خسائر جوارديولا.. هل تعني صحة نظرية معينة؟

 

“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

مباريات جوارديولا لم تعد مجرد مباريات، فالبعض ينظرون إليها كتجربة لإثبات نظريتهم العلمية! ومهما كانت النتيجة، لا يشك أحدٌ في صحة نظريته، لأنهم يصلون إلى الحقيقة أولاً، ثم يبحثون عن الأدلة التي تثبت صحتها! وإذا وجدوا أدلة تناقض هذه الحقيقة، فهذا يعني أنهم على حق! رغم أن الأمور أبسط من ذلك، ولا تستحق أن يتعصب أحد للحقيقة التي يراها، ثم يدافع عنها كأنه يدافع عن شرفه!

يعتقد بعض جمهور الدوري الإنجليزي أن النجاح في دوريهم أصعب من النجاح في غيره، رغم أن هذا الدوري تحديداً ليس له معايير واضحة للنجاح، فمدرب مثل رانييري كانت مسيرته التدريبية فاشلة على مستوى بطولات الدوري، ثم نجح في الفوز بالدوري الإنجليزي مع فريق يصارع من أجل البقاء.. ثم عاد ليصارع من أجل البقاء! لكن بعض جمهور البريميرليج يؤمنون أن مدرباً بقيمة جوارديولا سيفشل حتماً في هذا الدوري، ومدرب مان سيتي يصر على دعم وجهة نظرهم! وعندما يخسر يرددون هذه العبارات: “إنه البريميرليج يا عزيزي، الدوري الإنجليزي يختلف عن غيره، نحن لسنا في الدوري الإسباني أو الألماني”، ونسوا أن هذا الدوري فاز به مانشيني وبليجريني مع نفس الفريق!

أما كارهو جوارديولا، فيعيشون أفضل أيام حياتهم الكروية، ولا ندري لماذا يستمرون في كره الرجل، رغم أنه أثبت أنه يحبهم! ويحاول إسعادهم! هذا الفريق من الجماهير يؤمنون أن جوارديولا نجح بسبب لاعبي برشلونة، رغم أن الكثير منهم يشككون في قدرات لاعبي البلوغرانا! لكن لكل مقام مقال، وكل موقف يتطلب الاعتراف بشيء ما، ثم نفيه في موقف آخر! لأنهم وصلوا للحقيقة مقدماً، ولن تتغير الحقيقة في عقولهم مهما كانت الأدلة، لكن يبدو أن جوارديولا يحاول جاهداً أن يقدم لهم ما يحتاجون من أدلة! حيث نجح ،حتى الآن، في إثبات صحة وجهة نظرهم، يساعد بيب كارهيه، كأنه واحد منهم!
نصل إلى الفريق المسكين؛ عشاق جوارديولا! هذا الفريق الذي توقع أن يفوز بيب بلقب الدوري الإنجليزي في كل موسم، ثم يغادر إنجلترا ليتيح الفرصة لغيره! لكنهم وجدوا الأمر مختلفاً، مدربهم المفضل يعاني، وبدأ في تحدي تجربة مويس مع اليونايتد! لكنهم لن يغيروا وجهة نظرهم، لأنه لا يجوز! يشككون في قدرات لاعبي مان سيتي، رغم أنهم يؤكدون أن جواريولا لا ينجح بسبب لاعبيه! يقولون أن الوقت لا زال مبكراً للحكم على التجربة، رغم أنهم كانوا يحتفلون بنجاح التجربة بعد أربعة أسابيع!

لماذا تتطور الافتراضات البسيطة لتصبح معتقدات راسخة يصعب تغييرها مهما تغيرت المعطيات؟ لينجح من ينجح ويفشل من يفشل، ونحن نشاهد ونستمتع ونضحك ونسخر! فعندما ينجح أحدهم، لن يضع في جيبنا بعضاً من ماله! وعندما يفشل، فلن نخسر شيئاً، ولن يضع يده في جيبنا ليأخذ ما فيه من مال، لأنه لن يجد شيئاً!

السابق
برشلونة لم يقدم عرضه لتجديد عقد ميسي
التالي
هيجواين يبدي رأيه في مقارنة ميسي ورونالدو