النفط يفتح براميل السجالات الاقتصادية من جديد

توازن السوق هدف مرتجى والمشاعر الهشة تسيطر على أوبك

قطر تؤكد ريادتها العالمية في صناعة الغاز في الربع الأول من العام 2017

أساسيات النفط الخام لا تزال تفتقد القوة الكافية

منصات النفط إلى مستوياتها في سبتمبر 2015 في الولايات المتحدة 

الدوحة- بزنس كلاس

لم تكتسب أساسيات النفط الخام القوة الكافية بعد لدعم الانتعاش المستدام. واتضح ذلك جليّاً خلال الربع الأول عندما واجه النفط مقاومة عنيفة فوق 55 دولار للبرميل على الرغم من الدعم الذي وفّرته صناديق قدمت في مرحلة ما رهانات على ارتفاع الأسعار تجاوزت 1 مليار برميل.كما تلقت مساعي الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك لتخفيض الإنتاج قدراً كبيراً من الاهتمام. إلا أن تحقيق ذلك أعيق بعدم امتثال أعضاء أفراد، وازدياد الإنتاج في أماكن أخرى، مما أدى إلى تجدد بعض الضعف، وهي استنتاجات خلصت إليها التقارير المتعلقة بقطاع الطاقة العالمية خلال الربع الأول من العام.

خفض اضطراري

ومن غير المرجح أن تنتهي قريباً المشاعر الهشّة التي سادت نتيجة للتصحيح الحاد خلال مارس. وقد تضطر أوبك لتمديد عمليات خفض الإنتاج الحالية إلى ما بعد ستة أشهر لتحقيق هدفها المتمثل بتحقيق التوازن في السوق. ولكن تمديد الاتفاق سيتطلب موافقة الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك. وظهرت دلائل على إحباط المملكة العربية السعودية فيما يخص تباطؤ روسيا والعراق بالامتثال. ويبقى السؤال الماثل هو كيف يمكن أن يستمر الاتفاق 12 شهراً بالنظر إلى علامات عدم الارتياح التي ظهرت بعد أقل من 12 أسبوعاً.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، استمرت زيادة الإنتاج على أساس أسبوعي. وعادت منصات النفط إلى مستوياتها في سبتمبر 2015، فيما انخفضت أسعار رأس البئر التي تحقق التوازن وارتفع الإنتاج في كل منصة. ومع تحوّط أكثر من 35% من إنتاج عام 2017 الآن ، ينبغي اتخاذ خطوة هبوط كبيرة لتغيير التوقعات الحالية في ارتفاع الإنتاج الأمريكي.

وتم استيفاء سعر  50 دولار للبرميل قبل 60 دولار للبرميل بالنسبة لخام برنت خلال الربع الأول. وفيما لا زال الطريق طويلاً حتى الانتعاش، فإننا نعتقد أن أفضل ما يمكن أن تأمله السوق في الربع الثاني هو تحقيق استقرار أسعار خام برنت حول 50 دولار للبرميل، دون أن نستبعد حصول انخفاض مؤقت إلى 45 دولار للبرميل. وقمنا بتخفيض توقعاتنا في نهاية العام إلى 58 دولار للبرميل بناء على الاعتقاد بدور نمو الطلب وتراجع العرض في التأثير إيجابياً على الأسعار.

في هذه الأثناء أعلنت قطر في الفترة القليلة القادمة عن خطتها لزيادة انتاج الغاز الطبيعي من حقل الشمال بنحو 2 مليار قدم مكعبة في تأكيد على ريادتها لصناعة الغاز العالمية واصررها الكبير على ابقاء في القمة للفترة القادمة بالرغم من ارتفاع وتيرة المنافسة من قبل استراليا و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا التي شهدت امداداتها للسوق من الغاز تزايدا في السنوات القليلة الماضية.

عن مشاريع الغاز

وكان المهندس سعد شريدة الكعبي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول كشف  في وقت سابق عن عزم الشركة اطلاق مشروع غاز جديد في القطاع الجنوبي من حقل الشمال سيمكن قطر من زيادة إنتاجها بنحو 10% من الغاز الطبيعي.

وكانت الدراسات  الفنية وأعمال التقييم التي أجرتها قطر للبترول في حقل الشمال أثبتت إمكانية تطوير مشروع غاز جديد يمكن أن يخصص للتصدير، بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي 2 مليار قدم مكعب في اليوم وسوف يرفع إنتاج حقل الشمال بما يساوي 10% من معدل الإنتاج الحالي، مما سيرفع الطاقة الإنتاجية للدولة بحوالي 400 ألف برميل مكافئ يومياً.

المشروع الجديد سيعزز المكانة الرائدة التي تحتلها قطر كلاعب رئيسي في صناعة الغاز العالمية. كما سيؤكد المشروع الدور المحوري لصناعة النفط والغاز القطرية بصفتها دعامة أساسية للاقتصاد الوطني. وهو سيساهم في تحفيز الاقتصاد بقطاعيه العام والخاص وفي عملية التنمية الشاملة للبلاد لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

مضاربات مشوقة

ويرى الخبراء أن التشويق الذي شهدته أسواق النفط بالتزامن مع فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر الماضي، واتفاق أوبك حينذاك على خفض الإنتاج، لعب دوراً مهماً في تشكيل زيادة كبيرة في الطلب على المضاربة استمرت حتى فبراير.

ولكن أحداث الربع الأول أظهرت وبشكل متزايد غياب زخم الأسعار الذي يبرّر مثل هذا الارتفاع الكبير في رهانات المضاربة. ومع نهاية الربع، عاد النفط ليرزح تحت وطأة الضغوطات التي سببتها قلّة أهمية انخفاض الإنتاج في الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك جرّاء الزيادات في أماكن أخرى.

كما بدأت الفرحة القائمة على ترامب بالتلاشي بناء على شكوك في قدرته على تمرير سياساته حيال النمو في الكونجرس.

 

السابق
160.9 مليون ريال صافي الأرباح.. والودائع ترتفع الى 33.7 مليار
التالي
4.68 مليار دولار ايرادات متوقعة لاستثمارات جهاز قطر للاستثمار في العام 2018