفاع الكبير في استثمارات جهاز قطر إلى  45 مليار دولار خلال العامين الماضيين فقط، فيما من جانب آخر هناك أيضا منذ عقود عدة جامعات أمريكية تعمل في قطرفي قطر.

وإلى جانب الجامعات الأمريكية العاملة في دولة قطر، يبلغ عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر والتي بها شركاء قطريون حوالي 505 شركات، بينما بلغ عدد الشركات المملوكة بنسبة 100% للجانب الأمريكي حوالي 102 شركة. كما توجد في دولة قطر حوالي 20 شركة  أمريكية تعمل في مجال النفط والغاز، ونحو 40 شركة أمريكية مرخصة تحت مظلة مركز قطر للمال. كما يعمل في إطار تلك الشركات أكثر من 5 آلاف أمريكي يعملون حالياً في دولة قطر ضمن القطاع الخاص.

وفي ترجمة سريعة للتفاهمات الاقتصادية الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، توجه وفد من مجلس أعمال الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة عمل إلى الدوحة في 11 فبراير / سباط الجاري، برئاسة نورتون شوارتز الرئيس التنفيذي للمجلس، بهدف الاطلاع على مناخ الأعمال والاستثمار في قطر.

تبديد موجة الصقيع

وفي اجتماع للوفد الزائر مع غرفة قطر، قدمت الغرفة شرحاً مفصلاً عن مناخ الاستثمار في قطر، والتسهيلات والامتيازات التي يتمتع بها المستثمرون الأجانب. وقال الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر خلال اللقاء، إن دولة قطر واجهت الحصار بكل ثبات وروية، حيث استطاعت أن تتجاوز آثاره بأقل تكلفة وفي وقت قياسي، منوها بأن الحصار الذي تعرضت له البلاد حفز القطاع الخاص على افتتاح كثير من المصانع والشركات التي بدأت الإنتاج فعلا وساهمت في تحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع والمنتجات، فيما ظهرت مبادرات كثيرة لتسهيل الأعمال حظيت بدعم كبير من الحكومة. ولفت إلى أن من بين أهم المبادرات في هذا الصدد مبادرة “امتلك مصنعا خلال 72 ساعة” والتي تقدم من خلالها أكثر من 8 آلاف من أصحاب الأعمال للحصول على تراخيص لإقامة مصانع جديدة من خلال برنامج النافذة الواحدة.

كما تم الإشادة في اللقاء بالدور الرائد الذي لعبه مصرف قطر المركزي في توفير العملة الأمريكية، والحيلولة دون حدوث أي خلل في النظام النقدي للدولة، مما ساهم في حفظ العملة الوطنية دون أي قيود على التحويل أو على استثمارات المستثمرين الأجانب في البلاد.

من جهته ، أشار السيد نورتون شوارتز إلى أن الاقتصاد القطري يحظى بثقة المستثمرين الأمريكيين، كما أن الولايات المتحدة باتت تحتضن استثمارات قطرية واعدة، خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين وفي ظل اتفاقيات التعاون التي وقعها الجانبان مؤخرا.

ويعد مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكي /BENS/ منظمة أهلية غير ربحية تتألف من حوالي 450 شخصية عامة من كبار رجال الأعمال والصناعة والضباط المتقاعدين في أمريكا، وتهدف لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحا في مسائل الأمن هناك.

بدورها، قالت سعادة السيدة آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إن هناك العديد من الشركات الأمريكية التي ترغب في القدوم إلى الدوحة ودخول السوق القطري للاستثمار فيه، لكنها بحاجة إلى دراسة هذا السوق جيدا والتعرف على مزايا الاستثمار في قطر.

وأفاد بيان صحفي صادر عن غرفة قطر اليوم أن تصريحات باترسون جاءت خلال اجتماعها مع السيد محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر اليوم بمقر الغرفة.

وتناول لقاء جمع باترسون مع  محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر  قبل زيارة وفد مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكي، بحث سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز علاقات التعاون بين القطاع الخاص القطري والأمريكي، والقطاعات التي يمكن للجانبين إقامة شراكات فيها، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإزالة أي معوقات تعرقل الاستثمار في كلا البلدين.

شهادات متبادلة

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى إن رؤية دولة قطر 2030 والتي من أهم ركائزها التنويع الاقتصادي تفتح المجال بين الجانبين لتعزيز مزيد من التعاون في كافة القطاعات، كما وجهت الدعوة لرجال الأعمال القطريين لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة والتي يمكن أن يستثمروا فيها، معربة عن أملها في تعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين الطرفين.

ومن جانبه، قال السيد محمد بن أحمد بن طوار إن علاقات التعاون التي تربط دولة قطر والولايات المتحدة علاقة قوية ومتميزة على كافة القطاعات، منوها إلى أن السوق القطري يرحب بوجود مزيد من الشركات الأمريكية ضمن شراكات مع شركات قطرية وشركاء محليين.

وأشار إلى أن الغرفة تدعم وجود الاستثمارات الأجنبية في قطر والشراكة مع الجانب القطري وذلك للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا المتطورة في كافة المشاريع التي تقام في الدولة، معربا عن استعداد الغرفة لتوفير كافة المعلومات اللازمة عن مناخ الاستثمار في قطر، وإيجاد الشركاء المحليين للشركات الأمريكية الراغبة في الاستثمار بقطر.

وأشاد بالتسهيلات التي تمنح من أجل بناء علاقات تعاون بين الشركات من كلا البلدين، مضيفا أن السوق القطري يرحب بالشركات الأمريكية وأن هناك ثقة كبيرة من جانب الشركات الأجنبية نحو الاقتصاد القطري، حيث أن قطر أصبحت وجهة استثمارية مهمة.

ويعمل في قطر العديد من الشركات الأمريكية العالمية بمجالات الطاقة والصناعات الهيدروكربونية من أبرزها إكسون موبيل، وشركة شيفرون، وكونوكو فيلبس، وأوكسيدنتال بتروليوم، وجنرال إلكتريك.

الجدير بالذكر أن مساهمة القطاع غير النفطي في إجمالي الناتج المحلي في قطر بلغت بالأسعار الثابتة 52% خلال عام 2017، وأن التجارة الخارجية لدولة قطر شهدت نمواً ملحوظاً خلال العام الماضي حيث ارتفع حجم التجارة في عام 2017 بنسبة 16% ، لتبلغ قيمتها 103 مليار دولار، مقارنة مع 89 مليار دولار في عام 2016.

وارتفعت الصادرات القطرية بنسبة 19% في العام 2017 لتصل إلى 68 مليار دولار أمريكي، مقارنة مع 57 مليار دولار في العام 2016، وانعكس هذا الأمر بدوره على إجمالي الميزان التجاري للدولة والذي حقق فائضاً كبيراً بلغت نسبته نحو 40%، حيث ارتفع من 25 مليار دولار في عام 2016 ليصل إلى 35 مليار دولار في عام 2017.

السابق
الحرب الاقتصادية ضد قطر ترتد على المهاجمين ومشعلوها أول المحترقين بنيرانها
التالي
تركيا تتصدر المشهد والرياض وأبوظبي عالقتان في ممر الطوارئ