حمد الطبية: لا تأثير للحصار على خطط عملنا

الدوحة – وكالات:

كشف البروفيسور عبدالبديع أبو سمرة مدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض ورئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية، عن تعاون المؤسسة مع الرعاية الأولية؛ لاكتشاف حالات السكري والمعرّضين للإصابة بشكل مبكر؛ حيث بدأ التعاون بمركز الوكرة الصحي، ثم مركز لعبيب، ليتم تعميم البرنامج على جميع المراكز؛ حيث تعمل «الرعاية» و«حمد الطبية» على مسح شامل لكل البالغين.
وأشار أبو سمرة، في حوار لـ «العرب»، أن معهد الاستقلاب يسّر على مرضى السمنة مراجعاتهم؛ حيث تجتمع كل التخصصات المعنية بالسمنة تحت سقف واحد، كما أكد أن حالة المريض هي التي تحدد أولوية التعامل مع الحالة بقسم السمنة التابع للمعهد.
ونوّه إلى أن أحد الأجهزة الجديدة ساهم في إنقاذ حياة أكثر من 20 حالة، ممن يعانون من فشل كامل بعمل الرئتين.
وحول مسيرة الأبحاث في قسم الباطنية، قال إن القسم يعمل على بحث جديد يتطرق للمورثات أو الجينات التي تعرّض الناس للإصابة بالسكري، لافتاً إلى أن عدة أنواع من الحقن باتت متوفرة لمرضى السكري، منها ما يسهم في إنقاص الوزن.
وعن أبرز الإضافات الجديدة بالقسم، أضاف رئيس قسم الباطنية أنه تمت إضافة وحدة جديدة للأمراض الحادة معنية بالحالات التي تتطلب متابعة مستمرة، إضافة إلى برنامج جديد بالمشاركة مع قسم الأمراض العصبية ومتخصص في حالات الجلطة الدماغية.
وأكد على أن حمد الطبية ماضية في خططها، ولا تأثير للحصار على مسيرة عملها.

في البداية، نودّ التعرف على أبرز المستجدات التي طرأت مؤخراً على قسم الباطنية؟
– قسم الباطنية تندرج تحته عدة أقسام، ولكل منها بعض التطورات؛ بعضها شهد إضافة أجهزة جديدة، والبعض الآخر عمليات توسع.
وكذلك معهد الاستقلاب وبه قسم لعلاج السمنة، وهو يمتاز بجمع مختلف الاختصاصات تحت سقف واحد، فعلاج السمنة في الماضي كان يتطلب انتقال المريض بين أكثر من طبيب، فمن الطبيب للجراح لإجراء جراحة، في حين يحتاج مريض آخر أن يراجع طبيب هضمية لتركيب بالون، أو ثالث يراجع طبيباً بالعيادات الداخلية ليتم علاجه بالأدوية، أو يتم علاجه بتغيير نمط الحياة، وكل هؤلاء المرضى يبحثون عن علاج للسمنة، وكل هؤلاء المرضى بات بإمكانهم أن يتوجهوا لمكان واحد، ويتم مراجعتهم بصورة كاملة، وتصنيف المرضى حسب المكان على حسب حاجة المريض ورأي الطبيب. ففي بعض الأحيان يعتقد المريض أن الجراحة هي الأنسب له، ولكن الطبيب يرى من خلال دراسة الحالة أن ثمة خياراً أفضل من الجراحة، ومن خلال مناقشة المريض والطبيب سوياً يصلوا إلى أرضية ثابتة حول أفضل العلاجات، والممكن أن يحدث تأثير أفضل في حالته، وكل الاختصاصيين يكونوا مع بعض وتوضع جميع التصورات الممكنة للحالة؛ ما يجعل من المعهد الجديد نافذة جيدة لمرضى السمنة كافة.

أعداد مرضى السمنة كبيرة في قطر، فما أولويات اختيار المرضى ممن يحتاجون للتعامل مع الحالة بمركز الاستقلاب والسمنة؟
– حالة المريض هي التي تحدد أولويات اختيار التدخل السريع في حالة المريض؛ فالمريض الذي يرى الأطباء أن ثمة مضاعفات للسمنة على صحته يتم التدخل بصورة عاجلة، فالبعض يكون لديه سمنة ولكن غير مؤثرة على حياته اليومية.
تدخل طبي
وماذا عن الحالات التي لا تحتاج لتدخل طبي أو جراحي، ولكنها تعاني من زيادة في الوزن؟
– الوقاية تظل أفضل من العلاج، وهو برنامج تعمل عليه وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية؛ من أجل تغيير نمط حياة الناس، بما يؤثر إيجاباً على حياة السكان، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت طويل. إلا أن المصابين بالسمنة في الوقت الحالي وفي حاجة إلى تدخل عاجل، هم المعنيون بتعاطي مركز الاستقلاب والسمنة مع حالاتهم.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يصاب مريض السمنة بضيق التنفس أثناء النوم، الأمر الذي يؤثر على وصول الأكسجين للدماغ، وهذا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو إلى مرض السكري، أو أن يكون المريض غير يقظ أثناء اليوم، أو يعاني من غفوات نوم أثناء اليوم، ما يعرض حياته للخطر أثناء السواقة على سبيل المثال، ولا بدّ من التدخل السريع. في حين أن بعض الأشخاص يمكن أن يكون الخيار بالنسبة إليهم تجميلي، فهم لا يعانون من أي مشكلات تؤثر فيها السمنة على حياتهم اليومية، وتصنيف الأشخاص يكون على حسب الحاجة؛ لذا سنضع أولويات حسب حالة المريض، وهذا مبدأ التقييم.

وماذا عن الأجهزة التي أُضيفت مؤخراً؟
– بعض الأقسام تمت إضافة أجهزة بها منذ أشهر، ولكنها الجديد دخولها حيز العمل؛ فمنها أجهزة باتت تُستخدم للحالات الحرجة، كجهاز التنفس الصناعي وهو جهاز يعمل على سحب دم المريض بالكامل، ويوضع داخل جهاز يستبدل الكربون الموجود في الدم بأوكسجين، بما يعوض عمل الرئة، ويستخدم في حال وصل المريض إلى حالة مستعصية من تخرب الرئتين؛ بحيث إن الرئتين لم تعودا تعملان بصورة كاملة. وهذه الحالات في السابق كانت تموت، ولكن في الوقت الحالي يمكن أن تُمنح الرئة فرصة للتعافي من خلال هذا الجهاز، وقد استخدم الجهاز في علاج أكثر من 20 حالة خلال العام الماضي والعام الجاري.

ما آخر الأبحاث التي عملت عليها أقسام الباطنية؟
– معظم الأبحاث التي عمل عليها قسم الباطنية كانت على مرض السكري، ضمن برنامج وطني يشرف عليه صندوق رعاية البحث العلمي، يحرص على رعاية الأبحاث المتعلقة بمرض السكري، بما فيها أبحاث تتعلق بالناحية الوراثية، والوقاية وغيرها من الأمور.

وما أبرز هذه الأبحاث؟
– نعمل في الوقت الحالي على بحث يتطرق للمورثات أو الجينات التي تعرّض الناس للإصابة بأمراض السكري، وهذا البحث بدأنا فيه وخرجنا بنتائج أولية لا بدّ من التأكد منها أولاً، ولكنها توحي أن هنا في قطر قد يكون هناك مورثة تزيد من احتمالات الإصابة بالسكري، وهو نتاج الزواج بين الأقارب، الأمر الذي يؤهلهم بصورة أكبر للإصابة بالسكري؛ لذا نطلب من الأشخاص ممن تعاني أسرهم من نسبة إصابة بالسكري أكثر من 50 %، أن يتوجهوا إلى «حمد الطبية» للمشاركة في البحث، بما يضمن نجاح البحث بصورة أوسع، فنسعى للوصول لعدد أكبر من الأشخاص.
مرضى السكري
فيما يتعلق بالحقنة الأسبوعية التي تُعطى لمرضى السكري، والبعض يقول إنها بديل للأنسولين.. هل تم البدء في توزيعها على المرضى؟
– في الوقت الحالي لدينا عدة حقن لمرضى السكري، منها ما يُعطى مرتين في اليوم، ومنها ما يعطى مرة يومياً، وأخرى تعطى مرة في الأسبوع. وهي تساعد الأنسولين على العمل وتحدّ من الشهية، ولكنها ليست بديلاً، وهي لمريض السكري من النوع الثاني الذي يعاني من زيادة في الوزن، وتكون ذات فائدة عالية في تقليل الوزن وتختلف على حسب حالة المريض، فالبعض يمكن ألا يتحمل هذه الحقن بسبب أعراضها الجانبية أو يكون لدى المرضى مضاد استطباب يمنع من استخدامها.

البعض قد يستخدم هذه الحقن في تخفيف الوزن، وقد يكون غير مصاب بالسكري.. فهل يمكن أن يتعاطاها من يعانون الوزن الزائد؟
– نعم، المستحضر نفسه يمكن أن يُستخدم، ولكن الأمر يرجع في المقام الأول لقدرة الشخص على تحمل الدواء، ولكن بجرعة أكبر من التي يتعاطاها مريض السكري، ونسبة كبيرة من مصابي السمنة قد لا يتحملون هذا الدواء وتصل نسبتهم لـ 40%، وهي قادرة على إنقاص الوزن من 5 إلى 10 كيلو جرام في الكورس الذي يستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر. وفي حال عدم التزام المريض بحمية غذائية سلمية بعد هذا الكورس يعود وزنه للزيادة، وهذا الأمر ينطبق على أدوية السمنة كافة؛ حيث يتطلب الأمر تغيير نمط حياة المريض، والكثير من الأطباء لا يلتفتون لهذا الأمر؛ لذا يجب أن لا يوصف الدواء للمريض إلا من قِبل اختصاصيين قادرين على تنبيه المريض لتغيير نمط الحياة، وهذا الدواء تم طرحه في قطر منذ أسبوعين.

هل من أي تغيير طرأ على خططكم بعد حصار قطر؟
– مؤسسة حمد الطبية ماضية في خططها، وفق المرسوم لها بشكل مسبق، ولا يوجد أي تعديل في خططنا؛ فعلى الصعيد المؤسسي تم عمل خطط بما لم يترك أي تأثير على عملنا.

فيما يتعلق بالمستشفيات خارج الدوحة، ما آخر مستجدات قسم الباطنية بها؟
– تم افتتاح مركز للسكري تابع لقسم الباطنية في مستشفى الوكرة، وذلك خلال العام الماضي. والمركز مستمر في استقبال الحالات، وهناك تعاون بين مركز الوكرة الصحي التابع للرعاية الصحية الأولية، ومركز السكري التابع لمستشفى الوكرة، بما يعود بالنفع على المرضى والمراجعين، وذلك من خلال العيادة الذكية في «الرعاية الصحية الأولية»، ويجري مسح شامل لكل البالغين من خلال المركز، ما يمكننا من اكتشاف حالات السكري التي لم تكن معروفة، وعوامل الخطورة التي تؤدي للمرض. والتجربة اكتملت وظهرت بعض نتائجها، والتي تصب في صالح تفادي انتشار المرض بصورة أوسع، وسنعمل خلال الفترة المقبلة على توسعة التجربة على باقي المراكز الصحية في الدولة، في تعاون مثمر بين «حمد الطبية» و»الرعاية الصحية الأولية»، بدأ بمركز الوكرة، ثم مركز لعبيب، وسيتم تعميمه على باقي المراكز تباعاً.

وحدات إضافية

حول الوحدات الجديدة التي أُضيفت لقسم الباطنية قال د. عبد البديع يوجد لدينا وحدة للأمراض الحادة، وهذه الوحدة معنية بالحالات غير الحرجة، ولكن في الوقت نفسه يتطلب الأمر متابعة مستمرة للحالة لتتم متابعة حالة المريض، وفي حال تحسنت حالة المريض يستمر في الوحدة لحين خروجه، أو يظل تحت الرعاية والعناية الخاصة، وهي بمستشفى حمد العام.

برامج جديدة

كشف الدكتور عبد البديع عن وجود برنامج جديد بالمشاركة مع قسم الأمراض العصبية، متخصص في حالات الجلطة الدماغية، وقد حصلنا على اعتماد لهذا البرنامج وهو برنامج متميز؛ لأن المريض بمجرد وصوله للإسعاف يتم تقييم الحالة، وفي حال إصابته بجلطة دماغية يمكن إزالتها، ومن ثم يُعطى دواء يمنع الخثرة ويساعد على فتح الشريان الدماغي المسدود، وهذا يجب أن يتم خلال الساعات الأولى من الجلطة ويحتاج لتضافر الجهود والتنسيق بين أقسام الإسعاف والداخلية والعصبية، ويتحسن المريض بعدها بصورة سريعة. وهذا البرنامج يعدّ نقلة في علاج هذه الحالات، وتم علاج الكثير من الحالات بهذه الطريقة.

السابق
“ماسة” الصحراء!
التالي
أردوغان في الدوحة قريباً.. 271 مليون دولار صادرات قطر لتركيا