الدوحة – وكالات:
لم تتوقف كذبات دول الحصار ليوم واحد منذ بدء حملتها الشرسة ضد قطر قبل نحو 500 يوم، وهذا ما تكرر مرة جديدة إنما من على منبر الأمم المتحدة هذه المرة والبطولة في فيلم الحصار كانت هذه المرة من نصيب وزير خارجية مملكة الـ “ريتويت”. فقد بدا مشهد حديث وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة في الكلمة التي ألقاها بالجمعية العامة للأمم المتحدة، كمن يحدث نفسه ويكذب على نفسه ويصدق نفسه في أكاذيبه عن قطر، وافتراءته ومزاعمه بدعمها للإرهاب في بلاده، رغم إشادته هو نفسه بالدور التي قامت به الدوحة في دعم بلاده لمكافحة الإرهاب في تصريحات سابقة.
واتهم وزير خارجية البحرين في حديثه قطر بأنها “كانت داعمة للأحداث الإرهابية الممنهجة في البحرين”، في حين أن الرجل نفسه أثناء حديثه لقناة العربية يوم الأحد الموافق 27 نوفمبر 2011، حول الأحداث التي شهدتها البحرين في نفس العام أشاد بدور قطر ، حيث ورد وزير الخارجية البحريني آنذاك، على سؤال يتعلق بدور قطر في هذه الأحداث، فقال: دور الشقيقة قطر كان إيجابيا في هذه المسألة.
كما قال آل خليفة في اللقاء ذاته، إن قطر قامت بدور واضح حين كشفت خلية بحرينية موجودة في قطر كانت تتآمر وتتصل بأشخاص في إيران للقيام بعمليات إرهابية في البحرين.. مؤكدا أن قطر لم تقم بأي شيء غير هذا الدور في هذا المجال، وأن أي كلام ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق أشار إلى قطر بأي شكل من الأشكال فهو كلام سمعته اللجنة من أطراف في البحرين وهذا الكلام لم نسمعه ولم تقم به قطر وليس له أي صحة.
وهنا يتبادر إلى أذهان العقلاء في الخليج، إذا كان هذا دور قطر في الأحداث التي شهدتها البحرين عام 2011، فلماذا الإصرار على هذه المزاعم والافتراءات في كل مناسبة بسبب وبدون سبب؟!!
وللإجابة على هذا السؤال لابد للنظر إلى المشهد كاملاً، فمزاعم المنامة تأتي بالتوافق مع سلسلة من الفبركات غير المسؤولة التي تطلقها الدول المحاصرة لقطر، بهدف النيل منها بأي صورة حتى وإن كانت من خلال التلفيق والمغالطات المفضوحة.. فلا توجد مشكلة من وجهة نظرهم طالما تم تجريم كل من يتعاطف مع قطر أو يقول كلمة حق تخالف أهوائهم..
الهرب من فشل الحاضر للتذكير بهزيمة الماضي..
وبعد الفشل الواضح في إقناع العالم بدعم وتغذية قطر للإرهاب هرب وزير خارجية البحرين إلى الماضي ليتحدث عن أزمة بلاده مع قطر في العام 1937 والعام 1986 إلا أن الحقيقة كانت واضحة في هذا الشأن عندما قضت محكمة العدل الدولية بأحقية قطر في جزر كانت موضع خلاف قطري بحريني وتؤكد المواثيق الدولية اليوم بأنها أراضي قطرية وليست بحرينية
هتك روابط النسب والدم
لم يستحي وزير الخارجية البحريني في حديثه أمام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذكر أن الشعب القطري والبحريني شعب واحد تربطه وحدة المنشأ والنسب والتاريخ والمصير المشترك وهي حقيقة لا يمكن نكرانها، إلا الإجراءات التعسفية التي قامت بها حكومة البحرين بعد إعلان حصار قطر تنسف كل هذه المبادئ بعد طرد القطريين وإهانتهم في شهر رمضان المبارك وشتهم والتحريض عليهم ومنع التعاطف معهم وكلها أساليب إجرامية تأكد كذب آل خليفة..
حيث تؤكد الدلائل قائمة انتهاكات البحرين التي حاول إنكارها وزير خارجية البحرين نحو 560 انتهاكا موثقا قامت به السلطات البحرينية ضد مواطنين قطريين، منها نحو 240 شكوى انتهاكات لمّ شمل الاسرة و60 شكوى بشأن انتهاك الملكية و40 شكوى انتهاك حقوق العمل و30 شكوى انتهاك حق التعليم و130 شكوى انتهاك ضد الحق في التنقل و20 شكوى الحق في الخدمات الصحية و40 شكوى ضد انتهاك الحق في الاقامة ضد البحرين. علما ان هذه القائمة ليست نهائية وأنها تتضمن فقط ما تم رصده وتوثيقه حتى شهر أغسطس.
إن الحصار الذي فرضوه على قطر.. التف ليطوقهم بما كسبت أيديهم، وهو ما يدفعهم إلى التخبط والتناقض وإطلاق الأكاذيب في محاولة يائسة وبائسة لكسب العالم، بيد أن النتيجة عكسية في كل محاولة فالأحرار حول العالم يقفون مع قطر قيادة وشعبا، وتكسب الدوحة يوما بعد يوم المزيد من المتعاطفين مع قضيتها العادلة، وهو ما يؤرق مضاجع المسؤولين في دول الحصار.. فكل ما أنفقوه على أذرعهم الإعلامية ذهب سدى أمام وعي الشعب القطري والخليجي وبراعة وحكمة الدبلوماسية القطرية النشيطة التي تجوب العالم لتعرية دول الحصار وكشف مخططها المغرض في كل المحافل.