العلاقات العامة حقل شديد الخصوصية والعصب الحساس في مسيرة النجاح والتميز

استبدلتْ شرايين العمل السياحي دون جراحة وضخّتْ فيها دماءً اقتصادية نقية ومتجددة

هيا السماعين رئيسة قسم التسويق  بفندق الشيراتون في حديث خاص لـ”بزنس كلاس”:

أثبتُّ بالدليل أن الخبرة لا ترتبط بالسن بل بهواجس الإبداع

الفكرة الشابة تطمس ملامح الشيخوخة وتعيد تحديث الإصدار الاقتصادي

أساس التطور يعتمد على قراءة بعيدة لما وراء سطور الحداثة

علاقتي بـ “شيراتون” تمتد من الدوحة إلى كندا

التسويق عملية معقدة تعتمد على المنهج الأكاديمي المتخصص

أناقة الشكل تدل على أناقة المضمون والعكس صحيح أيضاً

الصبر والإرادة والقيادة مواصفات أساسية في حقل العلاقات العامة والإيمان بالعمل عنصر حاسم ومرجح

الطفل جوهر الرهان في مجال المسؤولية الاجتماعية

بزنس كلاس – ميادة ابو خالد

فضلاً عن أناقتها اللافتة، وقدرتها على الجاذبية من خلال المظهر الخارجي، فإن غنى المضمون والوعي العميق بالتخصص ومتطلبات هذا النوع من العمل، يدفعك للإحساس بأنك في مواجهة بحر من المعرفة التخصصية ونهر من الأفكار المتدفقة والطازجة القادرة على تحويل اللحظة الزمنية إلى فعل شديد الأثر..

إنها ضيفة هذا العدد من المجلة، الضيفة الاستثنائية هيا السماعين رئيسة قسم التسويق لفندق شيراتون، والتي اقتطعت جزءاً من وقتها المزدحم لتتحدث للمجلة عن الكثير من أسباب النجاح، سواء على المستوى الشخصي أو مستوى فريق العمل وفي المجال الاحترافي بشكل عام.

من كندا إلى الدوحة، تحمل هيا السماعين”شيراتون” بكل ما فيه من تألق وشهرة وتميز بين جوانحها وتحلق به عالياً من خلال مشاريع طازجة وأفكار متميزة في مجال عملها “العلاقات العامة والتسويق” وهو التخصص الأكثر حساسية وأهمية في مثل هذا النوع من المشاريع السياحية، وتستطيع بأفكارها المتجددة دائماً أن تحافظ على بريق الاسم والامتياز وترسخهما في الذاكرة، بل وتحتفظ دائماً بالمفاجآت المتتابعة بلا نهاية.

وإذ يبدو الحديث مع السماعين شيقاً، فإنه أيضاً من الوزن الثقيل والعميق، فهو وصفة سحرية للمحافظة على النجاح والتميز وردف التخصص بأفكار مبتكرة وأصيلة.

هنا نص الحوار..

علاقتك بهذا التخصص قديمة وربما منذ نعومة أظفارك كما فهمت من مجريات الحوار، هل لك أن تطلعينا على البدايات؟

انا من مواليد الأردن ترعرعت فى قطر وعشت فيها خمسة عشر عاما قبل ان انتقل مع عائلتي الى كندا، واثناء هذه الفترة كان لدى عائلتي عضوية في فندق شيراتون جراند الدوحة ومن خلالها تربيت على اجواء الضيافة والفندقة، هذه الاجواء كان لها اثر كبير لدي لذلك قررت ان ادرس السياحة وتخصصت في مجال التسويق.

اثناء فترة دراستي في كندا عملت في مجال الضيافة حينها كان عمري 16 سنة. وفي 2011 عملت في فندق ماريوت عمان في مجال التسويق ومنة انتقلت للعمل بأبوظبى الى ان حصلت على الفرصة التي انتظرها وهي العمل في فندق شيراتون الدوحة مكاني المفضل فهنا لي ذكريات الطفولة.

اناقتك ملفتة للانتباه، هل تجدين ان الاناقة الشخصية لموظف العلاقات العامة مرآة للفندق؟

طبعاً، الاناقة دليل على الذوق العالي الذي يتمتع به موظف العلاقات العامة، فمن خلاله تصدر كافة الانشطة التي يقوم بها الفندق. فالأناقة تخلق نوعا من الابتكار والابداع وهذا ما يحتاج اليه قطاع الفندقة لانه قطاع حساس ويتعامل بشكل مباشر مع الضيف، ونجاح اي منشأة في قطاع الفندقة يعتمد على الذوق في تقديم كل شيء.

بناء على خبرتك الطويلة و تجاربك الناجحة، ماهو معيار النجاح لموظفي العلاقات العامة برأيك؟

هناك عدة معايير يجب توافرها لدى موظفى العلاقات العامة وهي الصبر والارادة والقيادة، اضافة الى شيء هام وهو الايمان الكامل بالعمل الذي يقوم به.

منذ 3 سنوات عندما تم تعييني لمنصب رئيسة قسم التسويق  في فندق الشيراتون كنت بعمر 26 ، فأنا اعد صغيرة بالنسبة لهكذا منصب، خاصة وان زملائي في العمل كانوا أكبر منى سنا، بالتالي المنافسة كانت اقوى كون دائما ما يكون صغر السن يعني عدم وجود خبرة كافية، فكان علي ان اثبت قدرتي على النجاح في العمل حتى انني استطعت ان اغير المفهوم الذي يعتبر السن مقياس النجاح.

وايضا من الاشياء التي ساعدتني على النجاح هو ان فريق العمل في فندق الشيراتون متفهم جدا فنحن نعمل هنا كعائلة واحدة وهدفنا واحد، على سبيل المثال عندما اذهب الى مدير الفندق لاعرض عليه فكرة معينة يتحمس معي للفكرة ونبدأ العمل عليها فورا.

بات من المعروف أن تخصص العلاقات العامة يحتاج إلى الكثير من الدراسة الأكاديمية فضلاً عن الخبرات والمهارات الخاصة، إلى درجة تساهم العلاقات العامة في نجاح عمل الفندق؟

ان نجاح العمل في قطاعات الفندقة والضيافة يعتمد اعتمادا كبيرا على نشاط وفاعلية العلاقات العامة في هذا القطاع، وتعتبر قطر من الدول التي تشكل فيها دائرة العلاقات العامة في قطاع الضيافة دورا بارزا لاسيما في علاقات تلك الجهات بوسائل الإعلام المحلية والعالمية  ويبرز دور العلاقات العامة في  توليد الوعي للعلامة التجارية للفندق، وخلق الأحداث ذات القيمة بالنسبة للضيوف.

وايضا من اهم الصفات التي تميز مسؤول العلاقات العامة والتسويق هي كيفية تعامله مع الاخرين اضافة الى تحمله لضغط العمل وان يكون على استعداد لتوفير المعلومات المتاحة عن الجهة التي ينتمي اليها لوسائل الاعلام المختلفة وللعملاء، وفشل العلاقات العامة او عدم تحديد مهامها بصورة واضحة يجعل عملها بلا فائدة.

ماذا قدمتِ للفندق خلال السنوات الثلاثة الماضية؟

ضمن نطاق المسؤولية الاجتماعية، كان هناك الكثير من الانشطة الخيرية  ، كل عام نقوم بانشطة مختلفة

حيث سعدنا في هذا العام في منح شعاع أمل لفئة من المحتاجين من خلال توحيد جهودنا مع الجمعية القطرية لمكافحة السرطان في تنظيم فاعلية “معاً كشخص واحد” .وايضا منذ عامين تم اطلاق مشروع شيراتون جراند وكان من المشاريع الكبيرة التي عملنا عليها، وقمنا بتنظيم وأستضافة العديد من الفاعليات كفاعليات التذوق بالتنظيم مع قسم الأغذية والمشروبات بالاضافة الى ذلك افتتحنا اواخر العام السابق لاليجا لاونج الأول فى العالم حيث استغرق الكثير من الوقت الجهد والعمل والذى يعتبر أول مطعم فى قطر متخصص بعرض مباريات كرة القدم ويأتى هذا اللاونج دعماً لجهود قطر فى استضافة بطولة كاس العالم لكرة القدم المنتظر فى 2022.

وايضا من الافكار التي عملت بها مؤخرا وكانت مميزة جدا اننا استضفنا عددا من السيدات اللواتي يعملن في مجال الازياء والتجميل، واعددنا لهن برنامجا مشوقا للاستمتاع بكافة مرافق الفندق فهذه الفكرة لم تكن موجودة سابقا في قطر.

عملنا الدؤوب جعلنا نحصل على جوائز كثيرة منها جائزة

World Luxury Hotel Award 2017

كافضل منتجع شاطئي، وأفضل تصميم هندسي راق

كما حصلنا على جائزة

World Travel Awards 2017

كأفضل فندق رائد فى تنظيم المؤتمرات فى قطر

 

بمن تستعينين لخلق افكار جديدة دائما؟

المنافسة بين فنادق الدوحة تجعلني دائمة التفكير لفعل اشياء مبتكرة وجديدة، دائما أقول لنفسي ما هو التالي؟ ما الجديد الذي سأقوم به؟

فكرة I LOVE DOHA  هذه واحدة من الأفكار التي خطرت لي وعندما عرضتها على المدير العام وافق على الفور وكانت الخطة ان اضعها في الحديقة ولكن لبرودة الطقس وضعناها في بهو الفندق.

الآن لدينا على حساب الانستجرام 10 آلاف متابع كلهم متابعون حقيقيون، (فالكثير من الفنادق تشتري متابعين على حساباتهم)، لذلك قررت ان اقدم لمتابعينا على الانسنجرام صور بطريقة مشوقة، كل صورة تروي قصة، وكل صورة تعبر عن شيء ما، اردت من هذه الفكرة ان اقدم خدمات الفندق بطريقة غير اعتيادية. تجذب الزائرين والنزلاء بطريقة لطيفة فالصور بمثابة دعوة غير مباشرة لهم.

هل لديك مشاركات في المعارض الخارجية؟

نحن نشارك بكافة المعارض التي تقام خارج قطر مع الهيئة العامة للسياحة، لكن الجهة المسؤولة عن هذه المعارض هي قسم المبيعات، لكنني ذهبت الى WTM  الذي اقيم في لندن للترويج عن الفندق لان وجود العلاقات العامة بهذه المعارض هام جدا فنحن نلتقي بالعديد من الوسائل الاعلامية ومندوبين من شركات سياحية مختلفة، بالتالي سيكون وجودي ضروريا.

ما هي خططك لعام 2018؟

دائما هناك خطط وافكار جديدة وسيتم التركيز في هذا العام على تجهيز وبناء بروفايل الفندق على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير ممن يتابعون هذه المنصة ويرغبون ان يعرفوا ما جديد الفندق عن طريق التواصل الاجتماعي، وايضا العمل على المسؤولية الاجتماعية مع الأطفال بشكل أكبر، اضافة الى تقديم دعم اكبر للمطاعم ودائما سيكون هناك خطط مبتكرة جديدة.

 

 

 

السابق
سوق “واقف” مساهم أصيل في مصادر الدخل ومصادر المعرفة
التالي
السياحة الترفيهية ركن أساسي شبه مفقود في قاموس السياحة القطرية وجاري البحث عن التمكين