وكالات – بزنس كلاس:
كشفت مجلة “نيويوركر” الأمريكية، في عددها لشهر أبريل، التفاصيل الكاملة لمحاولة أبوظبي والرياض غزو قطر طمعا في ثرواتها وبحثا عن حلول عاجلة لمشاكلهما المتزايدة. ونقلت المجلة عن دبلوماسي امريكي سابق قوله إن أبوظبي والرياض خططتا لغزو قطر بسبب ثرواتها الضخمة واحتياطياتها من الطاقة التي يتوقع لها أن تقترب من كامل انتاج السعودية من الطاقة خلال 4 الى خمس سنوات. وأشار الدبلوماسي الأمريكي السابق الى قوة الصندوق السيادي القطري الذي يبلغ رأسماله أكثر من 300 مليار دولار. مشيرا الى ان هذه الثروات الضخمة من شأنها ان تحل الازمات التي تعاني منها أبوظبي والرياض.
وقالت المجلة إن قمة الرياض في مايو الماضي تبعتها سلسلة أحداث درامية، خلال الأشهر التالية، دلّلت على أنّ الحاضرين قاموا خلالها بهدوء باتخاذ عدد من القرارات الرئيسية، فعقبها تم الإعلان عن أن الولايات المتحدة ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وهو أمر لم يجرؤ على تجربته أي رئيس أمريكي منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية عام 1967.
وأوضحت المجلة أن الاقتصاد السعودي يعتمد بشكل كبير على النفط، ولا تصدر البلاد أي شيء آخر، وتستورد كل شيء تقريبا، من الغذاء إلى المياه العذبة.
وقد بنيت دولة الرفاهية على توقع أن يظل سعر النفط عند مستويات تاريخية لا تقل عن 100 دولار للبرميل، لكنه يبلغ الآن نحو 62 دولارا، ويتوقع على نطاق واسع أن يستمر في الانخفاض.
وحسب المجلة فقد صرح المسؤول السابق في وزارة الدفاع: «في غضون 5 إلى 7 أعوام، وفق الاتجاهات الحالية، فإن المملكة ستنهار».ومن المرجح أن تزداد الضغوط الاقتصادية على الدولة السعودية سوءا، فما يقرب من 70 % من السكان تحت سن الثلاثين، وكل عام، تدفع الحكومة ما يصل إلى 70 ألف شاب للدراسة في الولايات المتحدة، ويعود هؤلاء الطلاب إلى منازلهم ويريدون وظائف، وغالبا ما يكونون على الأقل قد تأثروا ببعض الحريات التي تمتعوا بها في الغرب.
ولمعالجة هذه المخاوف، عملت الرياض على وضع خطة، تسمى «رؤية 2030»، لإجراء تحول كبير في الاقتصاد والمجتمع السعودي، وبالعمل مع شركات الاستشارات الغربية، وتم ضع أهداف قابلة للقياس كي يتم تحقيقها في العقد القادم، وسوف يشجع النظام الجديد روح المبادرة والاستثمار الأجنبي، وخصخصة الصناعات المملوكة للدولة، بما في ذلك قطاع النفط، وسوف يضع عددا متزايدا من النساء في القوى العاملة، إلى جانب تواجدهن في المنظمات غير الربحية.
ولنشر الخطة، سافر مسؤولو الرياض إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة، حيث التقوا مجموعة من مديري شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «مارك زوكربيرج»، وفي تجمع من أصحاب رؤوس الأموال البارزين في فندق «فيرمونت»، في سان فرانسيسكو، وتحدث مسؤولو الرياض بصراحة عن آفاق مستقبل السعودية،
ووفقا لأحد الحضور، قال أحدهم: «خلال 20 عاما، سوف ينضب النفط، ومن ثم تتولى مصادر الطاقة المتجددة إدارة الحياة، وأمامي 20 عاما لإعادة توجيه بلدي وإطلاقها نحو المستقبل».
وأكدت المجلة انه برغم أن قطر لا تزال تحت الحصار، إلا أنه لم يلحق بها خسائر فادحة بالاقتصاد، بل على العكس أدى إلى إيجاد مصادر بديلة للأغذية والسلع الاستهلاكية. وشددت على أن القطريين أغنياء بما يكفي لتحملهم الكثير من الصعوبات، وقد خرجوا من الأزمة منتصرين والعالم كله يتعاطف معهم منذ يونيو، علاوة على الشراكات الجديدة التي تعمقت خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أشاد مسؤولوها بقطر ووصفوها بأنها شريك قوي وصديق قديم للولايات المتحدة.
وحسب المجلة أظهرت مؤشرات أخرى على أن الأزمة الخليجية وحصار قطر كانت متعمدة. ففي الصيف الماضي، تم اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالسفير يوسف العتيبة. وأظهرت الوثائق التي عثر عليها أن المسؤولين الإماراتيين قاموا من خلال بنك في لوكسمبورغ، برسم حملة من الحرب المالية تهدف إلى التسبب في انهيار عملة قطر.
وأوضحت المجلة أن الرياض وأبوظبي سعتا للإطاحة بالسلطة في قطر، حيث قال دبلوماسي أمريكي سابق، للمجلة، “لقد أوضحت سلطات الرياض وأبوظبي ذلك جيدا، على نحو خاص وعلني، أن نيتهما هي استبدال السلطة في قطر. وأضاف: أعتقد أنهما كانا سيغزوان قطر.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن تغييرات الحكم في السعودية أثارت قلق بعض الجهات في الولايات المتحدة خاصة أنها تراقب تلك العملية. ونقل الكاتب ديكستر فيلكينز عن مسؤول أمريكي سابق، قوله، إنه منذ صيف 2015 تزايدت المخاوف من أن التحولات في السعودية سوف تتخذ طابعا عنيفا، لافتا إلى أن تلك المخاوف كان لها ما يبررها خاصة وأن هناك فريقا يسيطر على الجيش، بينما فريق آخر كان يسيطر على قوات الحرس الوطني في السعودية. وكان من المحتمل أن يخوض الفريقان حربا مع بعضهما البعض، في ظل وجود الدبابات في الشوارع. وقال نائب مستشار سابق للأمن القومي في إدارة أوباما، إن رموز السلطات الحالية في الحكم قامت بحملة في واشنطن للمساعدة في تسويق توليها للحكم، مشيراً إلى أن السعوديين والإماراتيين لديهما أكثر جماعات الضغط فعالية في واشنطن.
وقال فيلكينز إن سلطات أبوظبي تخطط حالياً لاستخدام علاقتها القوية مع رئيس الولايات المتحدة، لتحقيق نواياها تجاه الحكم في السعودية. وذكّر الكاتب، بأنّ سلطات أبوظبي اجتمعت في ديسمبر 2016، بنيويورك مع مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبينما من المعتاد أن يخطر الزعماء الأجانب، الحكومة الأمريكية عندما يسافرون إلى الولايات المتحدة، لم تفعل ذلك أبوظبي. واستحوذ هذا الاجتماع، على اهتمام روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016، حيث ينظر في صرف جماعات الضغط الإماراتية، ملايين الدولارات إلى المانحين لحملة ترامب، من أجل التأثير على سياسته الخارجية. وبعد بضعة أسابيع بدأ كوشنر في الترويج للتواصل مع السعودية، ورسم خطة تتضمن زيارة ترامب للرياض من أجل حضور قمة تضم خمساً وخمسين دولة ذات غالبية مسلمة. وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع، للمجلة، إن كوشنر كان المحرك لكل هذا، في اجتماع واحد، كان يمكن أن يعرض الإدارة الحالية للمساءلة. غير أنّ المسؤول الأمريكي، أشار في الوقت نفسه، إلى أنّ المؤسسات الأمريكية، كانت تخشى من الاندفاع في العلاقات مع السلطات الجديدة في السعودية، خاصة وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، وزارة الخزانة، وغيرها من المؤسسات.