أكد آندي تريفور أن عام 2021 شهد عددا من المحطات المهمة والأوضاع العالمية الصعبة ; ولكن ما قدمته قطر في مسيرة عمل دبلوماسية و إنسانية . كان دائماً يشكل بارقة أمل إيجابية تتسق مع مبادئ السياسات القطرية العالمية . تريفور باحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي ; . .
و قد تحظى دورها بإشادات عالمية عديدة :
سواء لدورها المهم في احتواء التوتر ودعم سياسة خارجية متوازنة قوامها إعلاء الحوار ونبذ العنف والتفاعل الإنساني . أو لجهودها التي لا تقدر بثمن حسبما أكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي .
متحدثاً عن الدور القطري الرئيسي الفارق في الملف الأفغاني في مواقف تاريخية في تاريخ أفغانستان . ومحطة قوية تجدد علاقة الشراكة والصداقة الحقيقية بين الدوحة و واشنطن . أيضاً كان لمواصلتها استضافة المباحثات الدبلوماسية ودورها كحلقة وصل دبلوماسية بين الحكومة الانتقالية بأفغانستان والوفود الدبلوماسية الغربية والأوروبية، يستحق كل التقدير والإشادة .
فضلاً عن مساهمتها بإنقاذ آلاف الأرواح واستضافة اللاجئين، وتقديم سبل الدعم الإنساني واللوجيستي للعديد من الأطراف المنخرطة في المشهد السياسي لأفغانستان . انطلاقاً من مبادئ الدبلوماسية القطرية في احتواء النزاعات؛ جعلت الدوحة عاصمة دبلوماسية لترتيب أوضاع أفغانستان. ثم شريكا رئيسيا وفاعلا بدور مهم ومؤثر على الصعيد العالمي .
تقدير أمريكي
يقول آندي :
إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ، أبدى ثناءه وتقديره العميق على جهود قطر المهمة في مهام الإجلاء الصعبة والمعقدة في أفغانستان وأدوارها الدبلوماسية الفريدة التي تحظى بكامل الثقة الأمريكية . وما تقوم به من جهد ملحوظ في الملف الأفغاني بالشراكة مع الحلفاء
وقد نقل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تقدير الرئيس الأمريكي وشكره لما تقوم به قطر في مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في المسؤوليات كصديق موثوق به عند الحاجة . من خلال الجهود الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين لاسيما في مفاوضات الانسحاب الأمريكي وما أعقبها من ملفات الإجلاء . كما أثنى عدد من المسؤولين الأمريكيين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية على جهود قطر في الملف الأفغاني منذ استضافة المفاوضات الطويلة في الدوحة بشأن خطوة انسحاب القوات الأمريكية . و التي عكست أيضاً الرغبة الأمريكية الجادة في إنهاء أطول حرب أمريكية. وكانت خطوة مهمة لتصحيح مسار السياسات الأمريكية في الخمسة عشر عاماً الأخيرة .
تجلى دور الدوحة في بذل جهود غير منقطعة من أجل تحقيق الغايات الإنسانية للشعب الأفغاني وسبل مساعدته في تحقيق السلام والاستقرار . كما أثنت الأمم المتحدة وعواصم الاتحاد الأوروبي البارزة وإشادات متعددة من بكين إلى موسكو على دور قطر المهم في أفغانستان ; وجهودها الموسعة في هذا الصدد.
◄ نجاحات مهمة
أوضح الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي ، و الباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي . على أن الدوحة قامت بجهد كبير بالتعاون مع المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي وذلك في محاولة استعادة الأمن والسلام والازدهار في أفغانستان، و القيام بدور الوساطة هناك أيضاً . لتترجم مساعي قطر الراسخة التي تولي أهمية كبرى لتعزيز تسوية النزاعات بالسبل السلمية وجهود الوساطة، بتحقيق نتائج هامة وتاريخية..
و أضاف أن جهود الدوحة لن تتوقف من أجل مساعدة الشعب الأفغاني و وضع حد للأزمات المتراكمة والوضع الاقتصادي المؤلم والمعاناة الإنسانية وتمهيد الطريق أمام الاستقرار والازدهار الدائمين.. و رغم التحديات العديدة التي جاءت بسبب التدابير الاحترازية بسبب فيروس كورونا . إلا أن قطر واصلت دورها العالمي المسؤول من دفع جهود الدبلوماسية واستضافة المباحثات ودعم الحوار بين الجبهات الفاعلة والحكومة الانتقالية . كما قدمت العديد من الإسهامات الإنسانية المهمة و المعونات الطبية والتبرعات والخدمات المختلفة والخدمات اللوجستية . وغيرها من الأدوار التي تواصل بها الدوحة لعب دور مؤثر في المشهد الأفغاني .
◄ أدوار دبلوماسية
و أوضح آندي تريفور : إن قطر قامت بدور دبلوماسي مهم من خلال تبنيها لسياسات إنسانية .تبلور ذلك من دورها الفاعل في المجتمع الدولي؛ حيث إن الدوحة عبر سياساتها التنموية والسلمية ومبادراتها الإنسانية . وأيضاً منطق الحياد ودعم مفاوضات السلام، استطاعت أن تنسج دبلوماسية تنموية لها دورها الفاعل إقليمياً ودولياً . فضلاً عن تميزها الاقتصادي والاستثماري..
فيما توسعت قطر في أنشطتها الإنسانية بصورة كبيرة وخاصة في مجال احتواء النزاعات والتصعيد ودعم مفاوضات السلام . مع تكثيف الجهود الإنسانية والإنمائية عبر المساعدات السخية التي قدمتها للعديد من دول العالم . وذلك للتعامل مع آثار فيروس كورونا، فضلاً عن الرعاية الطبية ومشاريع البنية التحتية وغيرها من روافد الدعم الإنساني المختلفة .
ولكن في حين أن قطر تعطي الأولوية للمساعدات الإنسانية للدول الإقليمية كما تقوم الدوحة دائماً في فلسطين و سوريا وأيضاً في لبنان واليمن . فإن الدور القطري الإنساني لا يقتصر على الدول العربية وحسب، ولكن برنامج قطر الإنساني شمل عبر السنوات الماضية مساعدات قطرية إنسانية و تنموية إلى 25 دولة كثير منها غير عربي . بما في ذلك العديد من المنظمات مثل برنامج الأغذية العالمي، اليونسكو، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمة الصحة العالمية . وغيرها من المؤسسات الدولية الفاعلة .
◄ سياسات إنسانية
واختتم آندي تريفور تصريحاته لـ الشرق موضحاً :
كما تميزت السياسات القطرية في منح العديد من التبرعات الإنسانية بصفة خاصة أو بالشراكة مع الأمم المتحدة ومؤسسات المساعدات الإنسانية الدولية . و تبرعات عينية قطرية للعديد من الحالات الإنسانية الفردية حول العالم وشحنات طبية لمساعدة العديد من الدول لمكافحة وباء كورونا
كما كانت مساعدات قطر لأفغانستان أن تجعل دور الدوحة الإنساني يبرز بسرعة على الصعيد العالمي خلال العام الماضي . و ذلك عبر مشاركة واسعة في الوساطة الإقليمية و احتواء النزاعات الدولية . لاسيما في الملف الأفغاني من جهة، أو في فلسطين و نجاحها في تحقيق هدنة غزة . أيضاً لها أدوار مهمة في دارفور بالسودان ومساعدتها لعدد من الدول مثل اليمن والعراق وغيرهما .و قد نسجت السياسات القطرية الدولية عبر خط متوازٍ في إستراتيجيات الوساطة .
فيما يتلاقى مع دورها المتزايد كواحدة من أبرز الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على الصعيد الدولي . و قد تميزت الدبلوماسية القطرية في 2021، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى . بتبني دور نشط و فاعل منحها ثقلاً دولياً واكتسبت الدبلوماسية القطرية وخاصة في الملف الأفغاني نقاطاً دبلوماسية مهمة ترفع من قدرها في مصاف الدبلوماسية الدولية . بالإضافة للداخل نجحت قطر في مواصلة خطط التطوير النامية بسرعة داخل الدوحة، ويظل دور قطر المهم الذي تلعبه في عمليات تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط . أيضاً تسهيل المفاوضات بين السياسيين والأطراف الفاعلة والمنظمات الإنسانية لتحسين الوصول للمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من النزاعات والحروب . وأيضاً تبني سياسة الحياد في النزاعات الدولية ، وترسيخ مبدأ وأسس العمل الإنساني والحياد والاستقلال.
كان ذلك من أهم المميزات القطرية الفاعلة والتي كان لها دورها العالمي أن يجعل من عام 2021 وجهاً جديداً من النجاحات القطرية في مختلف الأصعدة.