جولة داخل أكبر غرفة تحطيم في العالم

يزداد الإقبال على “غرفة التحطيم” التي اٌفتتحت قبل أشهر بمنطقة القوز بدبي، بهدف التخلص من الغضب والتوتر وتفريغ الشحنات السلبية، عبر تكسير الأشياء بطريقة آمنة وغير مؤذية للآخرين.

التكسير لعلاج الضغوط

قبل عام، توفيت جدة الأخصائية النفسية هبة بلفقيه، لتدخل في حالة من الحزن والاكتئاب حاولت كسرها بشتى الطرق.

مارست هبة اليوجا وتدربت “الكيك بوكسينج”، حتى إنها زارت استشارة نفسية، لكن لم يفد ذلك في شيء.

آنذاك، كانت تستعد للانتقال إلى منزل جديد ولديها بعض الأدوات القديمة التي تريد التخلص منها، الطابعة وشاشة التلفزيون، فتوجهت إلى مكان مجاور وبدأت بتكسيرهما باستخدام عصا بيسبول، حينها فقط شعرت بالراحة والتنفيس عن ضغوطها وراقت لها الفكرة، ليبدأ مشروع “غرفة التحطيم” بين بلفقيه وشريكها المؤسس إبراهيم أبودياك.

بساطة مواجهة الغضب

بعد دراسة بلفقيه وأبودياك الجدوى الاقتصادية للمشروع، والاطلاع على النماذج المشابهة حول العالم، بدأ العمل على إنشاء “غرفة التحطيم” داخل أحد المستودعات في منطقة القوز بمدينة دبي.

يبدو المكان بسيطا من الداخل، تملأ جدرانه رسومات ذات طابع طريف تعكس روح المكان، مثل وجوه غاضبة وإشارات مرور في إشارة إلى ضغوط الازدحام.

يتألف المكان من مجموعة غرف متشابهة داخل كل منها برميل توضع عليه الأدوات المراد تكسيرها، المتمثلة في شاشات تلفزيون قديمة أو زجاجيات أو خردة غير قابلة للاستعمال.

النساء الأكثر ارتيادا

تتنوع أسباب تردد الناس على هذا المكان، وفق ما يقول أبودياك في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إذ يأتي البعض بغرض الترفيه واستكشاف تجربة جديدة، بينما ينطلق آخرون من دوافع ضغوط الحياة والروتين اليومي أو الغضب من مديريهم في العمل، وهناك من يودون التنفيس عن مشاعرهم السلبية نتيجة المشكلات العائلية أو توتر العلاقات العاطفية، كاشفا أنّ ما يزيد على ٧٠% من رواد “غرفة التحطيم” من النساء.

٣ آلاف زائر

ويوضح أبودياك أنه لم يكن يتوقع الإقبال الكبير الذي تشهده “غرفة التحطيم”، حيث بلغ عدد الزوار خلال الأشهر الـ6 الأولى أكثر من ٣ آلاف بمعدّل ٥٠٠ كل شهر، وتتراوح أعمارهم بين ١٥ و٣٥ عاما، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يتردّدون على “غرفة التحطيم” أكثر من مرة يوميا، وهناك من يزورها بشكل أسبوعي أو شهري، لا سيّما أن ممارسة التكسير تعدّ نوعا من الرياضات، إذ يحرق الإنسان نحو ٨٥ سعرة حرارية في ٥ دقائق، فضلا عن شعوره بالراحة والسعادة.

دبي الملهمة

و إن فكرة “غرفة التحطيم” بدأت في كندا قبل ٨ سنوات، ثم انتشرت بشكل محدود في الولايات المتحدة وأستراليا وهولندا وسنغافورة، لكن المشروع القائم في دبي هو الأكبر حجما والأكثر أمانا وحفاظا على البيئة.

وتابع: “أي فكرة جديدة واستثنائية تحتاج إلى مكان حاضن للإبداع والتميز، وبوجود دبي بالتأكيد لم نكن لنفكّر بأي مكانٍ آخر”.

إجراءات السلامة

يحرص فريق “غرفة التحطيم” على التأكد من الممارسة الآمنة لتكسير الأشياء، وعلى الراغبين بخوض هذه المغامرة ارتداء بدلة مخصصة ودرع وخوذة لضمان السلامة، وقبل البدء بالتكسير يخضع الشخص لشرح حول تعليمات الأمان.

وعن أسعار الدخول أشار أبودياك إلى أنهم وضعوا أسعارا مرنة تبدأ من ٧٥ درهما، وتصل إلى ٢٥٠ درهما، وهناك عروض للمجموعات، ويختلف السعر حسب نوعية وكمية المواد المرغوب تكسيرها.

مشروع صديق للبيئة

بعد تكسير الأدوات الكهربائية القديمة والزجاج تُجمع وتُرسل إلى شركات إعادة التدوير، ويوضح إبراهيم أبودياك أن مشروع “غرفة التحطيم” لا يقتصر على مساعدة الناس للتفريغ عن مشاعر الغضب والضغط، إنما هو أيضا صديق للبيئة.

ويضيف أن هناك عديدا من الأفكار التي ينوون تطبيقها مستقبلا مثل إقامة مخيمات خارجية على شكل غرفة تحطيم متنقلة لتعريف الناس في باقي الإمارات على التجربة، إضافة إلى فكرة تحويل باص قديم لغرفة تحطيم متنقلة أيضا، وإقامة عرض لـ”العرس اليوناني”، الذي يتضمن طقوس تكسير الزجاج، لافتا إلى أن هناك طلبات من الزوار لتجربة تحطيم السيارات القديمة.

السابق
مشروع فنّي مبتكر وجديد من TOD’S للمواهب الإبداعية والمتميّزة
التالي
 إطلاق أغلى حذاء في العالم تبلغ قيمته ١٧ مليون دولار