اليوم الوطني.. حاضر متين على درب الغد الأفضل

الدوحة – بزنس كلاس:

تستعد قطر للاحتفال باليوم الوطني في ظرف يمر به الوطن الغالي بمرحلة دقيقة تجاوزت فيها الدوحة مطب الحصار الخطير مستعدة للتحديات الكبرى التي تلوح فيا لأفق والتي استعدت لها الدوحة جيداً وما تزال تمضي في هذا الاتجاه الصحيح لأن من يحدد البوصلة يضع أهل قطر في قلبه وعقله ويتصرف بالأمانة كما يرجى منه وأفضل.

قطر اليوم، وكالعادة، غير قطر قبل عام وحتماً لن تكون كما هي عليه اليوم بعد عام من الآن عندما تحتفل مجدداً بيومها الوطني. قطر تتطور وتسير نحو الأفضل بالفعل لا بالقول كل يوم ومع حركة عقارب الساعة. هذا ما يعيشه المواطن والمقيم فيها ويدركه جيداً وهذا أول وأهم وأخطر الأمور التي تجعل الدوحة هدفاً لكل من لا يقبل منافسة ولا يريد لأحد أن يبرز لأنه يعيش كما فعل العرب على مر عصور وليس سنوات على رد الفعل ورد الفعل فقط. وعندما قررت الدوحة أن تكون فاعلاً في المشهد الإقليمي والدولي، كان من الطبيعي أن تجد كثيرين ممن لن يكونوا سعداء بهذا الأمر خصوصاً مع تبنيها سياسات شفافة على كافة الصعد إضافة إلى اعتماد الإنسان محوراً فعلياً للسياسات وليس إعلامياً كما يجري في أماكن كثيرة من العالم حتى في مناطق من العالم حيث تدعي دول كثيرة بأنها قلاع قلعة للديمقراطية.

الدوحة وقبل أن تدخل في مسار الصعود على منبر الأمم كانت تدرك تماماً أنه قبل التحول إلى هذا النهج والهوية الوطنية الأصيلة المتجددة، يجب أن يتم صنع وخلق أسس متينة أهمها إحياء روح المواطنة في الإنسان القطري وتعزيز انتمائه لمجتمعه الكبير كأنه أسرته الصغيرة. وانطلاقاً من ذلك المبدأ الأساس انطلقت قطر بثوبها الجديد المطرز بخيوط ماضيها العريق نحو أفق أرحب تشارك فيه بصنع القرار الدولي ويكون قراراها الوطني مبني أولاً على مصالح شعبها العليا. كل هذا من الطبيعي أن يجد منزعجين بل وغاضبين في المنطقة والعالم. لكن ما نستغربه و لسنا مصيبين في استغرابنا هذا أن يكون “أخوتنا” هم أكثر من انزعج من تحولنا الإيجابي الذي بدأنا نقطف بواكيره في العقد الحالي. أليس هذا حال العرب منذ سقوط بغداد على يد هولاكو. يتنمرون على بعضهم البعض وهم ماهرون لدرجة مذهلة في ردود فعلهم المؤذية للغاية لأهلهم لكنهم لا يجرؤون على رفع الصوت أمام أي غريب أو أي أحد غير عربي. وانطلاقاً من هذه الحقيقة المؤسفة ، اختارات قطر أن تكون اللبنة الأولى في “بيت العرب” الذي طالما حلمنا به منذ قرون مهما غضب اصحاب الأبنية القديمة على كبر حجمها أو صغره.

بعد أكثر من عام ونصف من محاولة إعادة قطر إلى قالب “الدولة الشكلية” والفشل الذريع الذي نتجت عنه تلك المحاولة البائسة، نرى الدوحة تتابع من نجاح إلى نجاح دربها الذي رسمت خطوطه العريضة قيادة حكيمة تستمد طاقتها وقوتها من محبة شعبها أولاً وثقتهم التي تمثل بوصلة العمل التي تسير قطر على هديها. قطر اليوم تتابع الطريق صعوداً نحو القمة بعد أن قطعت شوطاً آخر على طريق تحولها إلى محطة اساسية على الخارطة العالمية ليس اقتصادياً فقط بل سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً.

يحق لنا أن نفخر بأننا أبناء وطن يمثل أمنياتنا وأحلامنا بالغد الأفضل وعندما نسلم الجيل التالي القمة التي وصلت لها قطر يكونوا قد أصبحوا جاهزين لصنعوا أفضل مما صنعنا نحن لأنهم الأمل بالغد الأفضل المبني على أسس اليوم المتينة… كل عام ووطننا وقائدنا المفدى وشعب قطر العظيم بألف خير.

تتقدم مجلة Business Class من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعموم أبناء شعب قطر العظيم والمقيمين بأحر التهاني وأطيب الأمنيات باليوم الوطني لدولة قطر.

السابق
التخطيط: معدل نمو بحدود 2.8% من 2018 حتى 2020
التالي
الأدعم يزين سماء الدوحة