انطلقت صباح أمس فعاليات جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في الفترة من 23 إلى 28 أبريل الحالي، تحت شعار «تَجَمَّلَ الشعرُ بخير البشر».
في كلمة له خلال افتتاح الدورةِ الثانية لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، عبر سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي -المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا- عن سعادته بالاحتفاء بكوكبة من الشعراءِ الذين يتنافسون في التغني بمناقب وفضائل خير البشر، ومديح أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة، عبر قصائد من نفائسِ الشعر، تستوحي مادتها الإبداعية من السنةِ النبويةِ الشريفة، وتنقلُ لنا صدق المشاعر، ونبل الأحاسيس، ورقة الوجدان.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي: «إننا سعداء بالغ السعادة أن نعيش في الأيام القادمة مع هؤلاءِ الشعراء المبدعين، وهم يصدحونَ بقصائدهم الرائعة وأشعارِهم العذّبة، ارتقاءً بالحس الشعري، ووصولاً إلى أبهى جمالياتِ الشعر المتخصص في مديحِ الرسول وسيرته المعطرة».
وأبرز خالد السليطي أن جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت تتبوأ مكانتها المميزة والرائدة على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وأن تنظيم هذه الدورة الثانية احتفاء بالنجاحِ الذي حققته الجائزة في تعزيزِ مكانة شعر المديح النبوي، وإعادتهِ إلى الواجهة، بالإضافةِ إلى نجاحِها في إيجادِ روحِ التنافسِ بين فرسان الشعر الفصيح والنبطي.
وتوجه السليطي بالشكر لكل رعاة المهرجان والضيوف والإعلاميين والمشاركين في الجائزة، متمنياً لهم التوفيق في مراحل التصفيات، كما أشاد بأعضاء لجان التحكيم النهائية، ولجان الفحص والتدقيق على جهودهم الأمينة والمخلصة التي يبذلونها للحفاظ على هذا المستوى الرفيع الذي وصلته الجائزة.
وعرف حفل الافتتاح تكريم شركة أوريدو، وتلفزيون قطر، وقناة شاعر الرسول باعتبارهم رعاة رسميين للجائزة، كما تم تكريم الشعراء الثلاثين المتأهلين إلى التصفيات النهائية في فئتي الفصيح والنبطي، وتوشيحهم بوشاح الجائزة.
مهرجان حب الرسول
وقام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، والمشاركون، وضيوف المهرجان بجولة على أروقة، وأجنحة معرض مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقام بساحة الحكمة، ويشارك فيه عدد من المؤسسات والمراكز، منها: المركز الثقافي للطفولة، ومركز الفنون البصرية، ومركز قطر التطوعي، ومركز إبداع الفتاة، ومركز فتيات الدوحة، ومركز فتيات الخور، ومركز «دريمة»، ومركز أدب الطفل، كما تشارك مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، ومركز الشيخ عبدالله بن زايد آل محمود، ومؤسسة قطر الخيرية، بالإضافة إلى مجلس الشعر، وقناة شاعر الرسول، وغيرها من المراكز والجهات الثقافية والاجتماعية، التي تشارك بأجنحة، وفعاليات ثقافية ترفيهية، تشمل عروضاً، ومسابقات للأطفال، وورشاً للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، كما تقدم بعض المؤسسات برامج توعوية واجتماعية ومحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وورش عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر النبطي والفصيح، يقدمها ثلة من شعراء قطر، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية.
وتتواصل فعاليات مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة، ومن الساعة الرابعة حتى الثامنة مساء، كما يشهد جامع كتارا طيلة أيام المهرجان دروساً بعد صلاة المغرب حول موضوع «الرسول الإنسان»، يقدمها عدد من المشايخ والدعاة.
وشهدت الدورة الحالية إصدار كتاب «المديح النبوي في الشعر القطري»، وكتاب «30 قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم»، وإصدارات أخرى منها «سي دي» بأصوات الشعراء المتأهلين للتصفيات النهائية في الدورة الحالية للجائزة.
المرحلة الأولى من التصفيات
وكانت الفترة الصباحية أمس قد عرفت المرحلة الأولى من التصفيات النهائية في فئة الشعر الفصيح بمشاركة 15 شاعراً، تفننوا في إلقاء ما جادت به قرائحهم من جميل فن القول وجزالة القصيد، في مدح خير الورى، وذكر شمائل الحبيب المصطفى، أمام لجنة تحكيم مكونة من الأساتذة فواز بن عبدالعزيز اللعبون، ويوسف حسين بكار، وأحمد إبراهيم درويش.
وعن أهمية المشاركة في هذا المحفل الشعري الكبير، قال الشاعر الكويتي ناصر ثويني المشارك في فئة الشعر النبطي إن جائزة كتارا لشاعر الرسول تكتسي قيمتها في تسميتها، والاكتفاء بالمشاركة لوحدها شرف لكل إنسان، مشيراً إلى أنه بالرغم من حيازته لقب شاعر المليون في سنة 2011، إلا أن أمله بالفوز بجائزة شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم له وقع أجلّ وأعظم.
وأشاد الشاعر الكويتي الذي يشارك بقصيدة عنوانها «نور النبوة» بقرار استحداث فئة الشعر النبطي في الدورة الثانية لجائزة كتارا لشاعر الرسول، معتبراً إياه قراراً حكيماً وواقعياً، بحكم أن «النبطي» هو اللغة السائدة والأسرع وصولاً إلى الجماهير في منطقة الخليج العربي.
ومن جانبه، قال الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا المشارك في فئة الشعر الفصيح بقصيدة «الفيض المحمدي»: «سعيد بالمشاركة في هذه الجائزة التي تمثل بموضوعها قيمة كبيرة، وتحرك بفعالياتها الراكد الشعري في العالم العربي»، معتبراً أن هذه المشاركة إضافة نوعية لتجربته الشعرية التي خاضها عبر سنوات من خلال مشاركته في العديد من المسابقات والأمسيات.
وأبرز ولد بمبا الفائز بلقب أمير الشعراء سنة 2008 أن جائزة كتارا حفزت المبدعين على تسخير الحرف والكلمة من أجل محبة رسول الله الكريم ونصرته، متمنياً أن يتوج بلقب هذه الجائزة أملاً في «الكسب دنيا وآخرة» بتعبير الشاعر الموريتاني.
وخصصت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» جوائز مميزة وضخمة للفائزين، توازي أهمية الحدث؛ إذ تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 4 ملايين و200 ألف ريال قطري، وذلك في فئتي «الشعر الفصيح» و«الشعر النبطي»، بمعدل ثلاث جوائز لكل فئة، إذ يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال قطري، فيما ينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال قطري، أما صاحب المركز الثالث فسيكون من نصيبه مبلغ 400 ألف ريال قطري.
وتهدف جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات التي تسعى للانحراف بهم عن طريق الهداية، كما تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام.
ومن بين أهداف جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، التأكيد على أهمية الشعر في وحدة الأمة الإسلامية والعربية، وربط شباب الأمة بحضارتها، وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه، من خلال التجارب الشعرية، والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين، إضافة إلى تعزيز الجهود التي تهدف إلى المحافظة على التراث الأدبي واللغة العربية، وإحياء التراث من الأشعار الإسلامية القديمة، والألوان الشعرية الحديثة، في مناخ يغلب عليه روح المنافسة والتفاعل.
تأهل 8 شعراء في الفصيح للمرحلة الثانية
أسفرت الحلقة الأولى من التصفيات عن تأهل ثمانية شعراء للمرحلة الثانية وهم:
1ـ أحمد تحسين إحسان محمد علي من الأردن بقصيدة «باب لغار النبي»
2ـ أوس عبد الحميد محمد الإفتيحات من العراق بقصيدة «ارتقاء»
3ـ حسن عبده علي صميلي من السعودية بقصيدة «ترتيلة لنبي البياض»
4 ـ سمير مصطفى فراج حسن من مصر بقصيدة «سدرة المعنى»
5ـ عبدالله عبدالعزيز الشوربجي من مصر بقصيدة «أعظمهم محمد»
6ـ عبد الله محمد عطاالله العنزي من السعودية بقصيدة «من جانب الليل»
7ـ «محمد إبراهيم محمد يعقوب من السعودية بقصيدة “نهر المحبة”
8ـ محمد أحمد دركوشي من سوريا بقصيدة “شهيد بالباب”