تحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان بحلول سنوية الحصار

الدوحة – بزنس كلاس:

بدأت جهود دولة قطر المكثفة في مجال الأمن الغذائي تؤتي ثمارها مع الإعلان عن تحقيق الاكتفاء الذاتي بمادة الألبان وذلك خلال فترة قياسية حيث من المقرر أن تصل قطر إلى الاكتفاء الذاتي مع مرور عام كامل على فرض الحصار الجائر عليها من قبل ثلاثة دول خليجية ومصر في الخامس من شهر يونيو / حزيران 2017.

فقد قال رئيس مجلس إدارة شركة “بلدنا” القطرية للصناعات الغذائية، معتز الخياط، إن “الشركة ستحقق الاكتفاء الذاتي للسوق القطري من الحليب الطازج ومنتجات الألبان بحلول رمضان 2018 (بعد نحو شهرين)”.

هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي الدولة الخليجية للتغلب على قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات التجارية وروابط النقل معها، منذ يونيو 2017، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وأضاف الخياط، للأناضول، أن “مزرعة بلدنا في مدينة الخور (شرق)، ستستقبل خلال يومين 3 آلاف و200 رأس من الأبقار الحلوب المنتجة القادمة بحراً من الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتابع: “سبق لبلدنا، بعد الحصار مباشرة، أن استوردت 4 آلاف بقرة من الولايات المتحدة وأوروبا”.

وأوضح “الخياط”، أن “العدد الجديد من الأبقار يمثل خطوة مهمة في طريقنا نحو مرحلة نمو أكثر استدامة وإنتاجاً، وسيساعدنا على تلبية طلب السوق على منتجات الألبان الطازجة عالية الجودة”.

وكانت قطر تعتمد بشكل أساسي على استيراد منتجات الألبان من السعودية، حيث استورد  400 طن يوميا من الألبان والزبادي.

ومضى قائلا: “سنقوم بالتصدير إلى الخارج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان في قطر”.

وأردف: “بلدنا تستعد للاكتتاب العام في بورصة قطر، وهذا سيساعد الشركة على توسيع محفظة منتجاتها من خلال استثمارات في مزارع الدجاج والعصائر وإنتاج الأسمدة”.

** تجهيزات حديثة

وزار مراسل الأناضول، مزرعة الخور، التي تأوي 4 آلاف رأس من الأبقار المنتجة، على بعد 50 كيلومترا شمال العاصمة الدوحة.

وفي المرزعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة “بلدنا”، بيتر ويلتيفريدن، للأناضول، إن “المزرعة مجهزة لإيواء أكثر من 20 ألف بقرة بشكل مريح، وهي عبارة عن حظائر مجهزة بشكل حديث، وتم تصميمها خصيصاً لتكون مناسبة للبيئة القطرية، حيث درجات الحرارة المرتفعة”.

وشدد على أن “المزرعة مجهزة جيدا بشكل يضمن سلامة وصحة الأبقار، وكذلك ضمان أكبر إنتاجية من الحليب”.

وأوضح ويلتيفريدن، أنه “بعد وصول العدد الجديد من الأبقار سيرتفع الإنتاج لقرابة 200 طن من الحليب الطازج يوميا”.

وأضاف أن “العدد الكامل الذي تستوعبه المزرعة سيكتمل أوائل 2019، ليصل إلى 20 ألف بقرة منتجة”.

وتابع “ستصل 3 آلاف و200 بقرة في مايو/أيار 2018، ثم 3 آلاف في نوفمبر (تشرين ثان) من العام نفسه”.

وتتوقع شركة “بلدنا” زيادة إنتاج الألبان الطازجة والزبادي إلى 500 طن يوميا، وهو ما يكفي الطلب المحلي، مع فائض 100 طن للتصدير.

وتشمل المزرعة مصنعا لتغليف الحليب، ومن المقرر إنشاء مصنع كبير آخر في نهاية 2018.

وأشار ويلتيفريدن، إلى أن “أغلب معدات التغليف الخاصة بمنتجات شركة بلدنا، يتم استيرادها من تركيا، كما يعمل معنا في الشركة العديد من الخبراء والاستشاريين الأتراك”.

ويوميا تفتح إدارة مزرعة “بلدنا” أبوابها للزائرين، وتتيح لهم مشاهدة المحلب الضخم، ومقر تمركز الأبقار، عبر نوافذ معدة لذلك.

ويوجد في المزرعة أيضا حديقة حيوانات ومتنزه كبير ومطعم، ويزور المزرعة يومياً ألفا زائر، بحسب قائمين على المزرعة.

السابق
دور رائد لـ “قطر للتنمية” بالتصدي للحصار
التالي
محاولات أمريكية لوضع “الجزيرة” تحت قانون المراقبة