حرب اليمن ستحمل “الربيع العربي” إلى قلب السعودية!

اليمن – السعودية – بزنس كلاس:

منذ إطلاق عملية “عاصفة الحزم” 25 مارس / آذار 2015 وبالتأكيد قبل ذلك، توجهت كثير من الأطراف بالنصح للرياض كي لا تخوض غمار حرب لا أحد يعرف أين أو كيف يمكن أن تنتهي. لم تستمع الرياض حينها لنصائح حلفاء وأشقاء بأن أول حروب المملكة خارج حدودها ستكون “خاسرة” لا محالة لأسباب واقعية كثيرة لعل أهمها على الإطلاق عدم معرفة السعودية بالقوة الكامنة عند اليمنيين في فترة انطلاق الحرب ولعدم وجود من يقرأ التاريخ في الأسرة السعودية ليدرك أن بلاداً استعصت على مختلف أنواع الغزاة عبر مئات إن لم نقل آلاف السنين، ستكون قادرة على امتصاص هجوم السعودية مهما كان حجمه. وهذا ما حدث بالفعل رغم أن الرياض “أجبرت”، بالمعنى الحرفي للكلمة وكما قال وزير الدولة لشؤون الدفاع د. خالد بن محمد العطية قبل فترة، فريق خليجي كبير على الذهاب معها إلى “الحرب الخاسرة”.

اليوم السعودية وبعد أن دمرت اليمن بما فيه من شجر وبناء وحجر، تدفع خسائر يومية فادحة مادياً وترى الحرب وقد انتقلت إلى أراضيها وصواريخ اليمنيين تسرح وتمرح في سماءها. لكن الأخطر وفق محللين كثر لم يأت بعد. فالحرب التي فرضتها الرياض على اليمن والخليجيين سوف تنتقل إلى أراضيها ليس بالعمليات العسكرية المباشرة فحسب، بل أيضاً بطريقة غير مباشرة لأنها تفتح أبواب “الربيع العربي” على مصراعيه في الداخل السعودي الذي يئن تحت كثير من الظلم الاجتماعي والطبقي والتهميش السياسي والاقتصادي خصوصاً بين فئات الشبابو قد عمقت الحرب كل هذا بشكل مؤلم فوق حد الاحتمال.

ومنذ بدء الحرب على اليمن وتطورها ميدانيا وعسكريا، تتلقى السعودية ضربات صاروخية مستمرة، فمنذ عام 2015، وجهت إلى المملكة من اليمن عشرات الضربات الصاروخية، منها سقط على قاعدة “الملك فهد” ومنها على مكة، وقبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو/أيار الماضي، وصلت الصواريخ اليمنية من نوع “بركان 2” إلى ضواحي الرياض.

قطر، الدوحة

كما استطاعت الصواريخ اليمنية من استهداف العديد من المواقع السعودية الاستراتيجية الموجودة في الداخل، وأبرزها قاعدة “الملك سلمان” العسكرية الجوية، في عام 2017.

وبحسب الخبراء العسكريين، يمتلك اليمن ترسانة كبيرة من الصواريخ التي تعد من نوع أرض-أرض، وهي صواريخ سوفياتية قديمة متنوعة، أبرزهم صواريخ “سكاد” التي حصلت عليها اليمن خلال الحرب الباردة من الاتحاد السوفياتي الذي كان يدعم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويمدها بالسلاح والذخيرة والمجموعات الصاروخية التكتيكية.

كما حصل الجيش اليمني الجنوبي عام 1980، على صواريخ من نوع “توتشكا” التي بحسب التقارير الأمريكية الأخيرة مازالت موجودة لدى اليمن وأصبحت بيد مجموعات مسلحة تحارب السعودية، بالإضافة إلى مجموعة من صواريخ “سكود” المعروفة ومجموعة “لونا إم” السوفياتية. وكشفت التقارير الأمريكية أن اليمن لن يتوقف عن استيراد الصواريخ بعد عملية الوحدة بين البلدين حيث قام بشراء مجموعة كبيرة من الصواريخ الكورية الشمالية “خفاسون —6” عام 2000.

ومنذ بداية الحرب اليمنية حاول التحالف العربي بقيادة السعودية تدمير المنظومات الصاروخية اليمنية والقضاء على منصات الصواريخ الباليستية، لكنها فشلت في ذلك بسبب قيام جماعة “أنصار الله” بخطوة استباقية غيرت فيه مواقع تواجد الصواريخ ومكان تخزينها.

قاذف صاروخي تابع للجان المقاومة الشعبية اليمنية

وفي مقابلة خاصة لتلفزيون روسيا اليوم “RT” مع الخبير الروسي، إيفان كونوفالوف، اعتبر الأخير أن اليمنيين لهم باع طويل في استخدام الصواريخ، وهذا يعطيهم نقاط قوة في صراعهم مع المملكة السعودية من خلال خبرتهم وكفاءتهم بتحديث الصواريخ ورفع قدراتها، إلى جانب دقتهم في استعمالها وضربها لتحقيق الإصابات المباشرة.

وأكد كونوفالوف أن قوات التحالف بقيادة السعودية وصلت إلى طريق مسدود، قائلا “السعودية في طريق مسدود لسبب واحد: لن تنتصر على الحوثيين أبدا. الحوثيون أفضل المحاربين في الشرق الأوسط”. فقد نقل اليمنيون الحرب إلى الأراضي السعودية نفسها. والحديث هنا لا يدور حول الضربات الصاروخية وحدها. “تمكنوا من تنظيم عمليات حرب عصابات في المحافظات اليمنية — عسير، جزران ونجران التي ضمتها السعودية إليها عام 1934. لكن ما زال سكانها من اليمنيين”.

أما المحلل الاستراتيجي، سيرغي سيريبروف، رأى أن استخدام اليمنيين للصواريخ لا يأتي عن عبث، فمن خلال هذه الصواريخ يقوم اليمنيون بإلقاء الضوء على قضيتهم والحرب القائمة ضدهم بالإضافة إلى أنها عامل استعراضي وحماسي لليمنيين أنفسهم للشعور بالفخر ولقضيتهم العادلة والمحقة بوجه قوة تعد أكثر تفوقا منهم.

اشتباكات على الحدود السعودية اليمنية

واعتبر سيريبروف أن قيام المملكة السعودية بدعم سلطة غير شرعية ولا تتمتع بشرعية مطلقة وقيامها بتسليح مجموعات يمنية داخلية متطرفة وإشعال البلاد بالصراعات الطائفية والمذهبية لن يوصل السعودية إلى إنجاز بل سيصب الزيت على النار الذي قد يصل إلى السعودية نفسها.

واستخلص الخبير، قائلا “الحرب في اليمن تهدد المملكة السعودية من أكثر وقت مضى، فبعد تراجع أسعار النفط وارتفاع التكاليف العسكرية للجيش السعودي، بالإضافة إلى تحول اليمن إلى قوة استراتيجية في المنطقة. هذا كله سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها ومن الممكن أن نتوقع استمرار “الربيع العربي” ولكن في بلدان الخليج العربي هذه المرة”.

السابق
“جرح مشاعر المسلمين”.. ردود فعل إيرانية “متناقضة” من زيارة الصدر للسعودية!!
التالي
غرفة قطر تشجع الشراكة مع رجال الأعمال التونسيين