حلول تكنولوجية.. 1800 مستفيد من خدمات “مدى”

الدوحة – بزنس كلاس:

كشف أحمد حبيب -خبير في السياسات بمركز مدى- أن عدد المستفيدين من خدمات المركز كبير، حيث جرى تقديم الدعم لـ 1800 شخص من ذوي الإعاقة خلال العام 2016، 75 % منهم حصل على حلين تكنولوجيين فأكثر. لافتاً إلى أن متوسط الإنفاق على الشخص 7000 ريال، وتتراوح قيمة الحلول التكنولوجية بين 900 ريال للحلول البسيطة و80 ألف ريال للحلول المعقدة.
جاء ذلك خلال لقاء نظمه مركز مدى، أمس، مع ممثلي وسائل الإعلام، وحضره كل من محمد الفهيده مسؤول اتصال وتسويق بالمركز، وبدر الهميمي رئيس قسم الخدمات المشتركة، وأحمد حبيب، وعدد من موظفي مركز مدى.
وأوضح حبيب أن مركز مدى يعمل على ثلاثة مجالات رئيسية، هي: التعليم، والتوظيف، والمجتمع؛ للاستمرار في أداء رسالته الهادفة لإزالة الحواجز التي تحد من مشاركة ذوي الإعاقة في المجتمع. ويساعد مع هذه المجالات الثلاثة، وجود الخدمات الاستشارية والتوصيات المتعلقة بالسياسة العامة. وقال: «نعمل على تحقيق النفاذ الرقمي، وهو علم تصميم المواقع الإلكترونية وتطبيقات الجوال حسب المعايير الدولية؛ كي تكون سهلة الاستخدام من قبل الأشخاص من ذوي الإعاقة. فإذا كان الشخص يستخدم التكنولوجيا المساعدة، وكان الموقع مصمماً بطريقة غير مطابقة لهذه المعايير، يصعب عليه أن يتصفح محتوى الموقع؛ لذلك فإن فريق العمل المتواجد في المركز يعمل بشكل دائم مع جميع المؤسسات الحكومية والقطاع العام على توفير خدمة شاملة لتقييم المواقع الإلكترونية، وتوفير خطط تعديل المواقع الإلكترونية حسب المعايير الدولية، وبعد ذلك يتم إعطاؤهم شهادة عن تقدمهم مسافة معينة في مجال النفاذ الرقمي».
إطلاق دليلين
وأشار حبيب إلى أن مركز مدى يعمل في مجالين أساسيين، أولهما دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مباشر، عن طريق توفير حلول تكنولوجيا المساعدة، حيث يمكن لذوي الإعاقة القدوم إلى المركز لاستلام هذه الخدمات، كما أن هذه الخدمات متوافرة عن طريق شركائها في مؤسسة حمد الطبية، وفي القطاع التعليمي، ومراكز أخرى مثل مركز شفلح.
بالإضافة إلى ذلك، لفت حبيب إلى أن المركز يعمل على رفع مستوى الوعي بالشراكة مع وسائل الإعلام، وعن طريق عدة مبادرات وبحوث حول أفضل الأساليب المعتمدة على المستوى الدولي وتطبيقها في قطر. لافتاً إلى أنه سيجري تدشين دليل وطني حول كيفية استخدام التكنولوجيا مع كبار السن، وذلك يوم 12 نوفمبر الحالي.
وقال: «يوم 28 نوفمبر سيتم إطلاق دليل عن العيش المستقل والتكنولوجيا المساعدة، يتحدث عن مفاهيم العيش المستقل، وطريقة تطبيقها في قطر مع ذوي الإعاقة عن طريق التكنولوجيا المساعدة. نحن ندعم جميع أنواع الإعاقة والفئات العمرية كافة من القطريين والمقيمين، وهي خدمة موفرة بشكل مجاني للجميع بعد تقييمهم من قبل خبير التكنولوجيا المساعدة بالمركز».
التكنولوجيا المساعدة
وأوضح حبيب أن حلول التكنولوجيا المساعدة التي يملكها المركز متنوعة، ومنها أجهزة تدعم الإعاقات البصرية وصعوبات التعلم، والبعض منها في شكل برامج جرى تعريبها عن طريق مركز مدى، ودعم صعوبات التواصل بالنسبة للأشخاص غير القادرين على التكلّم والتواصل شفهياً، كما جرى تطوير أول مجموعة من الرموز العربية في مركز مدى، وسيجري توفيرها بشكل مجاني لجميع المتحدثين باللغة العربية. كما تُوجد المئات من لوحات المفاتيح وفأرات الكمبيوتر المصممة خصيصاً لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية، ومنها الافتراضية، فضلاً عن الأجهزة الخاصة بذوي الإعاقات السمعية. وقال: «كما نسعى لإدماج هذه البرامج والتقنيات على الهواتف المحمولة للأشخاص ذوي الإعاقة؛ لكي لا يحتاج حمل أكثر من جهاز أو هاتف محمول. كما طورنا (آي.تي.بار)، وهو برنامج موجود بشكل مجاني باللغة العربية، ويمكّن من تخصيص الصفحات الإلكترونية لتكون سهلة التصفح، عبر تكبير حجم الخط، وتغيير الألوان وبعض الخصائص».
برامج
وأشار أحمد حبيب إلى أن مركز مدى يعمل بالتعاون مع مصرف قطر المركزي لتطبيق معايير النفاذ الرقمي لأجهزة الصراف الآلي كافة بالدولة؛ لتكون سهلة وقابلة النفاذ.
كما يعمل المركز على كيفية تطبيق هذه المعايير والمفاهيم في دور السينما والتلفزيونات ومحتويات الفيديو الرقمية، وكيفية تسهيل الوصول إليها من قبل الأشخاص من ذوي الإعاقة. وقال: «نعمل على مدار العام لضمان حرية التنقل والحركة لذوي الإعاقة في المرافق والأماكن العامة، حيث نعمل مع المؤسسات الحكومية لتقييم مدى نفاذ مبانيها». ويعمل مركز مدى على إطلاق مبادرة «القراءة للجميع» خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية، والتي ستمكّن الأشخاص من ذوي الإعاقة من استخدام أكبر مكتبة رقمية قابلة للنفاذ.

الهميمي: برنامج لتوظيف
ذوي الإعاقة

قال بدر الهميمي، رئيس قسم الخدمات المشتركة بمركز مدى: «يعمل في المركز حالياً نحو 40 موظفاً بين خبراء ومتخصصين وغيرهم، كما أن لدينا برنامجاً لتوظيف ذوي الإعاقة بالتعاون مع وزارة التنمية، وهو برنامج يمتد من شهر يوليو إلى شهر ديسمبر، لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة للدخول في مجال العمل. وقد بلغ عدد المتدربين حالياً نحو 55 منتفعاً، ونعمل على بلوغ 63 شخصاً بنهاية البرنامج».

الفهيده: إطلاق قدرات ذوي الإعاقة

أوضح محمد الفهيده -مسؤول اتصال وتسويق بمركز مدى- أن المركز قد تأسس في منتصف عام 2010، بناء على الاتفاقية التي صادقت عليها قطر لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأمم المتحدة، ومركز مدى للتكنولوجيا المساعدة هو مؤسسة متخصصة في دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع الرقمي، وإبقائهم على اتصال مع عالم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، عن طريق تزويدهم بالتكنولوجيا المساعدة، وقال: «كما نعمل على إطلاق قدراتهم من خلال تمكين البيئة المحيطة بهم».
وتحدث عن تجربته في هذا السياق، حيث أشار محمد الفهيده إلى أنه -ورغم إعاقته البصرية- إلا أنه يستطيع مباشرة عمله بشكل طبيعي، لأن الكمبيوتر اللوحي الذي يستخدمه متوافق مع احتياجات ذوي الإعاقة، ومجهز بتطبيق خاص يتولى قراءة شاشة الكمبيوتر، كما أن الهاتف الجوال الذي يستخدمه مجهز ببرنامج ناطق، وقال: «هذه التكنولوجيا مكنتني من ممارسة عملي بشكل طبيعي، ومن الإنتاج بنفس مستوى الأشخاص العاديين، وهذه التكنولوجيا يمكنها أن تخدم جميع ذوي الإعاقة، سواء كانت إعاقتهم بصرية أو حركية أو سمعية أو الذهنية الخفيفة، حيث نقوم بتكييف بيئة العمل الخاصة بهم ونزودهم بالتكنولوجيا اللازمة». وأوضح أن التكنولوجيا المساعدة تتمثل في جهاز أو برنامج أو أية تقنية معينة، تساهم في تحسين حياة ذوي الإعاقة، وتغطي نقائص الإعاقة التي يواجهونها.
وقال: «ما نعمل عليه حالياً هو خلق نظام بيئي يلبي احتياجات الشخص من ذوي الإعاقة، وتتمثل وظيفتها في تقييم حالة صاحب الإعاقة، وتقديم اقتراحات للشركة التي تقوم بتوظيفه، حول ما يمكن توفيره لخلق بيئة عمل تساعدهم على الإنتاج».

السابق
إطلاق برنامج التخليص الجمركي
التالي
تعاملات شركات الوساطة في 10 أشهر تبلغ أكثر 118 مليار ريال