القحطاني.. مر من هنا.. وهو موجود هنا!

وكالات – بزنس كلاس:

في فضيحة جديدة للمملكة كشفت مصادر مطلعة، كذب السلطات السعودية بشأن توقيف وزير الذباب الالكتروني والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني وإخضاعه للتحقيق لدوره في قتل الكاتب جمال خاشقجي، حيث لا يزال يمارس عمله بشكل اعتيادي، ويؤدي كل مهامه القديمة، بعيداً عن الكاميرات وبشكل غير معلن، من قلب فيلا خاصة بحي السفارات في شمال غرب الرياض.

وبخلاف ما أعلنت عنه النيابة العامة السعودية، التي أكدت أنّه قيد الاحتجاز والتحقيق، في محاولة منها لصرف أنظار الرأي العام العالمي عن قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، أكدت مصادر لـ”رويترز” أن القحطاني وهو الذراع الأيمن لولي العهد محمد بن سلمان، بحكم ارتباط الاثنين بصداقة طويلة منذ الطفولة، لا يزال حراً طليقاً.

وبحسب المعلومات الجديدة فإن القحطاني ومن خلف الستار لا يزال يمارس عمله نظراً لحساسية الوضع الحالي المحيط بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يمر بأسوأ أيامه منذ وصوله لمنصب ولي العهد على الصعيد الدولي، كما لا يزال بمثابة الناصح الأمين والأب الروحي والصديق المخلص لمحمد بن سلمان.

وعبر مجموعة سرية صغيرة، ومن قلب فيلا خاصة في الحي الدبلوماسي (حي السفارات) شمال غرب الرياض، يتواصل القحطاني في إدارة ملفات المعارضين السعوديين، وذلك رغم تأكيدات من النيابة العامة السعودية، بتورّطه في جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، الشهر الماضي.

من جانبه أكد رجل الأعمال الكندي من أصل سعودي آلان بندر، أن القحطاني لا يزال يتمتع بجميع امتيازاته، ويمارس وظيفته المعتادة سراً من فيلته الخاصة، كما أنَّ تحت تصرفه “أكثر من مبنى يتنقل ويتحرك بها لتنفيذ أعماله ومهامه الخاصة”، بحسب موقع “عربي بوست”.

وأشار بندر إلى أن القحطاني يسعى بشكل كبير إلى عدم الظهور بشكل علني مع محمد بن سلمان، ويحرص على عدم الاجتماع الشخصي والمباشر به حتى لا يلفت الأنظار، منوهاً إلى أنَّ الطرفين يتواصلان فيما بينهما من خلال خط آمن، لضمان عدم اعتراض الاتصالات من قبل أي من الجهات الأمنية أو الاستخبارية الخارجية.

وأشار بندر إلى أن الطرفين على تواصل يومي، مشدداً على أن القحطاني لا يزال يتمتع بجميع امتيازاته، ولديه 4 مرافقين، وحراس شخصيون يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى محمد بن سلمان، وأضاف آلان: “سعود القحطاني يدير وظيفته سراً بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان، وقام بهذا الصدد برحلة خاصة إلى أبوظبي قبل بضعة أيام لعقد اجتماع عاجل، وعاد إلى الرياض بشكل هادئ بعد الاجتماع”.

وأشار رجل الأعمال الكندي من أصل سعودي إلى أنَّ اللقاء عُقد داخل مبنى أمن الدولة في أبوظبي، وبتنسيق مع مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لشؤون الإعلام والثقافة خلف المزروعي، وذلك لبحث آخر التطورات المتعلقة والمرتبطة بقضية وتبعاتها على المستوى المحلي والدولي.

من ناحيته أوضح مصدر خاص، رفض الكشف عن اسمه، أن القحطاني لا يزال الذراع اليمنى لولي العهد السعودي، رغم تصاعد الضغوطات عليه في الفترة الأخيرة، وشدد المصدر على أنَّ محمد بن سلمان لا يمكنه الاستغناء عن خدمات القحطاني، نظراً لأنّه كان يرافقه في كثير من الملفات المهمة التي تخص السعودية، كالحرب على اليمن، وحصار قطر، وما يتعلق بسجناء ومعتقلي الرأي، إضافة إلى الملف السوري الذي سحب مؤخراً من السعودية.

وبحسب المصدر فإن القحطاني يعد الحارس الأمين المؤتمن على مصلحة ومستقبل محمد بن سلمان، فالاثنان تربطهما صداقة قوية وحميمة، حتى بعد الإعلان الرسمي عن إنهاء خدماته، لكن القحطاني يبقى بمثابة الظل الذي يرافق ويلاحق محمد بن سلمان، حتى آخر رمق طيلة فترة حياته وحكمه السياسي، وكأنّ مصيره وروحه باتا معلقين به.

وكانت وكالة رويترز للأنباء كشفت، الخميس الماضي، أن سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، لا يزال حرا طليقا يمارس عمله بشكل سري، رغم أن النيابة العامة السعودية قالت الخميس إنه تم منعه من السفر، أنه رهن التحقيق لدوره البارز في جريمة قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، وقالت الوكالة إن 4 مصادر من منطقة الخليج أبلغوها أن القحطاني ما زال حرا طليقا، ويواصل عمله بشكل سري.

السابق
سمو الأمير في زيارة رسمية لكرواتيا ثم إيطاليا
التالي
رأس جمال خاشقجي موجود في هذا المكان