بحثاً عن الحل..تيلرسون في الرياض وغداً في الدوحة

الرياض – وكالات – بزنس كلاس:

في إطار مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لحل أسوأ أزمة ضربت العلاقات الخليجية وفي ظل تعنت سعودي إماراتي انتقده صراحة، وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الرياض، أمس السبت؛ لحضور اجتماع بين مسؤولين من السعودية والعراق بهدف تحسين العلاقات بين البلدين، وكذلك حلحلة الأزمة الخليجية المستمرة منذ 5 يونيو الماضي.
جاء وصول تيلرسون بالتزامن مع وصول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرياض، في ثاني زيارة له منذ 20 يونيو الماضي.
وهبطت طائرة تيلرسون بقاعدة الملك سلمان الجوية، بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوع على كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استراتيجية لاحتواء إيران وإجبار حكومتها على سد ما سماه «ثغرات» في الاتفاق متعدد الأطراف الذي أُبرم في عام 2015؛ بهدف منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
واستقبل وكيل وزارة الخارجية السعودي لشؤون المراسم عزام القين، الوزير الأميركي في المطار، دون حضور وزير الخارجية السعودي أو ولي العهد.
ولم تنشر الوكالة السعودية «واس» أي أخبار عن وصول الوزير الأميركي أو لقائه بمسؤولين سعوديين؛ لكن الاجتماع الرسمي الوحيد الذي أجراه تيلرسون، أمس السبت، هو عشاء عمل مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ويُتوقع لقاء تيلرسون بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن المقرر أن يحضر تيلرسون، اليوم الأحد، الجلسة الافتتاحية لمجلس التنسيق السعودي العراقي، وهو مجلس روجّت له إدارة ترمب لتعزيز العلاقات بين السعودية، والعراق الذي ترتبط حكومته التي يهيمن عليها الشيعة بعلاقات وثيقة مع طهران.
ومن المتوقع أيضاً أن يناقش تيلرسون خلال زيارته إمكانية تجديد مسعى لإنهاء الحصار الدبلوماسي والاقتصادي المفروض على قطر من جانب السعودية وحلفائها.
كان تيلرسون عبّر في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن تشاؤمه بشأن قرب حل الأزمة، وحمّل دول الحصار مسؤولية استمرارها. في حين أكد الوزير أن قطر كانت واضحة وأعربت عن رغبتها في الحوار، وأنه يبقى على من وصفهم بقادة التحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) اتخاذ قرار بالمشاركة في الحوار لحل الأزمة الخليجية.
وقال تيلرسون الذي كوّن علاقات وثيقة مع دول الخليج عندما كان رئيساً تنفيذياً لشركة «إكسون موبيل»: «الأمر يعود إلى زعماء الدول الأربع فيما يتعلق بتحديد متى يريدون التحدث مع قطر؛ لأن قطر كانت واضحة للغاية باستعدادها لذلك».
وأجمع باحثون وأكاديمون على أهمية تصريحات ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي بشأن الأزمة الخليجية، وأكدوا لـ«العرب» أن هذه التصريحات جاءت مباشرة وشديدة الوضوح بخصوص الأزمة، وأن تيلرسون حمل دول الحصار مسؤولية استمرار الأزمة، الأمر الذي يكشف عن رغبة أميركية لطي صفحة الأزمة، والتفرغ لمواجهة الأوضاع الناجمة في شبه الجزيرة الكورية.
وقالوا إن التصريحات الأميركية تعد انتصاراً سياسياً لقطر، لأنها أوضحت للعالم مدى مصداقية موقف قطر، ورغبتها في الحل، وتطابق خطابها المعلن مع موقفها السياسي. وأشاروا إلى أن تصريحات تيلرسون تكشف عن قناعة الولايات المتحدة بأن الأزمة مفتعلة، ولا تحمل أي إشارات متفائلة حول إنهاء الأزمة؛ في ظل إصرار دول الحصار على عرقلة التوصل إلى حل قريب.
وأوضح أن الدول العربية الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر قبل أربعة أشهر؛ بيدها اتخاذ القرار حول المشاركة في حوار مع الدوحة، معرباً عن «عدم تفاؤله بإمكانية حل الأزمة قريباً».
وبعد زيارة السعودية، يستكمل تيلرسون جولته الخارجية التي تستمر 6 أيام إلى قطر، ثم باكستان والهند وسويسرا.

السابق
الحل.. بعيد!!
التالي
البلدية: بدء التسجيل لموسم التخييم 2018