القافلة تسير و…. قطار مونديال 2022 انطلق

الدوحة – بزنس كلاس:

في لغة الواقع، الأفعال هي من تتحدث بصوت أعلى وأوضح بكثير من الجعجعة الفارغة التي اشتهرت بها دول الحصار والتي ناصبت الدوحة العداء منذ اللحظة الأولى لاختيار دولة قطر من أجل استضافة مونديال 2022.

فمنذ حصول دولة قطر على الاستحقاق التاريخي في استضافة المونديال 2 ديسمبر 2010، انطلقت بعض الأذرع الإعلامية الممولة من دول الجوار، في نشر الأكاذيب والشائعات ضمن حملات مسعورة من الافتراء والتشكيك في قدرة قطر على استضافة المونديال، وهو ما يدحضه الواقع، فمشاريع كأس العالم تسير بوتيرة أسرع مما هو مقرر لها.

ومع بدأ الحصار الغاشم على قطر والذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر في السادس من يونيو 2017، عادت الحملات المغرضة بقوة لتوضح نوايا بعض الجيران بضرب أحقية دولة قطر في هذه الاستضافة التاريخية لتظهر الصورة جلية بعد سنوات من المؤامرات الخفية عبر شراء ذمم بعض الإعلاميين وحثهم على بث الشائعات من جديد.

وعاد إعلام دول الحصار الاصفر لإكمال المهمة التي اطلقها منذ سنوات ليتخذ “مونديال قطر” مادة دسمة في تحقيقاته المشبوهة وتقاريره المسمومة ضاربا عرض الحائط بكل المبادى وقوة الرياضة ودورها الحيوي الهام في إيجاد حلول للمشكلات وإرساء قواعد السلام الدائم حول العالم.

وفي الوقت الحالي تشن الصحف الإماراتية حملات تشويه على مونديال قطر 2022، مصيرها الفشل كسابقاتها، إلا أن قطر ومنذ البداية اختارت مواصلة المسيرة نحو استضافة “مونديال العرب” دون الالتفات الى الوراء، معتزة بأصولها المتجذرة وتاريخها وتراثها، حاملة شعار “مطوعين الصعايب” لتسير بخطى ثابتة يحدوها الأمل في مفاجأة العالم باستضافة مذهلة ومميزة من كأس العالم بعد 4 سنوات من الآن.

واليوم أصبح المونديال أقرب إلى الحقيقة بعدما اتضحت معالمه عبر شبكات الطرقات والجسور والملاعب والفنادق وغيرها من المنشآت التي أصبحت ظاهرة للعيان وهو ما جعل العالم يتحدث عن قدرة قطر على تحقيق التزاماتها قبل موعد انطلاق كأس العام القادمة في قطر 2022، سواء فيما يخص البنى التحتية من الاستادات والطرق والفنادق، أو فيما يخص التشريعات والقوانين المنوطة بحقوق العمال والوافدين إلى دولة قطر على حد السواء.

وتقوم اللجنة العليا للمشاريع والإرث والمنوط بها جميع الاستعدادات لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، في الوقت الحالي ببناء 7 استادات استعداداً لاستضافة مباريات المونديال، كما تمت إعادة تطوير استاد خليفة الدولي الذي تم افتتاحه في 19 مايو 2017، ليكون أول الاستادات جاهزية لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وسيتم الانتهاء من الأعمال الرئيسية في جميع الاستادات قبل موعد انطلاق البطولة بسنتين.

جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أشاد أواخر أكتوبر الماضي خلال زيارته الأخيرة للدوحة، بالتقدم الملحوظ الذي تشهده أعمال البنية التحتية في دولة قطر خاصة التي تتعلق باستضافة نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، واصفاً مونديال قطر بالفرصة الفريدة التي ستتيح أمام مشجعي وعشاق كرة القدم تجربة ثقافية مميزة خلال تواجدهم في قطر لحضور مباريات البطولة.

ولاقت زيارة انفانتنيو صدى واسعا في العالم اجمع لاسيما انه لا حديث حاليا بين عشاق ومسئولي الساحرة المستديرة منذ ختام مونديال روسيا 2018 سوى عن مونديال قطر في 2022، وجاءت ردود الفعل العالمية كلها ايجابية ومؤكدة على ان قطر جاهزة بالفعل وفي الموعد المحدد لاستضافة واحدة من افضل نسخ كأس العالم وهي الاولي في تاريخ الشرق الاوسط.

وقد ركز الموقع الرسمي لـ”فيفا” على تصريحات انفانتينو وأكد الموقع علي سرعة تطور العمل في كل المجالات المتعلقة بالمونديال داخل قطر، وقال الموقع إن انفانتينو استمتع بتجربة مترو الدوحة خلال زيارته الاخيرة الى قطر وألقى الضوء على اشادة رئيس الفيفا.

بدوره أكد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، على دور بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 في توحيد شعوب المنطقة، وتبديد الصور النمطية السلبية عنها، بالإضافة إلى تعزيز التفاهم والتسامح الثقافي، ودفع عجلة الحراك الاقتصادي والاجتماعي نحو الأمام.

وقال الذوادي مؤخراً: “ينبغي أن تكون الرياضة صناعة متكاملة ومحركاً فعالاً لتحقيق نمو اقتصادي وإتاحة فرص عمل، وتهدف مبادراتنا في مجال الإرث إلى تمكين الأفراد وتزويدهم بمهارات هامة تُسهم في تعزيز الحراك الاقتصادي في المنطقة”.

وفيما يتعلق بجهود اللجنة العليا في رعاية العمال، صرح الذوادي: “أرى بأن جهودنا في تعزيز رعاية العمال تجسد أحد جوانب الإرث الذي تتطلع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 لتركه بعد إسدال الستار عليها، وفي هذا الصدد، يمكننا القول بأننا نجحنا في إحراز تقدم ملحوظ دفع النقاد إلى الإشادة به، ما زال المشوار أمامنا طويلاً، إلا أننا ملتزمون بالمضي قدماً نحو الأمام لتحقيق مزيد من الإنجازات”.

وستنطلق بطولة كأس العالم 2022 يوم الإثنين، الموافق 21 نوفمبر، وستنظم على مدار 28 يوماً، وستجري المباراة النهائية في 18 ديسمبر 2022، بالتزامن مع اليوم الوطني لدولة قطر، وسيتمكن أكثر من 3 مليارات مشجع في آسيا وأوروبا من مشاهدة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، نظراً لنقلها في مواعيد مناسبة لمعظم دول العالم.

السابق
لغة الأرقام والواقعية.. موانئ قطر تصفع أوهام المحاصرين وأحلامهم
التالي
أكثر من 700 مليون دولار قيمة المنح القطرية لدعم قطاع غزة