خارطة طريق لحل الأزمة.. وزير الخارجية من واشنطن: جاهزون للحوار

بزنس كلاس – الدوحة وكلات:

تابعت الدبلوماسية القطرية جهودها الكبيرة في شرح الموقف القطري وأبعاد القرارات الجائرة التي اتخذتها بحقها دول الحصار في الخليج العربي وسواها. فقد أوضح وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في زيارته للولايات المتحدة ونشاطه المكثف في العاصمة الأمريكية الظلم الذي يلحق بقطر نتيجة اتهامات لا أساس لها من الصحة ومحاولة فرض إملالاءات تمس بسيادتها واستقلالها، مؤكداً رفض الدوحة لأي نوع من الإملاءات عليها سواء عن طريق الضغوط الدبلوماسية أو الحملات الإعلامية التي تحاول تشويه صورتها أو من خلال فرض حصار غير قانوني على شعبها.

والتقى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية أمس مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب وممثلي اللجان المختلفة في الكونجرس الأميركي كل على حدة، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها سعادته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
تم خلال اللقاءات بحث العلاقات الثنائية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها.
وأطلع سعادة وزير الخارجية الأعضاء على مستجدات الأزمة الخليجية الراهنة والإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد دولة قطر.
وأكد سعادته خلال اللقاءات أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والتزام دولة قطر بمكافحة الإرهاب والحد من تمويله.

قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية إن الولايات المتحدة الأميركية لديها رؤية بأن يبقى مجلس التعاون الخليجي في إطاره الموحد، وأن يظل متماسكاً، وشدد على أن دولة قطر لم تتنازل يوماً ما عن تماسك مجلس التعاون الخليجي، لكن ما حدث يثير تساؤلات بشأن مستقبل المجلس.
وتساءل وزير الخارجية، في مقابلة مع التلفزيون « العربي» أمس: «هل سيوفر المجلس حماية من أي هجوم، وإذا كان مثل هذا الهجوم من قبل دول المجلس نفسها؟».
وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «إن دولة قطر تتفق مع الإدارة الأميركية لإيجاد حلول واقعية للأزمة»، مضيفاً «إننا أعلنا استعدادنا لأجراء حوار بناء على أساس الاحترام بين الدول».
وفي رده على سؤال بشأن رفض الدول المحاصرة خوض مفاوضات بشأن قائمة مطالبها، قال سعادة وزير الخارجية «رغم معارضتهم المفاوضات، فإن هناك قوانين دولية تحكم العلاقات بين الدول، والقانون الدولي يرفض مثل هذا الحصار، وسنستمر في جهودنا من خلال منظمات دولية لرفع الحصار غير القانوني عن قطر».

خارطة طريق 
وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «يجب أن توضع الادعاءات على طاولة الحوار لمناقشتها، ووضع خارطة طريق للمضي قدماً، وليس الذهاب إلى النتيجة مباشرة»، مضيفاً «إذا كان هناك توجه لعدم خوض مفاوضات بشأن الأزمة، فما الداعي لإصدار مثل هذه القائمة؟».
وأضاف: «كل الذين التقينا بهم لديهم نقطة واضحة، وهي أن المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة، خاصة في مثل هذه الظروف المحيطة بالخليج، حيث تمثل دول مجلس التعاون الخليجي نقطة استقرار في المنطقة».
وأكد سعادة الوزير أنه «إذا كانت الأزمة قد بنيت على أسس صلبة وواقعية لما أقدمت الدول المحاصرة لقطر على اختراق وكالة الأنباء القطرية، ونشر أخبار كاذبة، تلتها حملة تصعيد وعقاب جماعي، ينتهك القانون الدولي والنظام العالمي».
ورأى سعادته أن شعار مكافحة الإرهاب الذي طرحته الدول المحاصرة لقطر يستهدف كسب تعاطف غربي ودولي، لحث الآخرين على مشاركتهم في إجراءاتهم ضد دولة قطر.
وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر تطالب الدول المحاصرة بإجابة بشأن الإجراءات التي اتخذت ضدها، موضحاً أن بلاده تدعم «مفاوضات واضحة الإطار وواضحة المبادئ».
واعتبر أن «تقديم قائمة مطالب على شكل إنذار بالقبول أو الإلغاء هو دليل على أن هذه المطالب ليس لها أساس». وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن «إن هذه الدول تدعي التدخل في شؤونها الداخلية، في حين أن أداءها يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة أخرى».

دولة الكويت 
وأشاد سعادة وزير الخارجية في مقابلته مع التلفزيون «العربي» بجهود أمير دولة الكويت لحل الأزمة قائلاً إن «الموقف الدولي واضح بشأن الأزمة، ويدعم الوساطة بقيادة صاحب السمو الملكي أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح»، مضيفاً أن دولة قطر متمسكة بهذا الموقف ولن تحيد عنه.
وحول خيارات قطر لحل الأزمة، قال سعادة وزير الخارجية «بالنسبة لنا الدبلوماسية هي خيارنا الاستراتيجي، فنحن نعيش في هذا المحيط، ويجب أن تكون هناك آلية حضارية لحل أي خلاف، وتجنب الخصومة إلى مثل هذه الدرجة».
وعبر سعادته عن أمله بأن يمثل تواجد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي محمد العبدالله الصباح، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في واشنطن، فرصة للإدارة الأميركية لفهم أشمل للأزمة، للمساعدة في إيجاد خارطة طريق.

الحملة الإعلامية 
وبشأن الحملة الإعلامية ضد قطر في الولايات المتحدة الأميركية، بالتزامن مع بدء الأزمة قال: «لم يكتب عن دولة قطر الكثير في الولايات المتحدة، لكننا تفاجأنا بنشر 13 مقالاً خلال خمسة أسابيع ضدنا، وإقامة مؤتمر يتهم دولة قطر بالإرهاب، ولم يدع أي من دولة قطر ليمثل الصوت القطري في المؤتمر».
وقلل سعادة وزير الخارجية من أهمية القائمين على الحملة ضد قطر في الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً: «إن الحملة أتت من مؤسسات هامشية في الولايات المتحدة الأميركية، ونعرف جيداً ما هو دور دولة قطر في المنطقة، حيث إن العلاقات القطرية الأميركية هي علاقات مهمة واستراتيجية، وتصدر تقارير رسمية في الولايات المتحدة باستمرار، تشيد بأدوار قطر، وتؤكد عدم مخالفتنا للقوانين الدولية».
وعبر عن أسفه لما تضمنته الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي، قائلاً إن سفيراً لدولة من أعضاء مجلس التعاون الخليجي استثمر كل هذا الجهد لشيطنة دولة أخرى من أعضاء المجلس، بدلاً من العمل لتحسين صورة بلاده، وتحسين صورة محيطه الجغرافي.
وقال إن هذا يتنافى مع جميع الأخلاقيات التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وسجل سابقة في الانزلاق في العمل ضد دولة أخرى من دول المجلس.
وذكر أن «مجلس التعاون الخليجي عرف تاريخياً بأنه مهما بلغت الخلافات، فإنه لا ينزلق إلى مثل هذه الخلافات، ولا يعمل على مثل هذه الإساءات، لكن ما لمسناه من وسائل إعلام الدول المحاصرة هو انزلاق غير مسبوق وغير مقبول لدى مجتمعات مجلس التعاون».

قاعدة العديد 
وبشأن قاعدة العديد، قال إن هذه القاعدة تمثل مركزاً لجهد التحالف الدولي لاستتباب الأمن في المنطقة، مضيفاً أن قطر تربطها علاقات عسكرية قوية جداً مع الولايات المتحدة الأميركية.
وحول تأثير المواقف من القضية الفلسطينية في الأزمة الراهنة، قال إن «القضية الفلسطينية تقع دائماً في مركز اهتمامات سياستنا الخارجية، ولنا دور فاعل في المصالحة الفلسطينية وتوحيد الشارع الفلسطيني، وتدعم الإدارة الأميركية هذه الجهود».
وقال وزير الخارجية إنه مهما كان حجم الضغوط على دولة قطر فإن مثل هذه الإجراءات لن تحيد دولة قطر عن قضايا تقف معها وفق مبادئها.

السابق
قانون حظر دخول اللاجئين و6 دول إسلامية أصبح نافذاً
التالي
التميز الرياضي.. بي ام دبليو اكس 3 ام 40 اي 2018