توقعات بنمو أعمال شركات الوساطة بـ 70%

الدوحة – بزنس كلاس:

توقع مستثمرون ومديرون تنفيذيون لبعض شركات الوساطة نمو أعمال هذه الشركات بنحو 70 % هذا العام في ضوء النتائج الايجابية التي حققتها هذه الشركات خلال النصف الأول، حيث بلغ إجمالي تداولات شركات الوساطة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 93.5 مليار ريال.

وبحسب رجال الأعمال فإن تسلم الدولة علم مونديال 2022 وما تبعه من مؤشرات تدحض كافة المزاعم والافتراءات التي كانت تسعى إلى التشويش على هذا الحدث العالمي سيعزز الثقة في نمو الاقتصاد الوطني ويدفع إلى جذب المزيد من الاستثمارات والمحافظ الأجنبية الراغبة في الاستفادة من أعمال الشركات والمشاريع الوطنية.

أداء قوي لشركات الوساطة
قال الدكتور عبد العزيز الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة دلالة القابضة، إن النمو الذي شهدته شركات الوساطة المالية في النصف الأول من العام الجاري يعكس نشاط السوق المالي وحجم حركة التداول الذي عرفها خلال هذه الفترة وهي حركة نشطة غذتها دورة الاقتصاد التي شهدت نموا قويا لاحظناه في نتائج أعمال الشركات التي سجلت معظمها أرباحا جيدة بل وممتازة لدى بعضها، ولو نظرنا إلى الأسبوعين الماضيين فقط نجد أنه تم الانتهاء من الافصاح عن نتائج ثُلث الشركات المدرجة في البورصة، أو 15 شركة؛ منها 9 شركات من قطاع البنوك والخدمات المالية، واثنتان من قطاع النقل، ومثلهما من قطاع العقارات، واثنتان أيضاً من قطاع السلع والخدمات، وقد سجلت أغلب هذه الشركات (11 شركة) ارتفاعا في الأرباح مما يعني ارتفاعا في السيولة وارتفاعا في حركة التداول المسجلة في البورصة ومن ثم ارتفاع أرباح شركات الوساطة التي تعتمد في عملياتها على نشاط كل شركة في السوق حسب مجال عملها وتوسعه ونشاطه.

ويمكن القول، يضيف الدكتور الحمادي، إن محصلة النتائج ستبدو أكثر ايجابية من حيث تأثيرها على أداء البورصة، وعلى أسعار الأسهم، ونتائج أعمال شركات الوسع في النصف الثاني من العام بالتزامن مع النمو الاقتصادي المتوقع مع نهاية العام فوق 3 % ومع التوسع الذي يشهده الاقتصاد المحلي في ظل الانفاق على مشاريع كأس العالم، والأهم من ذلك الثقة العالمية التي بات الاقتصاد القطري يتمتع بها اليوم بعد أن تم دحض كافة الشائعات والأكاذيب التي كانت تروج لها دول الحصار لالغاء كأس العالم، حيث بعث تسلم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، لعلم مونديال 2022 من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو، رسالة إلى العالم أجمع بأن قطر فوق الشبهات بقيادتها الرشيدة وعزيمتها وإرادتها وشعبها، وهذا سيؤدي إلى تهافت الشركات الأجنبية والرساميل الباحثة عن توظيف أموالها إلى الأسواق المحلية للاستفادة من آفاق الاستثمار القوية التي يتيحها السوق القطري.

وعن مستقبل أداء شركات الوساطة، قال الدكتور الحمادي: نحن متفائلون بنتائج أعمال هذه الشركات، وشركة دلالة، بفضل الله، وصل صافي أرباحها مثلا خلال عام 2017 إلى 16.7 مليون ريال قطري بمعدل نمو وصل أكثر من 400 % عن العام الذي سبقه، كما وصل العائد على السهم في عام 2017 0.59 ريال قطري مقارنة بعائد على السهم بلغ 0.13 ريال قطري في عام 2016، مما يعني استمرار نمو أعمال وأرباح الشركة، حيث ارتفعت إيراداتها عبر شركتي الوساطة التابعتين لشركة دلالة القابضة والعاملتين في بورصة قطر بشكل ملحوظ في عام 2017 محققة زيادة بنسبة 72% عن العام الذي سبقه، وبلغت تعاملاتها 25 مليار ريال في شهرين إلى جانب وجود إجراءات جديدة لتطوير أعمالها. وبالتالي نحن ننظر بتفاؤل وإيجابية إلى مستقبل أداء الشركة وتوسع مشاريعها الاستثمارية التي ستشهد إطلاق مبادرات نوعية قريبة بإذن الله بما يعزز خدماتها التي تقدمها للمستثمرين ويرفع أداء هذه الخدمات لصالح عملاء الشركة ويحقق رضاهم بإذن الله.

وأضاف الحمادي أنه ضمن الإجراءات التطويرية لأعمال شركات الوساطة، حصلت شركة دلالة للوساطة والاستثمار القابضة مؤخرا على موافقة هيئة قطر للأسواق المالية على دمج شركتي الوساطة التابعتين لها وهما شركة دلالة للوساطة الإسلامية وشركة دلالة للوساطة في شركة وساطة مالية واحدة، وبعد دمج الشركتين سيكون آخر يوم للتداول عبر شركة دلالة الإسلامية هو 6 سبتمبر المقبل، على أن تستمر الشركة في معالجة حسابات العملاء خلال هذه الفترة بالتنسيق مع كافة الجهات التنظيمية والرقابية. وأوضح الحمادي أن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد شركة دلالة للوساطة على تقديم خدمات أفضل لعملائها والمساهمة في تطوير وتدعيم التداول داخل بورصة قطر حيث ستمكن عملية الدمج  شركة دلالة للوساطة من الاستفادة من كافة الإمكانيات التي تمتلكها شركة دلالة القابضة وتقديم خدمات جديدة للعملاء والوصول إلى شريحة أكبر من العملاء للحصول على رضا عملائها كما ستوفر الشركة كافة السبل والإمكانيات من أجل تسهيل نقل حسابات العملاء والتواصل معهم خلال الفترة القادمة لتتم عملية الدمج بكل سهولة ويسر، كما ستوفر الشركة فريقا متخصصا للرد على استفسارات العملاء كما سيتم نشر كافة المعلومات التي يحتاجها العملاء عن عملية الدمج على موقع الشركة على الانترنت.

أداء الشركات فوق 60 %
ومن جانبه أكد المستثمر السيد محمد مبارك السليطي أن نتائج الشركات المالية التي حققتها خلال النصف الأول من العام كانت نتائج مريحة للمراقبين الذين ينظرون إليها من زاوية تقييم اداء السوق المالي، وقد كشفت هذه النتائج عن نمو تعاملات هذه الشركات في هذه الفترة بمعدلات تتراوح بين 60 و70 % وسط نمو قوي لحركة التداول ببورصة قطر الذي عاد مؤشرها محلقا فوق مستوى 9000 نقطة، كما تأتي هذه النتائج وسط التوقعات بنمو أعمال هذه الشركات في ضوء النتائج الجيدة المتحققة في 2017 حيث سجلت بعض هذه الشركات أداء جيدا مدعومة من كافة الأنشطة التشغيلية.

ويضيف السليطي أن نمو أعمال شركات الوساطة يأتي بالتزامن مع إجراءات جديدة تهدف إلى الارتقاء بأعمال الوساطة في السوق، وزيادة آفاق الاستثمار في السوق المالية وتوسيع قاعدة المساهمين فيها وجذب مزيد من صغار المستثمرين وتعدد فرص الاختيار أمام كافة المتعاملين في بورصة قطر وزيادة نسبة السيولة ومعدل دوران التداول على الأسهم المدرجة في السوق، حيث أعلنت هيئة قطر للأسواق المالية مؤخرا أنها بصدد وضع الإجراءات اللازمة لتجزئة القيمة الاسمية لأسهم الشركات المساهمة المدرجة في بورصة قطر، والآليات المناسبة لتنظيم هذه العملية لتصبح القيمة الاسمية لكافة الأسهم المدرجة في البورصة ريالا واحدا للسهم، وقالت الهيئة إنها تسعى ومن خلال هذه الخطوة التي تأتي في سياق ممارسة الهيئة دورها التنظيمي والرقابي والإشرافي على سوق رأس المال في الدولة، إلى تحقيق رسالتها التي تهدف إلى تنظيم سوق رأس المال وتطويره، وتوافقا مع خطة الهيئة الإستراتيجية المتناغمة مع خطة القطاع المالي للدولة.

ويضيف السليطي أن نمو أعمال شركات الوساطة يهم كافة المستثمرين لأن هذه الشركات تمثل دعامة أساسية لنشاط السوق المالي القطري من خلال مساهمتها الفاعلة في دعم القطاع الخاص والشركات والمستثمرين الأفراد وتوفير العديد من الفرص الاستثمارية المتنوعة وتنشط الحياة الاقتصادية بشكل عام، وهي مرآة للسوق المالي والاقتصاد الوطني. ومنذ بدء البورصة نشاطاتها في عام 1997، شهدت بورصة قطر العديد من التغييرات وكان لشركات الوساطة دور مهم في التطوير المستمر لأسواق رأس المال في الدولة، من حيث الكفاءة العالية والمهنية والخبرة الواسعة، فضلا عن مقدرتها الفنية والتقنية التي تؤهلها باستمرار لقيادة هذا القطاع المهم والنهوض به إلى مستويات متقدمة تجعله قادرا على تقديم الدور المنوط به.

نمو المحافظ الأجنبية
وفي هذا السياق أكد السيد عبد الله المنصوري أن قوة أداء شركات الوساطة المالية خلال النصف الأول من العام جاء مشفوعا بعدد من الإجراءات الداعمة للاقتصاد الوطني وأداء الشركات عموما مما عزز السيولة بالسوق وجذب قطاعا واسعا من المحافظ الأجنبية التي تبحث عن استثمار آمن ومضمون العائد، حيث لاحظنا أنه تم انشاء أكثر من  100 حساب جديد في البورصة مؤخرا، الأمر الذي يؤكد مدى الجاذبية والثقة التي يوليها المستثمرون الاجانب والمستثمر المحلي بطبيعة الحال في البورصة القطرية، خاصة وقيام المحافظ الأجنبية بعمليات بناء مراكز استثمارية،  في ظل الاسعار المغرية لجميع الاسهم المدرجة في البورصة التي تأتي في صدارة قائمة اكبر الاسواق الناشئة في المنطقة، وهي اليوم تصنف بين الأسواق الأكثر جاذبية للأفراد وللصناديق الاستثمارية والمحافظ الأجنبية، خاصة بعد القرارات التي قامت بها الشركات المدرجة في البورصة من رفع نسب تملك الاجانب مما كان له تأثير ايجابي على اداء السوق، خاصة مع التوقعات باستقطاب سيولة أجنبية في ظل الجاذبية الاقتصادية لقطر والقوانين الجديدة التي صدرت مؤخرا أو قيد الصدور لتشجيع مناخ الاستثمار.

السابق
يعانون إعاقة حركية.. نحو 2200 مستفيد من خدمات مستشفى الوكرة
التالي
البورصة تكسب 6 مليار ريال بجلسة أمس