الكويت – وكالات – بزنس كلاس:
يستهل المنتخب القطري الأول لكرة القدم مشوار الدفاع عن لقبه في كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 23) بمواجهة يتوقع أن تكون سهلة أمام اليمن اليوم في المجموعة الثانية، وسيلعب العراق ضد البحرين في المجموعة ذاتها. ونالت قطر اللقب الأخير في 2014 بعدما تغلبت (2-1) على السعودية في النهائي وكان من المفترض أن تدافع عن لقبها على أرضها بعدما تم نقل البطولة إليها من الكويت بسبب إيقاف الأخيرة.
لكن بعد رفع الاتحاد الدولي (الفيفا) الإيقاف عن الكويت وافقت قطر على إعادة استضافة البطولة إليها لتضع حدا للتكهنات حول إقامة المسابقة. ويحظى العنابي باليد العليا أمام منتخب اليمن، خليجيًا أو وديًا أو آسيويًا، فعلى مستوى بطولات الخليج، تواجه المنتخبان في خليجي 16 بالكويت، وفاز العنابي 3-0. وفي خليجي 19 بسلطنة عمان، انتصر المنتخب القطري 2-1، كما تغلب أيضًا على اليمن في أرضها، بنفس النتيجة، خلال خليجي 20. والتعادل الوحيد بين المنتخبين، تم تسجيله في خليجي 22، بالرياض، أما في تصفيات آسيا، عام 2015، فقد فازت قطر بالدوحة 6-0، وباليمن 4-1.
من جانبه، أكد الإسباني فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري الأول لكرة القدم أن فريقه لديه الرغبة القوية للظهور بأفضل صورة ممكنة في بطولة كأس الخليج الحالية (خليجي 23 ) المقامة حاليا بالكويت عند ملاقاة اليمن في الجولة الافتتاحية للمجموعة الثانية والمقررة اليوم السبت على ملعب استاد الكويت. وقال سانشيز في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس قبل انطلاق المواجهة، نحن سعداء للغاية بالمشاركة في البطولة. سنبدأ مشوارنا الطموح فيها أمام اليمن وسط رغبة قوية في تقديم مباراة جيدة وحصد النقاط الثلاث كاملة… مهمة الدفاع عن اللقب ليست سهلة، ولكننا بالطبع سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تنفيذ تلك المهة على أكمل وجه.
وأضاف مدرب العنابي، سنتعامل مع كل مباراة على حدة وسنسير خطوة بخطوة في مشوار البطولة، المنافسة لن تكون سهلة في ظل رغبة الكثير من المنتخبات المشاركة في الظفر باللقب الغالي على قلوب الشعوب الخليجية. وأوضح أن اللاعبين في المنتخب القطري لديهم الطموح والرغبة في إظهار إمكانياتهم وقدراتهم في هذه البطولة، جميع اللاعبين الموجودين في القائمة جاهزون لتقديم أفضل ما لديهم خلال البطولة من الناحية الفنية والبدنية والنفسية أيضا”.
ويحتل العنابي المركز 102 عالميا، في آخر تصنيف للفيفا، بينما يأتي المنتخب اليمني في المركز 120. ومن العوامل المؤثرة أيضًا، فارق الإعداد بين المنتخبين، والمباريات التحضيرية التي لعبها كل منهما، قبل خليجي 23…فقد واجه العنابي، التشيك وآيسلندا وليختنشتاين، بالإضافة إلى المباريات التي خاضها الأولمبي القطري، الذي يتواجد نصف لاعبيه مع الفريق الأول. في المقابل، لعب منتخب اليمن ودية وحيدة، مع عمان، يوم 15 من الشهر الجاري، وخسرها بهدف دون رد.
يدخل منتخب قطر لكرة القدم التحدي في خليجي 23 بتشكيلة تضم مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب الصاعدين الذين قدموا مستويات فنية جيدة مع أنديتهم في بطولة الدوري القطري. ويعود السبب في ذلك إلى رغبة الجهاز الفني في إحداث عملية التجديد بصورة سريعة بما يلبي الطموحات خلال المرحلة المقبلة التي سوف تشهد مشاركة العنابي في البطولة الآسيوية بالإمارات عام 2019.
ويسعى الجهاز الفني بقيادة الإسباني فيليكس سانشيز لإكساب هؤلاء اللاعبين الصاعدين الخبرات التي تؤهلهم ليكونوا مع المنتخب القطري في مونديال 2022 المقرر إقامته في الدوحة. واعتاد منتخب قطر في السنوات الأخيرة على مجموعة من اللاعبين من كبار السن للمشاركة معه في الخليجية مثل خلفان إبراهيم خلفان أفضل لاعب في آسيا عام 2006 والهداف سبستيان سوريا لاعب الريان وكذلك زميله رودريجو تباتا اللذين شاركا في تصفيات المونديال الأخيرة والتي فشل العنابي في التأهل من خلالها.
ونفس الأمر ينطبق على اللاعب محمد كسولا الذي اعتاد أن يلعب في هذه البطولات وأصبح هؤلاء اللاعبون أبرز النجوم الغائبين عن العنابي في خليجي 23. وفي المقابل سيكون الرهان عند المنتخب القطري على اللاعبين الشباب وفي مقدمتهم الثنائي المعز علي وأكرم عفيف رأسي الحربة في العنابي خلال البطولة. ويعول المدرب سانشيز على اللاعبين في البطولة لصناعة الفارق وجعل العنابي في قلب المنافسة في البطولة الخليجية …وفي نفس الوقت سيكون العبء الأكبر على اللاعبين أصحاب الخبرات في العنابي مثل حسن الهيدوس وكريم بوضياف وخوخي بوعلام الذين يمثلون القوة الضاربة للمنتخب القطري في البطولة.
الحقيقة ان هذه الاختيارات من جانب المدرب الإسباني فيليكس سانشيز تلقى قبولا كبيرا من جانب الشارع الرياضي القطري لاسيما وأن الجميع وصل لمرحلة قناعة بأن الجيل الشاب لابد له من الحصول على الفرصة وهو ما يسعى الجهاز الفني لإحداثه في خليجي 23 .
وبعودة سريعة الى تاريخ ليس ببعيد وبالتحديد قبل انطلاق خليجي 22 بالسعودية في نوفمبر عام 2014، لم يكن منتخب قطر مرشحًا للفوز باللقب، حيث أن الظروف والأجواء قبل البطولة تؤكد ذلك. قبل هذه البطولة، تم إسناد المهمة لمدرب جديد، هو الجزائري جمال بلماضي مدرب فريق الدحيل، والاعتماد على عدد من العناصر الجديدة، التي تلعب لأول مرة مع العنابي في بطولات الخليج مثل كريم بوضياف وخوخي بوعلام وبيدرو ميجويل وغيرهم من اللاعبين.
ونجح هؤلاء اللاعبون في قلب التوقعات والفوز بلقب البطولة، رغم أن نتائج المنتخب في الدور الأول منها لم تكن على مستوى الطموحات، حيث تعادلت مع السعودية بنتيجة 1 / 1، ثم مع اليمن والبحرين سلبيًا، وتأهلت للدور نصف النهائي، ولعبت مع عمان وفازت 3 / 1، وفي النهائي فازت على السعودية 2 / 1، أي أن البطولة بدأت فعليًا مع قطر في آخر مرحلتين، بعد اكتساب اللاعبين للتجانس والخبرة المطلوبة في كأس الخليج.
وتتكرر نفس الظروف قبل خليجي 23 في الكويت، حيث إسناد المهمة للمدرب الإسباني فيليكس سانشيز بدلًا من الأورجوياني خورخي فوساتي بصورة مؤقتة، وتم الاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يشاركون لأول مرة مع عدد من عناصر الخبرة.
الحقيقة أن في بطولات الخليج كل شيء مختلف، ليس الظروف فقط، حيث أنها لا تعتمد على أي معايير ومثلا منتخب يكون مرشحًا من قبل الجميع للفوز باللقب، نظرًا لنتائجه المتميزة قبل البطولة، ويخرج من الدور الأول، والعكس منتخب آخر يكون غير مرشح ونتائجه سيئة قبل البطولة ويعود باللقب.