انخفضت أسعار النفط خلال تداولات الأربعاء إلى أدنى مستوى لها في 10 أشهر، مع سيطرة المخاوف المتعلقة بتفاقم أزمة المعروض العالمي من الخام على المتعاملين في الأسواق، وعدم قدرة بيانات حكومية أظهرت انخفاض المخزونات الأمريكية بأكثر من المتوقع على تبديد حالة التشاؤم المسيطرة على السوق منذ بداية الشهر.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الصادرة اليوم، ارتفاع المخزونات الأمريكية من الخام خلال الأسبوع المنتهي في السادس عشر من يونيو/حزيران الجاري بمقدار 2.5 مليون برميل إلى 509.1 مليون برميل، في حين أشارت توقعات المحللين إلى انخفاض قدره مليونا برميل.
في الوقت نفسه، أشارت بيانات الوكالة الحكومية إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي من الخام إلى 9.35 مليون برميل/يومياً، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من عامين.
وفي ختام اجتماعها الذي عقد أمس الثلاثاء، قالت لجنة مراقبة تخفيضات الإنتاج التي تضم أعضاء من داخل وخارج “أوبك” إن السوق لن يستعيد توازنه قبل الربع الثاني من عام 2018، أي بعد انتهاء اتفاق “أوبك” الذي تم تمديده مؤخراً لتسعة أشهر تنتهي في مارس/آذار القادم.
من جانبه، قال وزير النفط الإيراني “بيجن نامدار زنغنه” إن أعضاء “أوبك” يدرسون حالياً إمكانية تعميق مستوى تخفيض الإنتاج من النفط الخام، ولكن ربما سيكون عليهم الانتظار حتى يتضح تأثير المستوى الحالي من التخفيضات.
من ناحية أخرى، أشار تقرير نشره مركز “كربون تراكر” البحثي اليوم الأربعاء إلى أن شركات الطاقة العالمية قد تهدر 2.3 تريليون دولار من ميزانياتها في استثمارات بمشاريع للنفط والغاز لن تكون هناك حاجة إليها، بسبب تحول العالم تدريجياً نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة.
ومنذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، انخفضت أسعار النفط بنسبة 20%، وهو أضعف أداء بالنسبة للنصف الأول من كل عام منذ عام 1997.
وعند الإقفال، هبطت العقود الآجلة لخام “نايمكس” الأمريكي تسليم أغسطس/آب بنسبة 2.3% أو 98 سنتا لتغلق جلسة نيويورك عند 42.53 دولار للبرميل، مسجلة بذلك أدنى إغلاق لها منذ العاشر من أغسطس/آب الماضي.
وتراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي تسليم أغسطس/آب عند التسوية بنسبة 2.6% أو 1.20 دولار لتغلق جلسة لندن عند 44.82 دولار للبرميل، ليتراجع الخام القياسي إلى ما دون الـ45 دولاراً لأول مرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.