الدوحة – بزنس كلاس:
قال سعادة علي الكواري وزير التجارة والصناعة في كلمته خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي القطري الباكستاني، إن قطر وباكستان تجمعهما علاقات ثنائية قوية منذ تسعينات القرن الماضي توجت بالعديد من الزيارات الرسمية التي عكست المساعي لتعزيز تلك العلاقات، خاصة على مستوى التجارة والاقتصاد ، مضيفا:”يسرنا أن نتشارك النجاحات التجارية مع شركائنا ونتوقع أن يقودنا اجتماع اليوم إلى نجاحات جديدة”.
ولفت وزير التجارة و الصناعة إلى أن التجارة البينية شهدت تطورا ملحوظا خلال العقد الماضي، وكان العام الأكثر نموا على هذا المستوى حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بنسبة 104 بالمائة ليصل إلى حوالي 1.6 مليار دولار مقارنة بـ7.82 مليون دولار في العام 2016، وقد حصلت قطر على فائض تجاري من تلك المبادلات بلغت قيمتها ١.٤٤ مليار دولار لصالح قطر .
وبين الكواري أن التبادل التجاري سيسجل ارتفاعا خلال الفترة المقبلة معززا باتفاقيات ثنائية تخدم هذا التوجه مما يعزز التجارة والاقتصاد بين الدولتين، داعيا في هذا السياق إلى تعزيز التعاون بين رجال الأعمال في الدولتين وتشجيع التشارك في مشاريع ابتكارية في البلدين.
ولفت الكواري إلى أن عدد الشركات المشتركة المسجلة في قطر بلغ 850 شركة تعمل في قطاعات مختلفة بالإضافة إلى وجود 6 شركات باكستانية تعمل في قطر، قائلا :” نتطلع إلى تعزيز علاقات التعاون عبر منتديات اقتصادية دورية والزيارة المتبادلة لتعزيز التبادل التجاري”.
وأشار إلى تطور مساهمة القطاع غير النفطي بنسبة 52 % في اقتصاد الدولة ليكون الفاعل الأساسي في نمو اقتصاد البلاد .
وأوضح سعي قطر من خلال السياسات المختلفة لجعل هذا القطاع يساهم بقوة في نمو اقتصادها الذي توقع البنك الدولي أن يحقق نموا بنسبة 2.8 بالمائة خلال 2018 وقد يصل إلى ٣ بالمائة في العام 2020 وهو الأعلى من نوعه في المنطقة ، قائلا :” تلك السياسات جعلت قطر تسجل أرقاما متقدمة على مستويات عدة على مستوى العالم. فهي الأقل على مستوى التضخم والسادسة عالميا على مستوى العبء الضريبي و الثامنة على مستوى توافر رأس المال والـ9 على مستوى تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وفق تقرير دافوس للتنافسية في العام 2018 .
من جهته أشاد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين قطاعات الأعمال في كل من دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية، وأشار سعادته في تصريحات صحفية على هامش المنتدى الاقتصادي القطري الباكستاني، أن هذا المنتدى يأتي بعد أيام قليلة من اجتماع غرفة قطر مع وفد تجاري باكستاني رفيع ترأسه نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة، وتم خلاله التباحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين الشركات القطرية والباكستانية، وإمكانية تأسيس تحالفات تجارية فيما بينها بما يسهم في تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأشار الشيخ خليفة بن جاسم إلى أن دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية ترتبطان بعلاقات تجارية واقتصادية متميزة وذلك بفضل التقارب بين قيادتي البلدين وشعبيهما، منوها بأن التبادل التجاري في العام 2017 حقق نموا مضاعفا إذ بلغت قيمته نحو 1.6 مليار دولار أمريكي مقابل 782 مليون دولار في العام السابق، مما يعكس تطور العلاقات التجارية بين البلدين والتي نتوقع أن تواصل نموها خاصة بعدما تم في العام الماضي تدشين خط ملاحي مباشر بين البلدين يربط ميناء حمد بميناء كراتشي، الأمر الذي ساهم في تعزيز حركة الصادرات والواردات بين البلدين.
وأشار سعادة رئيس الغرفة إلى وجود نحو 850 شركة باكستانية قطرية مشتركة تعمل في السوق القطري في مجالات مختلفة، وأن الفرصة مهيأة الآن لإقامة مزيد من الشراكات بين رجال الأعمال من البلدين، لافتا إلى وجود جالية باكستانية كبيرة تعمل في دولة قطر وتساهم في النهضة التي تشهدها البلاد.
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم دعم غرفة قطر لكافة الجهود التي تستهدف تطوير التعاون التجاري بين البلدين، منوها بأن الغرفة تعمل على التقريب بين الشركات القطرية ونظيرتها في باكستان، وأن المجال مفتوح أمام الشركات الباكستانية لزيادة التعاون من خلال إنشاء شراكات وتحالفات تجارية في كافة القطاعات.. حيث ترحب غرفة قطر بالشركات الباكستانية الراغبة في المشاركة بالمشاريع التي تقام بالدولة، كما تشجع الغرفة أصحاب الأعمال من البلدين لإنشاء شراكات فاعلة تخدم اقتصادي البلدين.
من جهته قال طارق نديم جيلاني رئيس الوفد الباكستاني إنه مع المتغيرات في المشهد الاقتصادي، أصبح من الضروري أن تزيد كل من قطر وباكستان من ترابطهما التجاري والاستثماري لتحقيق مصالحهما المشتركة وفق قاعدة رابح رابح، مشيرا إلى وجود فرص استثمارية هائلة في باكستان ، يمكن لقطر النظر في جدية الاستثمار فيها ، قائلا :” تتميز باكستان بإمكانيات عالية في عديد المنتجات المختلفة، حيث تحتل المراكز الرابع عالميا في إنتاج الألبان والقطن ، كما تحتل المركز الثامن في إنتاج القمح، بالإضافة إلى مراتب متقدمة في إنتاج المانجو وقصب السكر، وفي الأرز البسمتي وعدد من المنتجات الأخرى التي تتمتع بقدرات تنافسية عالية “.
وقال إن باكستان تمتلك سوقاً استهلاكية كبيرة تضم 207 ملايين شخص مع طبقة وسطى ناشئة، مضيفا :” لدينا 100 مليون باكستاني دون سن الخامسة والثلاثين مما يدل على عدد السكان الشباب كما أن المؤشرات الاقتصادية في المنطقة الخضراء تسير في الاتجاه الصحيح .
ومن المتوقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي أكثر قوة . كما تعمل الصناعة الباكستانية بالفعل على إنتاج المنسوجات الراقية والسلع الرياضية والسلع الهندسية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والأدوات الجراحية. كما تنتعش صناعات إنتاج المواد الغذائية ومواد البناء.”