بحيرة إسباير.. التحليق في عالم الخيال

الدوحة – بزنس كلاس:

وسط اجواء احتفالية مبهرة، امتلأت المدرجات المحيطة ببحيرة أسباير مساء أمس الجمعة عن آخرها بآلاف المشاهدين الشغوفين لمتابعة العرض الأول لمهرجان بحيرة أسباير الثاني “رحلة من الخيال” الذي تنظمه مؤسسة أسباير زون خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 23 و24 مارس الجاري بالشراكة مع Ooredoo والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكتارا.

 

واستقطبت الليلة الأولى للمهرجان ما يزيد عن 20 ألفًا من المشاهدين ومن زوار الحديقة الذين توزعوا على المدرجات ومحيط بحيرة أسباير للاستمتاع بالحدث الفني الضخم.

وحرصت أسباير زون على إبهار زوراه المهرجان بمجموعة من العرض المميزة والتي حولت سطح بحيرة أسباير لشاشة عرض ثلاثية الأبعاد فيما وصفه بعض الحضور من هواة السياحة والسفر بالعرض الأروع على الإطلاق في حياتهم.

وتدور حبكة العرض الأسطورية حول شاب عربي يجوب محيطات العالم بحثًا عن سر من أسرار السعادة والسلام الكامنة في لؤلؤة أسطورية في قاع أحد البحار أسطورية لا يعرف طريق الوصول إليها إلا كبير الكهنة “بودريان” والذي لم يستطع هذا الفتى استرضاءه إلا بجمع ضوء آلاف النجوم لترقص في ظلمة الليل. ولم يجد الفتى بدًا إلا أن يخوض رحلة من الخيال عبر قارات ومحيطات هذا العالم الشاسع ليشكل عرضًا كونيًا آملًا أن يجد السعادة الحقيقية خلال مغامراته.

وتحولت ميمنة البحيرة لكرة كونية ضخمة تعكس خريطة تلك الرحلة الأسطورية التي بدأها الشاب من على شواطئ دولة قطر ليجوب قارات العالم مواجها حيوانات أسطورية كالتنين الصيني ووحوش السافانا في أفريقيا، وثعابين الأمازون العملاقة.

وتمكن مخرج العرض ونجومه من إبهار الجماهير منذ الوهلة الأولى عبر جمع عناصر الحياة المتضادة كالماء والنار وتزينت سماء بحيرة أسباير بألعاب نارية مصممة بعناية مع كل نغمة من أنغام الموسيقى تتسارع تارة لتضخ بحماستها الدماء في العروق ترقبًا للمواجهة بين الوحوش والبحار، وتارة أخرى في شكل معارك ومطاردات مثيرة يتغلب فيها البطل العربي في كل مرة على الصعاب بحثًا عن هدفه المنشود.

 

ومر العرض الذي تواصل لمدة  40 دقيقة وكأنه ثوان معدودة، ليعثر هذا البطل العربي أخيرًا على سر السعادة في دوحة العز والخير، والتي كان طريق الوصول للسر الدفين عبر السير بين شطآنها والغوص في أعماق مياهها.

 

خلود الهيل: نهدف لتحقيق نقلة نوعية في العروض العالمية التي نقدمها للمجتمع

من جهتها قالت السيدة خلود الهيل، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إن مؤسسة أسباير زون ومن خلال استضافة هذا العرض الساحر تمكنت من تحقيق نقلة نوعية وفي وقت لا يذكر وتحولت مؤسسة أسباير زون من حاضنة لكبرى البطولات الرياضية العالمية إلى وجهة سياحية مثلى تتوافر فيها كافة العناصر لأفراد العائلة والجماهير للاستمتاع بتجربة متكاملة في ظل ما تمتلكه المؤسسة من إمكانات بشرية مميزة وقدرة تنظيمية يعتد بها، بما يؤكد على أن هذه المنشآت والتي تأسست كمدينة رياضية قادرة على أن تترك إرثًا مستدامًا عبر حسن التخطيط”.

 

وأضافت: “هذه النقلة النوعية تعد خطوة للأمام على طريق تحقيق أهداف دولة قطر بالدمج بين السياحة الرياضية والترفيهية والتي تعد أحد الصناعات الهامة في عالمنا الحاضر، ونستطيع بالفعل تنفيذ ذلك عبر استغلال الإمكانات الجبارة المتاحة لدى المؤسسة بما تمتلكه من بحيرة فريدة من نوعها في دولة قطر، وحديقة مترامية الأطراف يسهل الوصول إليها من كافة الأماكن في الدولة، وفريق عمل احترافي، تلك العناصر مجتمعة مع البحث المتأني عما نقدمه من فعاليات سيدعم اتجاه الدولة نحو تحقيق التنمية الذاتية بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا”.

كريستوف بيرتونو”: تكامل العناصر وذكاء الاختيار سر الإبداع

وخلال حديث خاص، قال مخرج العرض الفرنسي العالمي “كريستوف بيرتونو” الملقب بساحر الألعاب النارية إن سر تميز هذا العرض يكمن في تكامل العناصر بين مكوناته كافة وإبداعات أعضاء فريقه وقال إن السر يكمن في ذكاء الاختيار وعدم الاسترسال في بعض الأحيان فيما قد يكون مضجرًا لبعض المشاهدين مستشهدًا بطريقة الفنانين الذين يعرضون أعمالهم في الشارع أمام الجماهير.

 

وبسؤاله عن كيفية إخراج العرض بهذه الصورة الخلاقة قال: “نحاول دائما التركيز على منتصف المشهد تمامًا وتختلف التقنية باختلاف طبيعة العرض، فهناك العديد من التعقيدات الفنية في مثل هذه العروض تكمن في الخروج بالمستوى المطلوب من الإضاءة لتحقيق عرض فني يعجز خيال المشاهد عن تصديقه بالجمع بين عناصر الأناقة والجمال وهما أمران أساسيان لفهم القصة التي تقدمها للجماهير”.

ويحفل سجل بيرتينو بتصميم وتنفيذ العديد من العروض الفنية والرياضية العالمية من بينها بطولة كأس العالم لكرة القدم في فرنسا في عام 1998، ومرورًا بالحفل الافتتاحي والختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو في عام 2016، والأعياد الوطنية لفرنسا لأعوام عدة، ومهرجان بحيرة جنيف الدولي السنوي، وله ذكريات في وجدان الدوحة في عام 2008 خلال حفل افتتاح متحف الفن الإسلامي، وفي 2011 بالإشراف على تنظيم الألعاب النارية المصاحبة لافتتاح وختام بطولة كأس آسيا لكرة القدم.

وحول توقعاته عما قد يضيفه إن تم اختياره لإخراج العروض الخاصة ببطولة كأس العالم 2022 في قطر أسوة بخبرته السابقة في مثل تلك المحافل، قال: “إخراج العروض الخاصة بتلك المحافل العالمية مختلف من حيث أننا نتحدث هنا عن عالم خاص وهو عالم كرة القدم ففي تلك الحالة أنت تخاطب الملايين ممن تتعلق اعينهم بالشاشات من حول العالم لمتابعة الحدث، وأعتقد أنه بعد أربعة أعوام من الآن ستظهر تقنيات جديدة، وسيكون هناك اعتبارات فنية لما تضعه الجهات المنظمة والفيفا من شروط خاصة لإخراج الحفل ليكون كرويًا خالصًا”.

المهرجان يؤكد على الدور المحوري لمؤسسة أسباير زون في دعم قطاع الترفيه والسياحة العائلية

الجدير بالذكر أن المهرجان يؤكد على الدور المحوري لمؤسسة أسباير زون في دعم قطاع الترفيه والسياحة العائلية في دولة قطر عبر تنظيم فعاليات جماهيرية مميزة بين منشآتها العالمية ومساحاتها الخضراء الممتدة على طول البصر والتي توفر كافة المقومات لاستضافة الفعاليات الكبرى على الصعيدي الرياضي والترفيهي.

ويعد هذا النوع من الفعاليات دعوة للجميع للخروج من أجواء المنزل الاعتيادية والاستمتاع بكل لحظة من العطلة الأسبوعية بين منشآت ومرافق مؤسسة أسباير زون وفي حديقتها البديعة وخاصة في ظل الأجواء المعتدلة في هذا الوقت من العام.

السابق
QNB: اقتصاد تركيا سيبقى بين الأسرع نمواً في العالم
التالي
قفزة كبيرة.. صادرات قطر غير النفطية تنمو نحو 30%