انطلقت اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اعمال الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية. وترأس الجانب العربي خميس جينهاوي وزير الخارجية التونسي، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية والأمين العام للجامعة احمد ابو الغيط، وعن الجانب الأوروبي فيدريكا موجريني ممثل السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي.
وشاركت قطر في الاجتماع بوفد رفيع برئاسة معالي سلطان سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وشارك في الوفد كل من السفير سيف مقدم البوعينين سفير الدولة بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية والشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير قطر لدى بلجيكا والسفير سعد المهندي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية والسفير فارس النعيمي والمستشار ياسر عوض العبدالله نائب المندوب الدائم للدولة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية والوزير المفوض فوزي السليطي بالسفارة القطرية بالقاهرة.
وناقش الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية مع الجانب الأوروبي إلى جانب بحث عدد من القضايا منها التعاون القائم بين الجانبين منذ العام 1974، حيث تشهد الفترة الحالية نقلة نوعية في هذا التعاون منذ انطلاق الاجتماعات المشتركة عام 2008 وذلك رغم العثرات التي شهدتها الفترة السابقة قبل ذلك.
وركز الوزراء خلال اجتماعهم على عدد من القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة والمساعدات الإنسانية والقضايا المتعلقة بقضايا نزع السلاح خاصة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب الجريمة المنظمة العابرة للحدود والاستجابة للأزمات والإنذار المبكر.
كما ناقش الوزراء مقترحا بعقد قمة عربية أوروبية مشتركة دورية وذلك على غرار القمم التي يعقدها الجانب الأوروبي مع التكتلات الإقليمية الأخرى، حيث يتضمن مشروع الإعلان المشترك الذي سيصدر عن وزراء خارجية الدول العربية ونظرائهم في الاتحاد الأوروبي مقترحا عربيا، بعقد قمة عربية أوروبية دورية لمناقشة التحديات التي تواجه المنطقتين.
من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط عن تطلعه لترسيخ التعاون العربي الأوروبي بعقد قمة عربية أوروبية بشكل دوري للارتقاء بالعلاقات المشتركة لأعلى المستويات وكذلك عقد اجتماعات دورية بين الجانبين على مستوى كبار المسؤولين لتحديد الأولويات ووضع الآليات اللازمة لتعزيز مجالات التعاون بين الجانبين وتفعيل العمل المشترك.
من جانبه أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي رئيس الجانب العربي في كلمة له خلال افتتاح أعمال الجلسة المشتركة لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوربي، اهمية تعزيز الحوار العربي الأوروبي باعتبارهما يشكلان فضاء كبيرا واحدا، آخذين في الاعتبار العمق الحضاري والمصير المشترك وذلك لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الجميع. وشدد الجينهاوي على ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف التعاون في ظل الأوضاع الدقيقة الإقليمية والدولية.
وثمن مجددا الخطوة التي تم انجازها بانتظام الاجتماعات بين الجانبين على كافة المستويات، مشيرا إلى أن اقتراح عقد قمة عربية أوروبية يعطي زخما اكبر للعلاقات والشراكة بين الجانبين. وأكد الجينهاوي أيضا أهمية تطوير الحوار بين الجانبين وإقامة شراكة متوازنة باعتباره عاملا بالغ الأهمية لدفع مجالات التعاون بينهم. وطالب بإحداث نقلة نوعية لهذه الشراكة وذلك للاستجابة لتطلعات شعوب المنطقتين وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار للمنطقتين.
من جانبها، أعربت فيدريكا موجريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي عن بالغ حزنها لسقوط ضحايا وأبرياء جراء العمليات الإرهابية في الأردن ومصر وبرلين وحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، مشددة على أن هذا يضفي مزيدا من الأهمية على اجتماع اليوم لبحث كيفية مواجهة الإرهاب والعنف الذي يضر بالمدنيين.
وقالت في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع إن ما يحدث أيضا في سوريا وليبيا واليمن له تأثير مباشر على دول أوروبا مما يؤكد ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا في حفظ الأمن في العالم العربي. ودعت موجريني إلى ضرورة السعي للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين لمستوى أعلى وزيادة التعاون المنشود في كافة القضايا وخاصة الهجرة غير الشرعية.
وعلى صعيد الأزمة السورية دعت موجريني إلى ضرورة وضع حد للحرب في سوريا من خلال مرحلة انتقالية بمشاركة مختلف القوى، ووقف الحرب بالوكالة الدائرة هناك، وشددت موجريني على انه لا يمكن حل الأزمة حلا عسكريا ولا يمكن أن تظل سوريا بؤرة يعاني منها الجميع، كما دعت إلى ضرورة السعي لتعمير سوريا بمشاركة العالم العربي. كما دعت أيضا إلى ضرورة وقف الحرب في اليمن باعتباره أمرا حيويا وجوهريا.
كما دعت إلى ضرورة السعي لإنهاء كافة الأزمات القائمة والتعاون والتوصل إلى هذه الغايات والحفاظ على وحدة البلدان ومواجهة الإرهاب وإيقاف نهب الثروات في سوريا وغيرها.
وحول القضية الفلسطينية طالبت بضرورة التكاتف من اجل الوصول لحل للنزاع فهو ليس مستعصيا على الحل خاصة مبادرة السلام العربية تتضمن عناصر أساسية لتسوية الصراع مع ضرورة الإبقاء على حل الدولتين، معربة عن استعدادها لدعم جهود السلام.
المريخي يبحث مع وزيري خارجية مالطا والبرتغال تطوير العلاقات
اجتمع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، مع سعادة الدكتور جورج فيلا وزير خارجية جمهورية مالطا، وذلك على هامش الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي. جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز آفاق التعاون، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك. كما اجتمع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، مع سعادة السيدة تريزا ربيريو وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والتعاون بالجمهورية البرتغالية، وذلك على هامش الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي. جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز آفاق التعاون، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك.