تأثير ضعيف على نشاط “القطرية”.. المسافرون تكيفوا بسرعة مع حظر الأجهزة الإلكترونية على متن الرحلات المتجهة لأمريكا

قلل مراقبون لقطاع السفر والنقل الجوي من تأثير القرار الأميركي بشأن حظر حمل المسافرين للأجهزة الإلكترونية على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية والذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من أول أمس مشيرين إلى أن المسافرين عبر مطار حمد وعلى متن الخطوط الجوية القطرية قادرون على التكيف مع هذا القرار التنظيمي مثلماً تأقلموا سابقاً مع قرارات أخرى مماثلة متعلقة بحظر التدخين على الطائرات وتحديد مستويات وزن الأمتعة متابعين أن «الحظر تأثيره محدود ليس فقط على الخطوط الجوية القطرية ولكن ايضاً بالنسبة لأعداد الركاب في مطار حمد الدولي».

وفي الوقت الذي أرجعت فيه الحكومة الأميركية، قرار حظر حمل أجهزة إلكترونية في مقصورات الركاب على متن الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة «لأسباب أمنية»، انطلاقاً من 10 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، بينها دولة قطر، ارجع المراقبون إلى أن القرار قصد منه الحد من تنامي توسعات الناقلات الخليجية، متسائلين عن عدم تطبيق القرار على شركات الطيران الأميركية، التي تُسير بعضها رحلاتها من مطارات المنطقة إلى الولايات المتحدة دون توقف. خصوصاً أن قرار الحظر يشمل الرحلات القادمة من مطارات حمد الدولي وابوظبي ودبي وهي مراكز عمليات الناقلات الخليجية الثلاث «الخطوط الجوية القطرية» إلى جانب الاتحاد للطيران والخطوط الجوية الإماراتية.

واشاروا إلى ان تأثير القرار علي الخطوط الجوية القطرية سيكون محدوداً خاصة وأنها يمكن ان تستفيد من توظيف حصتها البالغة 20% في الخطوط الدولية مالكة الخطوط البريطانية بشكل أمثل وتتخذ منها منفذاً لاتساع عملياتها.

ويسري قرار الحظر الأميركي على الرحلات القادمة إلى بريطانيا والولايات المتحدة من 10 مطارات في 8 بلدان، وهي: «مطار حمد الدولي» في الدوحة و«مطار الملكة علياء الدولي» في الأردن، «مطار القاهرة الدولي» في مصر، «مطار أتاتورك» في إسطنبول، «مطار الملك عبد العزيز الدولي» في جدة، «مطار الكويت الدولي» في الكويت، «مطار محمد الخامس الدولي» في الدار البيضاء، بالإضافة إلى مطاري دبي وأبوظبي في الامارات العربية. أما قرار الحظر البريطاني فيشمل كل المطارات في مصر والأردن ولبنان والسعودية وتونس وتركيا.

وقد أعلنت الخطوط الجوية القطرية في تنبيه للمسافرين من مطار حمد إلى الولايات المتحدة نشرته على موقعها الالكتروني: أنه يحظر على جميع المسافرين على متن رحلاتها الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة حمل أي أجهزة إلكترونية على متن الطائرة غير الهواتف الجوالة والهواتف الذكية والأجهزة الطبية اللازمة أثناء الرحلة، اعتبارا من 21 مارس الجاري وذلك طبقا للوائح الحكومة الأميركية الجديدة مشيرة إلى أنها اتخذت ترتيبات خاصة لمساعدة الركاب على تأمين أجهزتهم في حقائب الأمتعة التي تشحن في الطائرة.

وفي التفاصيل قال المدير العام لسفريات آسيا، عادل الهيل، أن تأثير القرار سيكون محدوداً علي الخطوط الجوية القطرية، مشيراً إلى ان القرار جاء في ظل تغيرات كبيرة ودراماتيكية وسريعة في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، لافتاً إلى ان القرار ربما يفسر من زوايا متعددة منها سياسية واقتصادية وامنية، خاصة وأن سياسة الرئيس الأميركي الجديد لازالت كل يوم تحمل مفاجأة للعالم مما اربكت حسابات الكثير من المراقبين والمهتمين.متابعاً أن «الحظر تأثيره محدود ليس فقط على الخطوط الجوية القطرية ولكن ايضاً بالنسبة لأعداد الركاب في مطار حمد الدولي».

واضاف؛ من الناحية السياسية والامنية فإن القرار ليس مبرراً خاصة وأن المخاوف الأمنية لم تكن محصوره في نطاق جغرافي معين، بينما من حيث الابعاد الاقتصادية فالحرب بين شركات الطيران ليست بمعزل عن ما يدور وما يتخذ من قرارات، لاسيما بالنظر إلى المطالبات المتكررة من الناقلات الأميركية للرئيس ترامب بالحد من توسع الناقلات الخليجية في السوق الأميركي.

وتوقع الهيل، أن تستفيد الخطوط الجوية القطرية من حصتها البالغة في الخطوط الدولية AIG مالكة الخطوط الجوية البريطانية والانطلاق منها بشكل أكبر مع الاستمرار في توعية عملائها وروادها بمعرفة تداعيات القرار، منوهاً إلى أن ما يؤكد التأثير المحدود للقرار هو تطبيقة علي نطاق واسع في حوالي 10 مطارات في العالم، مما يشير إلى ان قائمة الخيارات أمام المسافرين تتضاءل وبالتالي سيظل المسافرين متمسكين بالخطوط المفضلة لديهم.

واضاف؛ إذا هناك خيارات يمكن ان يؤثر القرار بشكل كبير الا ان عدم تطبيق القرار علي عشر مطارات رئيسية في الشرق الاوسط يوضح أن الامر شبه عام وبالتالي كل من يرغب في السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لا مناص من سفرة عبر ذات الخطوط التي سبق ان سافر عبرها.

واشار إلى أن تأثير القرار على العمليات التشغيلية للخطوط الجوية القطرية سيكون محدوداً خاصة وان القطرية آخذة في الاتساع ولديها رواد وعملاء من مختلف بقاع العالم، مشيراً إلى أن تأثير هذه الخطوة لا يتوقف فقط على الرحلات المباشرة من وإلى الولايات المتحدة، وإنما يمتد أيضا للمطارات التي تعد مركزا للترانزيت، مبيناً أن مطار حمد يعد احد أهم هذه المطارات في المنطقة، لان القطرية لا تنقل فقط الركاب من قطر إلى الولايات المتحدة، وإنما تنقل أيضا الركاب الآتين من مناطق عديدة أخرى كدول افريقيا وآسيا وبعض بلدان الخليج وآسيا إلى الولايات المتحدة.

اسباب تجارية 

من جانبه قال المدير العام لسفريات توريست، احمد حسين أن ثمة مؤشرات ترجح أن وراء القرار أسباباً اقتصادية وليست اسباب امنية بهدف كبح جماح الناقلات الخليجية الثلاث «الخطوط الجوية القطرية» إلى جانب الاتحاد للطيران والخطوط الجوية الإماراتية (قرار الحظر يشمل الرحلات القادمة من مطارات حمد الدولي وابوظبي ودبي) في اعقاب فشل الناقلات الأميركية الكبرى «دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز» في تقييد نشاط الناقلات الخليجية في قطاع النقل الجوى الأميركي حيث تأتي هذه التحركات في محاولة للجم توسعات الناقلات الخليجية ولتعويض فشل الناقلات الأميركية في منافسة جودة ونوعية الخدمات للناقلات الخليجية الثلاث. إلى تقليص أعمال الناقلات غير الأميركية، لاسيما الخليجية منها التي توفر رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة، خصوصا أن شركات الطيران الأميركية تتهم نظيراتها الخليجية بأنها تحصل على دعم من حكوماتها.

واضاف؛ لازال من المبكر الحكم علي تأثير القرار وتداعياته وربما بعد فترة من التطبيق يتضح التأثير أقل أو اكبر، الا ان تساؤلات بديهة تطرح نفسها، هل يستهدف القرار الأميركي تحديداً الناقلات الخليجية الثلاث، الإماراتية، والاتحاد للطيران، والقطرية، التي تواجه حرباً شرسة من الناقلات الأميركية الكبرى الثلاث، دلتا وأميركان إيرلاينز ويونايتد، بدعوى المنافسة غير العادلة، والضغوط التي تمارسها الناقلات الأميركية على الحكومة الأميركية لتعديل سياسات الأجواء المفتوحة للحد من توسعات الناقلات الخليجية في السوق الأميركي، خاصة بعد قدوم إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تدعو إلى الحمائية التجارية.

ويرى حسين، أن القرار ربما يحدث ربكة في بدايته الا ان عوام المسافرين ليس لهم تأثير وليس من المحتمل أن يغيروا طيرانهم المفضل، ولكن متوقع أن يكون هناك تأثير محدود علي مسافرو درجة رجال الأعمال الذين يدفعون أسعارا مرتفعة مقابل الحصول على مزايا مثل الأسرّة المنبسطة وسهولة العمل خلال الرحلات بأجهزة الكمبيوتر المحمول، ولذا هذه الفئة سيطالها التأثير.

واشار إلى أن بعض رجال الاعمال يفضلون البقاء على اتصال وإنجاز الأعمال أثناء الرحلات، لان القطرية والاماراتية والاتحاد توفر ميزة الاتصال عبر النت طوال رحلاتها مما يمكن المسافرين من الاستفادة من فترة الرحلة لإنجاز بعض المهام.

تأثير ضعيف 

وفي ذات السياق يقول المدير العام لسفريات ريجنسي طارق عبداللطيف، أن قرار الحظر ذو تأثير محدود على أنشطة وعمليات الخطوط الجوية القطرية، مشيراً إلى أن القطرية اصبحت احدى الناقلات الخليجية الرئيسية إلى الولايات المتحدة ودول اوروبا وغيرها، مبيناً أن الامر في بدايته سيكون صعباً للمسافرين الذين اعتادوا علي حمل اجهزتهم النقالة ومحاولة التسلية وقضاء الاعمال بها اثناء الرحلة، لكن لاحقاً سيكون القرار عادياً.

واضاف؛ رغم المبررات بشأن القرار وما يذكر من اسباب أمنية الا ان جوهر القرار ذو إبعاد اقتصادية لجهة الحرب الشرسة التي بين الناقلات الخليجية والأميركية، ولذا يبدو أن قرار الولايات المتحدة يهدف لتقليص عمل الناقلات الخليجية لصالح الناقلات الأميركية والبريطانية التي دخلت اخيراً على الخط.

وألمح عبداللطيف الى ان هذا الحظر مجحف للمسافرين من المطارات المحددة مقارنة بنظرائهم في المطارات العالمية الاخرى، مشيراً إلى أن القرار غير عملي بالنسبة للكثير من مسافري الأعمال، لأنهم بحاجة إلى العمل خلال قترة رحلاتهم.

ولفت إلى انه على المدى الطويل ربما يكون هناك تأثير على مسافري الترانزيت الذين يستخدمون الناقلات من المطارات المذكورة، ليستخدموا مطارات بديلة من بلدانهم علي سبيل المثال يمكن ان تكون وجهة تغيير الرحلات من دول الاتحاد الاوروبي إلى الولايات المتحدة بدلاً عن استخدام مطارات الشرق الاوسط، وهنا ربما يتمكن المسافر من استخدام هاتفه أو حاسوبه اثناء الرحلة حتى المطارات الاوروبية ومنها يغير وجهته حسب الخطوط التي يرغب في اتمام رحلته عبرها.

السابق
1250 متر مربع.. وزارة البلدية: تقليص مساحة العزب الجديدة إلى 50 X 25 متر
التالي
دول الخليج: رفع مساهمة الصناعة بالناتج المحلي الإجمالي إلى 25% بحلول 2020