الطاقة الشمسية استثمار قطر الأكثر إشراقاً

التكلفة مرتفعة والمعدات باهظة التكاليف والقرار تم اتخاذه

الإعلان عن أول محطة خلال العام الحالي وجاري التحضير لأوامر التشغيل

الكهرباء تشرق ليلاً وشتاء والحداثة صورة قطر المضيئة

بزنس كلاس – اسلام شاكر

يبلغ متوسط الإشراق اليومي للشمس في دولة قطر، بحسب دراسات محلية تؤكدها أخرى دولية من مؤسسات طاقة مرموقة، نحو تسع ساعات ونصف الساعة مصحوبا أحياناً بغطاء متدنّ من السحب، الأمر الذي يجعل قطر مكاناً مثالياً لإنتاج الطاقة الشمسية ورفع نسبة الاعتماد على بدائل الطاقة المتجددة من أجل الحفاظ على البيئة أولاً والمحافظة على احتياطيات قطر من الوقود الأحفوري بشكليه النفطي والغازي أطول فترة ممكنة بحيث تستفيد منه الأجيال القادمة كما اشار حضرة صاحب السمو في خطابه المتلفز الأخير.

ورغم أن تكلفة إقامة مثل هذه المشاريع كما يوضح مدراء تنفيذيون في الشركات القطرية المختصة تكون مرتفعة خصوصاً لجهة المعدات التكنولوجية المتقدمة التي تكلف كثيراً، لكنه ثمن مقبول أو استثمار رابح على المدى الطويل وتحديداً في الفترة الحالية بعد انخفاض تكلفة الإنتاج التي تقدر بنسبة تزيد على 75% مقارنة بأسعارها قبل ثلاث.

عندما تتجه قطر لمزيد من الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة من أجل الوصول إلى إنتاج 30% من إجمالي الطاقة في البلاد  فهي لا تشذ عن القاعدة العالمية مع ارتفاع الاستثمارات عالمياً في هذا المجال حيث يقدر حجم الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بنحو 300 مليار دولار وفقا لأحدث الاحصاءات، بزيادة خمسة أضعاف عما كانت عليه في 2004، وفق تقرير أصدرته وكالة الطاقة المتجددة «آيرينا»، ومن المتوقع ارتفاع الاستثمارات لتبلغ نحو 900 مليار دولار سنوياً حتى 2030.

وتواصل قطر مسيرتها في صناعة الطاقة الشمسية، والتي تستخدم كطاقة بديلة لتقليل الاعتماد على الطاقة الهيدروكربونية، في حالات الطوارئ والطلب العالي على الكهرباء، وإمداد الطاقة لمنشآت وملاعب مونديال قطر 2022.

سراج للطاقة.. تكلفة أقل

وقد أطلقت قطر العام الحالي، شركة “سراج للطاقة” بهدف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتعود ملكية الشركة إلى كل من قطر للبترول وشركة الكهرباء والماء القطرية “كهرماء”، برأسمال أولي قدره 500 مليون دولار وبقدرة 1000 ميغاوات من الكهرباء، إذ يقوم المشروع على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بتكلفة أقل من استخدام الغاز والنفط.

وتتطلع “سراج” لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بتكلفة أقل من التكلفة الطبيعية والتي تتراوح ما بين 6 إلى 7 سنتات أميركية للكيلو واط من الكهرباء.

كهرماء.. تكنولوجيا متجددة

وتعتزم “كهرماء” من خلال قسم تكنولوجيات الطاقة المتجددة، استخدام تكنولوجيات الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحلية الماء تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، كما أن “كهرماء” بالتعاون مع لجنة المشـاريع والإرث ستنفذ مشـاريع للطاقة الشمسية لتوليد 100 ميغاوات لإمداد ملاعب المونديال بالكهرباء.

وبحسب المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء” كهرماء”، فإن المرحلة الأولى من مشروع إنشاء محطة “الدحيل” للطاقة الشمسية، شارفت على الانتهاء، وسينتج المشروع الذي تبلغ مساحته 100 ألف متر مربع، 10 ميغاوات من الطاقة خلال المرحلة الأولى، وتعتبر المحطة واحدة من المحطات التي تقوم بإنشائها “كهرماء” في مختلف أنحاء البلاد لتحقيق الهدف المتمثل بإنتاج 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية في السنوات الست القادمة، أي ما يكفي لتزويد 66 ألف منزل بالطاقة.

وأعلنت شركة الكهرباء والماء القطرية مؤخراً، عن تخصيص أرض لمشروع “الطاقة الشمسية” بمنطقة الخرسعة، الذي من المقرر أن تنتج المرحلة الأولى منه ما يقارب 500 إلى 1000 ميغاواط من الكهرباء، وتبلغ تكلفته نحو 500 مليون دولار لأول مرحلة كرأس مال مستثمر وذلك في حالة إنتاج 500 ميغاواط.

وكشف المدير العام والعضو المنتدب بشركة الكهرباء والماء القطرية، فهد حمد المهندي عن تأهيل الشركات المستثمرة في المشروع وستدخل فيه شركات عالمية أيضا، بما يدعم الاقتصاد القطري المعتمد على التنوع، معربا عن أمله في الانتهاء من المشروع في موعده المحدد ومتوقعا أن يكون إنتاج الـ500 ميغاواط في منتصف عام 2020.

جمعية المهندسين القطرية.. خيارات مفتوحة

يقول رئيس جمعية المهندسين القطرية، أحمد جاسم الجولو أنه لا تزال الطاقة المتجددة في مراحلها الأولى في دولة قطر، وكل خيارات الطاقة البديلة مفتوحة أمام الدوحة، لافتا إلى أن المناخ القطري لا تغيب عنه الشمس طوال العام، ما يجعل الطاقة الشمسية رخيصة التكاليف واستثمار رابح على المدى البعيد. وتحث جمعية المهندسين الاستثمارات القطرية بمجال الطاقة إلى التوجه نحو الطاقة المتجددة، في إطار البحث دوماً عن  مصادر الطاقة  النظيفة والمتجددة، وقليلة التكلفة، بما لذلك التوجه من فوائد بيئية إضافة للفائدة الاقتصادية، كتحسين نوعية الهواء وتخفيف انبعاثات الغازات الضارة بالغلاف الجوي، إلى جانب زيادة الأمن الغذائي والمائي، في الوقت الذي تحظى فيه البلاد بإمكانات طاقة شمسية هائلة.

أنظمة محدثة

من جانبه، قال رئيس رابطة المهندسين السوريين في قطر، ناجي العلي بأن الطاقة الشمسية تعتبر أحد أهم حلول الطاقة النظيفة البديلة على سطح الأرض حتى الآن، لكونها تساهم في توفير استهلاك الطاقة، وهي إحدى التقنيات التي تعمل دولة قطر على استخدامها حالياً، لافتاً إلى أن الحكومة القطرية بدأت فعلاً بالعمل على تطبيقها في إنارة الشوارع والحدائق العامة وتوليد الطاقة في الأبراج ذات المسطحات الزجاجية الكبيرة، و كذلك فِي أنظمة الري وتأمين الكهرباء اللازمة للمزارع النائية.

ومن الأمثلة البارزة على اتجاه قطر نحو تبني خيار الطاقة البديلة والتركيز على الطاقة الشمسية، قرار إدارة الحدائق العامة ممثلة في وزارة البلدية والبيئة مطلع عام 2016 بتعميم تجربة استخدام الطاقة الشمسية في إنارة شاطئ الوكرة للعائلات على كافة الحدائق والمتنزهات العامة في الدولة، ليدعم التوجهات الرسمية التي تهدف إلى خفض معدلات الهدر في استهلاك الكهرباء، والحفاظ على البيئة. ويعد تعميم تلك التجربة على الحدائق خطوة جيدة نحو وقف أو الحد من الهدر في استهلاك الطاقة الكهربائية. ومن المقرر أن تستفيد حدائق ومتنزهات كل من بلديات الدوحة والريان وأم صلال والخور والوكرة والظعاين والشمال، من القرار عقب دخوله حيز التنفيذ الفعلي.

ضرورات التنويع

من جانبه، أكد وزير الطاقة والصناعة الدكتور محمد بن صالح السادة خلال كلمته في منتدى دافوس مؤخراً، أن قطر تعتبر التنويع ضرورة، وبدأت رحلتها في الاستثمار بمجال الطاقة النظيفة والمتجددة كالطاقة الشمسية، حيث تعمل على تنويع اقتصادها وخدماتها، منوهاً بأن هناك العديد من مشاريع البنية التحتية تجري في الدولة في مسعى للمضي قدماً في هذا الاتجاه بشكل أكبر.

وأضاف أنه قبل 5 سنوات فان نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي كان من قطاع الهيدروكربون و40% من بقية القطاعات، والآن الأمر انقلب تماماً، فنحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي من القطاعات الأخرى، فيما يمثل قطاع الهيدروكربون نحو 30%، وما زال هذا المعدل في تزايد.

محطات قيد التشغيل

من ناحية أخرى قال رئيس المؤسّسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» المهندس عيسى بن هلال الكوارى إن تنفيذ خطط للاعتماد على الطاقة البديلة سيكون بالاعتماد على الطاقة الشمسية، مدللا على ذلك ببدء العمل على إنشاء أوّل محطة للطاقة الشمسية، ومنوهاً بطرح المشروع منتصف العام الحالي ليبدأ العمل في 2021.

وأكد المدير العام والعضو المنتدب لشركة الكهرباء والماء القطرية فهد بن حمد المهندي إنه تم تخصيص أرض لإقامة مشروع محطة الطاقة الشمسية لإنتاج من 500 إلى 700 ميجاوات من الكهرباء، وأنه سيتم منتصف العام الحالي 2018 طرح المناقصة لإنجاز مرحلته الأولى خلال 18 شهرا، ثم تشغيل المرحلة الأولى مع نهاية عام 2019، قبل الموعد المحدد، ومع منتصف عام 2020 ستعمل المحطة بكامل طاقتها.

وأضاف أن الاستثمار في الطاقة الشمسية من أهداف قطر فضلا عن أنه يكتسب أهمية عالمية، حيث باتت التكنولوجيا المتوفرة للاستفادة من هذا القطاع متوفرة وبأسعار مناسبة. وتبلغ كلفة المشروع 500 مليون دولار، بينما تبلغ القدرة الإنتاجية 1000 ميجا وات. كما تستهدف شركة نبراس للطاقة التابعة لشركة الكهرباء والماء القطرية أن تستحوذ الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة على 30% من إجمالي الطاقة المنتجة في قطر. وقال الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة المهندس خالد محمد جولو إن النسبة المستهدفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية حوالي 10% من إجمالي استثمارات نبراس للطاقة، وبدأت نبراس بالفعل استثماراتها في هذا القطاع حيث تأمل الوصول إلى نسبة 30% في أسرع وقت.

الإنتاج بالأرقام

وبلغ إنتاج شركة الكهرباء والماء القطرية وشركاتها التابعة، أكثر من 8600 ميغاواط من الكهرباء، وسيرتفع هذا الإنتاج إلى حوالي 11 ألف ميغاواط في النصف الأول من عام 2018، والشركة مستمرة في مواكبة الطلب المتنامي في قطاع الكهرباء والماء والعمل على تأمين الأمن المائي والكهربائي للدولة، وتوليد هذين العنصرين الأساسيين وفق أعلى المواصفات العالمية.

ويبلغ إنتاج مشاريع الشركة من المياه عالية الجودة 328 مليون غالون من المياه المحلاة يوميا، يتم ضخها في شبكة “كهرماء”، وسيصل إنتاج الشركة مع النصف الأول من عام 2018 إلى حوالي 530 مليون غالون من المياه مع دخول إنتاج محطة أم الحول لإنتاج الكهرباء والماء في الشبكة.

السابق
كهرماء تدشن “مشروع محطات شحن السيارات الكهربائية – المرحلة الأولى”
التالي
شركة ناقلات تحقق أرباحًا قدرها 847 مليون ريال قطري في عام 2017