بالتفاصيل.. السعودية :حماس إرهابية.. وإسرائيل صديقة مقربة!

عواصم – بزنس كلاس:

عندما تصف إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها حركة “إرهابية” نستطيع جميعاً أن نفهم لماذا تحاول إسرائيل إخراخ حماس من إطار النضال الوطني للكفاح ضد قوات محتلة، لكن أن تتبنى دولة عربية، تعتبر نفسها، ناطقاً باسم العرب والمسلمين وجهة النظر الإسرائيلية وتصل إلى حد وصف أصحاب الحق الذين تحتل إسرائيل ارضهم بأنهم إرهابيين لأنهم يقاومون الاحتلال، لابد من وقفة جادة عند هذه النقطة خصوصاً مع التسريبات التي تحدثت صراحة عن اتصالاتكثيفة بين مقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع مسؤولين إسرائيليين.

مقربون من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتواصلون مع مسؤولين إسرائيليين

المضحك في هذا الأمر ان السعودية تفترض أن إسرائيل حليفة وتتعامل مع أعداء إسرائيل على أنهم “اعداءها” لكنها تخجل من إبراز ذلك أمام وسائل الإعلام حتى لا تنكشف عورتها وتفقد ماء وجهها. بينما تقوم إسرائيل بكل ما يلزم حتى تفقدها ماء الوجه هذا. وكأنها تقول لها لماذا الخجل من خيانة أهللك؟!!

حماس ليست إرهابية

ولهذا الخبر وجهان، فقد أقدمت صحيفة “الرياض” السعودية، على حذف خبر نُشر صباح اليوم على صفحاتها وصفت فيه حركة حماس بـ “الإرهابية”. وكان غضب واسع عمَّ مواقع التواصل المجتمعي، بعد نقل “الرياض” خبر زيارة وفد من حماس إلى طهران، وجاء في عنوانه: “وفد من قيادة حركة حماس الإرهابية يحضر مراسم تنصيب روحاني”.

قام بعدها “أفيخاي أدرعي”، الناطق باسم جيش الدفاع الصهيوني للإعلام العربي، بإعادة تدوير التغريدة من حساب صحيفة “الرياض” وكتب مُعلقًا: “وشهد شاهد من أهل صفه .. الرياض تنطق بالحق وتسمي الأمور باسمائها.. اللهم أبلغ أني شهدت”. بحسب نصّ تدوينة “أدرعي”.

على الجانب الآخر، أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وصف صحيفة “الرياض” السعودية لها بأنها حركة إرهابية مطالبة بضرورة وقف مثل هذه الأوصاف الغريبة.

 

الاتصالات السعودية – الإسرائيلية

وعلى المقلب الآخر، قال محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” تسفي برئيل، إن الدول العربية تخشى من أن “انتفاضة فلسطينية تشعل ربيعاً عربياً آخر”.

الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الأمير محمد بن سلمان

وذكر برئيل في مقال له في صحيفة “هآرتس” البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، عن الديوان الملكي السعودي واعتبر المحادثات التى أجراها الملك سلمان مع بعض زعماء العالم لخلق “نقطة تحول” أدت إلى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، ووصفه بأنه “محير”.مضيفاً أن البيان “لا يكشف من الذي اتصل الملك أم ابنه محمد”. مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك حوارا قد دار مع المسؤولين الإسرائيليين — إن لم يكن مباشرة — فمن خلال مقربين من ولي العهد الذين عرفوا بالعلاقات مع القيادة الإسرائيلية.

ويقول الكاتب إنه قد يكون الحرم القدسي مكانا مقدسا، ولكن حل العاصفة التي استمرت حوله لمدة أسبوعين هو سياسي — وكل واحد من أبوي الأزمة يسعى جاهدا للفوز بحصة من الحل.

ويضيف أنه على ما يبدو، كان صراع السلطة على السيادة والسيطرة بين الأوقاف الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وهو صراع تركز على الحفاظ على الوضع الراهن — وهو أمر نشأ عن قرارات سياسية وليست دينية. ومن ثم فإن التركيز على الأزمة يكون على أساس محورين: منع وقوع أزمة عالمية والاضطرار إلى الوصول بها إلى الأمم المتحدة؛ ووقف اشتعالها في المدن الإسلامية بالدول العربية والإسلامية. لأنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى فقدان الأنظمة العربية السيطرة على تطور الأزمة وتهديد العلاقات الحساسة بينها وبين الجمهور.

ويوضح برئيل أن “الاحتجاجات الجماهيرية — حتى تلك التي تنشأ عن المشاعر الدينية — يمكن أن تتطور بسرعة إلى احتجاجات ضد السياسات الداخلية، وانعدام حرية التعبير، والصعوبات الاقتصادية، وانعدام الديمقراطية”.

ويضيف أن “الجديد في القضية الراهنة هو أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تخشى الانتفاضة الفلسطينية. وقد عبر العديد من القادة العرب عن انزعاجهم لأن الانتفاضات، كما ثبت خلال الربيع العربي في وقت سابق من هذا العقد، مرض خطير ومعد، حيث لم تعد الانتفاضة الفلسطينية مجرد انعكاس محلي للنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويمكنها تعبئة هذا التضامن الضخم الذي من شأنه أن يضع الأنظمة العربية في مواجهة عنيفة مع شعبها”.

ويقول برئيل إن “حركة الاحتجاج المصرية قد ولدت في عام 2004 من أجل محاربة السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والاحتلال الأمريكي للعراق والمطالبة بالإصلاحات في مصر. وأن قدرة القدس على تعبئة الجماهير والتهديد الذي تشكله أكبر بكثير، وليس فقط لأنها تتعلق بجميع الدول الإسلامية. هذه الإمكانية تمنع الأنظمة الإسلامية من إبطال أي مظاهرات تولدها، بسبب الهالة المقدسة التي تتمتع بها، مما يجبرها على الظهور كما لو أنها تدعم المطالب العامة ضد من يخرقون قداسة المكان”.

مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد منع المصلين من أداء صلاة الجمعة، خارج مسجد الأقصى، البلدة القديمة، القدس، الضفة الغربية، فلسطين 21 يوليو/ تموز 2017
© AFP 2017/ AHMAD GHARABLI
مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد منع المصلين من أداء صلاة الجمعة، خارج مسجد الأقصى، البلدة القديمة، القدس، الضفة الغربية، فلسطين 21 يوليو/ تموز 2017

ويضيف بارئيل أيضاً أنه “ليس هناك قداسة من دون السياسة، وما يبدو كموقع إسلامي عالمي — وهو ما يتطلب من كل مسلم أن يحميه بكل ما لديه — هو أيضا مبني على نزاعات داخلية بين الدول العربية والإسلامية. إنه يذكرنا بالخلاف اليهودي حول السيطرة والصلاة في الحائط الغربي”.

ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “حق الدول العربية في الحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام، والأقصى بشكل خاص، يعتمد بشكل أساسي على مكانتها في منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، يمكن لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أن يلعن إسرائيل بقدر ما يحلو له، ويدعو المسلمين في العالم للقدوم إلى القدس لإثبات انتمائهم إلى المسلمين، واتهام إسرائيل بالرغبة في تولي الموقع المقدس. ولكن من الناحية العملية، فإن وزنه ووضعه في التأثير على السلطة الفلسطينية أو الزعماء الدينيين في الضفة الغربية، ناهيك عن إسرائيل، هو لا شيء”.

ويضيف أن “اتصالات تركيا مع حماس، وانحيازها مع قطر في الأزمة مع المملكة العربية السعودية، ومقاطعتها لمصر، وعلاقاتها مع إيران تترك أردوغان بميكروفون في يده ولكن لا صوت سياسي حقيقي. زار أردوغان المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع للحفاظ على علاقاته مع الملك سلمان وعرض الوساطة بين السعودية وقطر، ولكن دون نجاح كبير”.

السابق
السياحة بين “سوهو نيويورك” و”سوهو لندن”
التالي
وزير الخارجية يستقبل مستشار رئيس الحكومة اليابانية الخاص