تتواصل بقوة الأنشطة الإغاثية التي ينفذها الهلال الأحمر القطري في العراق لصالح النازحين هربا من تصاعد الأعمال العسكرية في محيط مدينة الموصل شمالي العراق، وذلك ضمن حملة «إغاثة الموصل» التي ينفذها الهلال الأحمر القطري بدعم من دولة قطر ممثلة في صندوق قطر للتنمية.
فمن خلال الكوادر الميدانية التابعة لبعثة الهلال الأحمر القطري في العراق، تجري على قدم وساق عمليات تقديم الاستجابة العاجلة والفاعلة بناء على نتائج عمليات التقييم والتنسيق مع الجهات الشريكة، مستهدفة مخيمي حسن شام والخازر وعدد من القرى التابعة لمدينة القيارة جنوب الموصل ومنطقة حمام العليل على المحورين الشرقي والجنوبي.
وتشمل أنشطة الاستجابة إجراء عمليات التقييم بشكل مستمر وتحديد أهم الاحتياجات، وتوزيع الملابس الشتوية والبطانيات، وتوزيع الأغطية البلاستيكية الواقية من المطر، وتوزيع المواد الغذائية الجافة، وتوزيع حزم الطبخ والمواقد، وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتوزيع مياه الشرب على النازحين في المخيمات الرسمية، مع إجراء عمليات التقييم والمراقبة أثناء وبعد تنفيذ المشاريع في محاولة لتطوير آليات العمل وتحسين معاييرها بما يلبي احتياجات النازحين ويصون كرامتهم.
وقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من الخدمات والمساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر القطري في العراق خلال الأشهر القليلة الماضية 95.915 شخصا من إجمالي عدد النازحين البالغ 96.864 عراقيا، وتنقسم هذه الخدمات والمساعدات كالتالي:
1. المواد الغذائية: تم توزيع 400 حصة غذائية لفائدة 2.400 شخص في مخيم حسن شام شرق الموصل، و200 حصة غذائية لفائدة 1.200 شخص في حي حمام العليل ضمن الحدود الجنوبية للموصل، و700 حصة غذائية لفائدة 4.200 شخص في قرى القيارة جنوب الموصل (سرت واللزاكة وحود).
2. المواد غير الغذائية (مواد شتوية وأغطية بلاستيكية واقية من المطر): تم توزيع 1.550 حصة لفائدة 9.300 شخص في مخيم حسن شام شرق الموصل، و1.393 حصة لفائدة 8.358 شخصا في مخيم الخازر (M1) شرق الموصل، و750 حصة لفائدة 4.200 شخص في مخيم الخازر (M2) شرق الموصل، و500 حصة لفائدة 3 آلاف شخص في حي الانتصار ضمن الحدود الشرقية للموصل، و700 حصة لفائدة 4.200 شخص في قرى القيارة جنوب الموصل (سرت واللزاكة وحود)، و300 حصة لفائدة 1.800 شخص في حي حمام العليل ضمن الحدود الجنوبية للموصل، و250 حصة لفائدة 1.500 شخص في مخيم الخازر شرق الموصل، و250 حصة لفائدة 1.500 شخص في مخيم حسن الشام.
3. الرعاية الصحية الأولية: بدأ تشغيل المركز الصحي في مخيم الخازر منذ مطلع شهر نوفمبر 2016، حيث قدم الكشف والدواء المجاني لفائدة 7.232 شخصا حتى الآن بمعدل يتجاوز 150 شخصا يوميا، كما بدأ تشغيل المركز الصحي في مخيم حسن الشام منذ 24 نوفمبر 2016، حيث قدم الكشف والدواء المجاني لفائدة 2.025 شخصا حتى الآن بمعدل أكثر من 75 شخص يوميا، بينما تمكن المركز الصحي في مخيم ديبكة الذي بدأ الهلال الأحمر القطري في تشغيله منذ شهر يوليو الماضي من تقديم الخدمات الصحية والأدوية المجانية لأكثر من 150 شخص يوميا، بإجمالي يتجاوز 30 ألف شخص.
4. المياه والإصحاح: تعمل كوادر الهلال الأحمر القطري على توزيع المياه الصالحة للشرب وتوفير سيارات وصناديق جمع القمامة وتعزيز النظافة الشخصية داخل مخيم الخازر شرق الموصل، حيث يستفيد من هذه الخدمات أكثر من 15 ألف شخص من سكان المخيم.
يذكر أن الوضع الإنساني داخل مدينة الموصل يوصف بالحرج، وهو يزداد تدهورا نتيجة التصعيد الأمني، مما يفاقم من المعاناة الإنسانية خاصة في المناطق التي تشهد معارك طاحنة وأهمها مدينة الموصل والمدن المجاورة لها ضمن محافظة نينوى.
ومع بدء العمليات العسكرية الأخيرة في العراق منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، شهدت مدينة الموصل وما حولها من قرى موجات نزوح إلى المناطق الآمنة من البلاد. وبحسب مصادر الأمم المتحدة وتقرير خطة الطوارئ المعتمدة للجنة التنسيق المشتركة، فإن أعداد النازحين آخذة في الزيادة بشكل مقلق، حيث وصلت أعداد النازحين منذ بدء العمليات العسكرية في منتصف أكتوبر الماضي إلى ما يقرب من 100 ألف شخص يعيشون في ظروف إنسانية بالغة السوء، في ظل غياب الخدمات الأساسية في مختلف القطاعات من الأمن الغذائي والصحة والإيواء والمياه والإصحاح.
ومع استمرار العمليات العسكرية الموسعة في مدينة الموصل، من المتوقع أن يصل إجمالي أعداد النازحين إلى 700 ألف شخص، مما سيخلق حاجة ماسة إلى مضاعفة التدخل الإغاثي من خلال توفير المواد الغذائية الجاهزة والجافة وخدمات المياه والإصحاح ومواد الإيواء والرعاية الصحية، مع الإشارة إلى بدء فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير يزيد من معاناة الأسر النازحة، خاصة في ظل عدم جاهزية المخيمات لاستقبال النازحين لفترات طويلة.