الدوحة – وكالات:
جروب “الربع اللي في مصر”.. مبادرة شبابية يشرف عليها وينفذها 15 شاباً قطرياً، ممن تضرروا من عدم إكمال دراستهم بالجامعات المصرية، جمعت بينهم الأضرار النفسية والاجتماعية والأمنية، فاتفقوا على تكوين مجموعة الجامعيين الإلكترونية، تهدف إلى دراسة أوضاعهم التعليمية خلال الأزمة الراهنة، والبحث عن حلول للانضمام لجامعات بديلة في الوطن العربي.
وقال السيد علي الفضالة لصحيفة “الشرق” القطرية: أنا طالب قطري، في السنة الرابعة لتخصص الحقوق بجامعة القاهرة، ومن المتضررين الذين لم يحصلوا على تأشيرة أمنية تسمح لي بإكمال دراستي بمصر، لأنه لم يتبقَ على تخرجي سوى 8 أشهر، وقد قدمت طلبي للجنة المطالبة بالتعويضات لإيجاد حل.
وأوضح أنه كان قبل الحصار في مصر، وتواجد يوم 5 يونيو لتقديم امتحان في مادتين دراستين، وحاولت إكمال يومي الجامعي على الرغم من صدور قرار المقاطعة، وقد تنامى إلى مسمعي بالجامعة المصرية أنه لا مساس بحقوق الطلبة القطريين، فقمت بسحب نسخ من أوراقي الثبوتية وقيد الجامعة وكشوف درجاتي، وتمكنت من مغادرة القاهرة قبل انتهاء المهلة بـ 4 أيام.
وأضاف أنه حاول حجز مقعد بالطائرة لدى مكاتب شركات طيران، ووجد مكاناً على طائرة متجهة للأردن، وبالفعل سافر عليها في رحلة تجاوزت الـ 13 ساعة طيران للعودة إلى الدوحة.
وقال: تواصلت مع السفارة القطرية بمصر، التي ساعدت جميع الطلبة القطريين، ووقفت إلى جانبنا في كل صغيرة، وكانت تقوم بالتعامل المباشر مع الجامعات المصرية، وتسعى بقدر الإمكان لإيجاد حلول لهم، وتعمل على تلبية احتياجاتهم طوال مرحلة الأزمة.
وأشار إلى أنه قصد جميع جامعات الدوحة ومجلس التعليم ووزارة التعليم العالي، وكان الرد: أنه لم تتم دراسة وضع الطلاب القطريين للآن، ولا يوجد قرار بشأنهم، والبعض كان يعتذر لي بأنّ تخصصي غير متاح.
جروب المستقبل
وقال الفضالة: التقيت مع طلاب قطريين مثلي يحملون هموم التخصص والتخرج والغربة والتوقف المفاجئ في حياتنا الجامعية، وجميعنا متخصصون في الحقوق، منوهاً بأنّ أعداد الطلبة القطريين يقارب الـ 3 آلاف طالب في شتى التخصصات الجامعية والتدريبية، منهم طلاب ومبتعثون ومتدربون، وفكرنا سوياً في إنشاء مجموعة شبابية عبر حساب الرسائل النصية “الواتس أب” يحمل اسم “جروب المستقبل”، ويضم 15 قطرياً من المتضررين في الجامعات المصرية، تكون مهمته أن يسافر عضو من المجموعة إلى السودان، وزميل آخر إلى المغرب، وغيره إلى الأردن، وسلطنة عمان، ويحمل معه الأوراق الثبوتية لكل زملائه، ويحاول تقديمها في الجامعات التي يقصدها في أيّ دولة عربية لإيجاد فرص متاحة لهم قبل انقضاء الفصل الأول.
وأضاف أنّ على كل عضو يسافر إلى بلد ما نيابة عن زملائه، أن يسعى جاهداً للتعرف على جميع الجامعات التي تتيح فرصاً للقطريين، ثم يقدم فيها كل طلبات رفاقه.
وأعرب السيد الفضالة عن أمله أن يجد أصدقاؤه فرصاً للعودة إلى مقاعد الدراسة الجامعية، أسوة بالطلبة القطريين الذين تضرروا من جامعات دبي والشارقة وعجمان والسعودية والبحرين، وأوجدت لهم الجهات المعنية بقطر حلولاً جيدة.
قدمت على التأشيرة 3 مرات.. السليطي: استخرجت كشوف درجاتي بصعوبة بالغة
قال السيد طلال السليطي أنا في السنة الثالثة لتخصص القانون، وقد قدمت على التأشيرة الأمنية 3 مرات، وفي كل مرة أراجع فيها مكتب السفارة المصرية بالدوحة تكون الإجابة غير شافية، ولم أتمكن حتى يومنا هذا من الحصول على فيزا أمنية ولا فيزا سياحية.
وأضاف أنه تعرف على جامعيين قطريين كانوا يتابعون مصير مستقبلهم الجامعي، وانضم لمجموعة إلكترونية أسموها “جروب المستقبل” ثم سميت جروب “الربع اللي في مصر”، وتهدف إلى مواكبة جميع المتغيرات لحظة بلحظة، وكل شاب يقدم ما يعرفه من مستجدات للمجموعة ليستفيد الآخرون.
وأوضح أنه يوم الحصار لم يتمكن من أداء اختبار مقرر قانون دولي، وقدمت طلب اعتذار عن الامتحان، ولكنني لم أعرف كيفية التواصل مع الجامعة التي لم تجب الطلاب بإجابات مقنعة، وحاولت استخراج كشوف درجاتي ولكن بصعوبة بالغة جداً، مضيفاً أنه حاول حجز مقعد له في شركات طيران خليجية، وكانت جميعها محجوزة بالكامل، ولم يتمكن من إنهاء إجراءات شقته التي يدفع إيجارها لليوم.
وأعرب عن سعادته بأنّ أصدقاء الجروب وجدوا فرصاً جامعية بالأردن، التي قدمت تسهيلات كبيرة للطلبة، وستبدأ الدراسة في شهر ديسمبر المقبل، وهي من الجامعات المعترف فيها لدى مجلس التعليم.
وقال إنني حزين على أوضاع الطلبة القطريين الذين تضرر مستقبلهم العلمي، وغيرهم من زملائي ممن فقدوا مقاعدهم الجامعية بالإمارات والسعودية والبحرين.
خالد المضاحكة: مماطلة في منح التأشيرات لمصر
قال السيد خالد المضاحكة عضو جروب “الربع اللي في مصر”: أنا في السنة الثالثة لتخصص القانون بجامعة مصرية، وأواجه نفس مشكلة الطلبة القطريين، وهي مماطلة السلطات المصرية في منحنا تأشيرة أمنية، التي تسمح لنا بدخول الجمهورية، وفي كل مرة أراجع فيها مكتب السفارة المصرية بالسفارة اليونانية يفيدونني: انتظر انتظر.
وقد تعرفت على أصدقائي الطلاب المتضررين عندما فرض الحصار، وفرقتنا الإجراءات التعسفية، وعدنا للدوحة للبحث عن بدائل متاحة، فتمّ إنشاء هذه المجموعة، التي اعتز بهم وافتخر بكوننا قطريين نبحث عن العلم في كل مكان.
وأشار إلى أنّ المجموعة الشبابية الإلكترونية تساعد جميع الرفاق في معرفة كل جديد يطرأ على النظام الجامعي، والتأشيرات، والأخبار الواردة عن الجامعات هناك، حتى يتم تدارك الأمور ودراستها بشكل جيد قبل أخذ قرار فيها.
وأوضح أنّ زملاءه بحثوا عن جامعات، حتى جاء الفرج من عند الله تعالى، وأتاحت لنا 12 جامعة أردنية الانضمام إليها، وبالفعل قدمنا أوراقنا الثبوتية وكشوفات الدرجات التي تثبت دراستنا بجامعات مصر، وأفادونا بأنهم يدرسون الطلبات ويقيمون أوضاع الطلبة من حيث الساعات الدراسية والمقررات، كما سيتم حذف بعض المقررات التي لا تفيد في التخصص القانوني.
وسرد قصته يوم الحصار، فقال: كنت يوم 5 يونيو في مصر، وفي هذا اليوم كنت استعد لتقديم امتحانات المقررات التي درستها، وفي الصباح وجدت الجميع قلقاً ومتوتراً من الأخبار السياسية، واتصلت بي أسرتي في هذا اليوم تطلب مني العودة لقطر فوراً، وبالفعل غادرت، مضيفاً أنه تمكن من سحب صور من أوراقه الرسمية وكشوف درجاته قبل أن يتفاقم الوضع، وكان ذلك في بدايات القرارات الجائرة وقبل أن يصل الوضع لطريق مسدود.