تقدمت مجموعة من الشركات السويدية بمشروع لإنشاء محطة جديدة لتحلية مياه تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وذلك خلال لقاء وزير التجارة والشؤون الأوروبية السويدي بسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة مؤخراً.
التقى أوسكار سنتيستروم وزير التجارة والشؤون الأوروبية السويدي خلال زيارته قطر للمشاركة في منتدى الدوحة السابع عشر، وزير الطاقة والصناعة، بجانب عدد من الوزراء والمسؤولين في قطر، وبحث خلال زيارته تعزيز التجارة الذكية والتقنيات المستدامة في قطر، وأشار سنتيستروم إلى التزام السويد بقضايا التنمية والاستقرار واللاجئين وهي القضايا التي نوقشت من خلال منتدى الدوحة، والسويد وبصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، فإن القضايا الهامة التي أثيرت في المنتدى تعتبر ذات أهمية خاصة لها.
وبحث الوزير السويدي مع الدكتور السادة مشروع مقترح تقدم به عدد من الشركات الصناعية السويدية وخبراء الطاقة المستدامة مثل شركات (منوسون) و(ايه بي بي) و(سويكو) و(الفا لافال) ومن المتوقع أن ينتج عن المقترح إنشاء محطة جديدة لتحلية المياه تعمل بالكامل على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مما يحقق وفورات كبيرة في تكاليف الوقود وتحسينات بيئية.
وكانت الشركات قد نفذت مشروعاً في مجال الطاقة المتجددة في قطر، وتم اختباره على مزرعة قطرية لأكثر من عام في مشروع تجريبي ناجح، وهو جاهز للتطوير والتوسع لتوفير مياه عذبة لجزء كبير من المجتمع القطري.
جهاز الاستثمار
وعقد سنتيستروم اجتماعا مع سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار وبحث فيه فرص الاستثمارات الثنائية المستقبلية بين قطر والسويد بجانب فرص رأس المال الاستثماري في السويد الذي يعد بمثابة مركز للاستثمار في قطاع الابتكار في الدول الاسكندنافية.
والتقى الوزير السويدي عدداً من الوزراء والمسؤولين في قطر من بينهم سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة وناقش معها قضايا الرعاية الصحية وعلوم الحياة والتعاون البحثي، بما في ذلك التحضير لزيارة وفد كبير في قطاع الرعاية الصحية من السويد لقطر خريف هذا العام، بجانب مشاركة 37 شركة سويدية تعمل في قطاع الرعاية الصحية في معرض الصحة العربية.
وخلال زيارته لقطر التقى وزير التجارة أكثر من 25 شركة سويدية من شركات القطاع الخاص التي تعمل في قطر، وتمت مناقشة عدد من القضايا مثل دعم الحكومة السويدية للشركات المبتكرة في القطاع الخاص العاملة في قطر، والمسؤولية الاجتماعية للشركات وكيف تصبح هذه الشركات نموذجاً يحتذى به، بالإضافة إلى ذلك قدمت اللجنة التأسيسية لمجلس الأعمال السويدي في قطر رؤيتها المستقبلية لتعزيز الروابط التجارية بين قطر والسويد.
إدارة النفايات
والتقى الوزير السويدي مع عبدالله حسن المحشادي الرئيس التنفيذي لشركة مشيرب العقارية وتناولا استكشاف الطرق التي يمكن أن تعزز مفهوم المدن المستدامة السويدية وسبل تطبيقها في قطر.
بالتركيز على تجربة شركة (انفاك) السويدية لإدارة النفايات التي قدمت حلول إدارة النفايات لمبادرات المدن الذكية في قطر، بما في ذلك مشيرب قلب الدوحة ومدينة لوسيل واللؤلؤة ومطار حمد الدولي، وتجري حالياً محادثات لتطوير هذا التعاون في عدة قضايا من بينها إعداد نظام كامل لإدارة النفايات، مما يقلل بشكل كبير من كمية النفايات التي تصل لمدافن القمامة. كما عقد الوزير السويدي اجتماعاً مع وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي في وزارة المواصلات والاتصالات، ريم المنصوري، وبحثا تطوير المجتمع الرقمي في قطر للعب دور في المجتمع.
وقالت إيفا بولانا سفيرة السويد لدى الدوحة، إن مشاركة السويد بوزير التجارة وشؤون الاتحاد الأوروبي هي رسالة قوية بأهمية المنتدى ودوره في التجارة الحرة والتعددية، وقد أثبتت السويد لعدة قرون أنها تؤيد التجارة الحرة وترى أن الأسواق المفتوحة هي أحد المكونات الرئيسية للنمو الاقتصادي العالمي المستمر.
وأضافت السفيرة أن الوزير السويدي وخلال اجتماعاته الموازية بمنتدى الدوحة ركز على عدد من مشاريع البنية التحتية الهامة في قطر، بجانب قطاع الرعاية الصحية ومفهوم التكنولوجيات السويدية المستدامة خاصة أن السويد لديها الكثير لتقدمه قطر في هذا المجال.
وأشارت السفيرة إلى أن السويد تعتبر مثالاً قوياً ونموذجاً يحتذى به عالمياً في الجمع بين النمو الاقتصادي والرعاية البيئية.
ومنذ 1990 خفضت السويد انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 23% بينما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 58%. وبينت السفيرة أن رؤية قطر الوطنية 2030 تأتي ضمن طموحات قطر العالية في مجال تغير المناخ والرعاية والتكنولوجيات البيئية، كما يمكن للقطريين والسويديين تعزيز تعاونهم في كل هذه المجالات الهامة.