الصين تتحرك بتجاه السوق القطري بعد الحصار

الدوحة – بزنس كلاس:

تؤكد الشركات الصينية عاماً تلو الآخر حرصها الدائم على صب تركيزها نحو السوق القطري، الذي تعتبره من أهم الأسواق العالمية بالنسبة لها، إذ يملك المقومات الكاملة التي تؤهله لذلك، ولم تُثنها الظروف الراهنة عن الاستمرار في مساعيها بالبحث عن موطئ قدم لها في الدوحة الغنية بالمشاريع الضخمة، لا سيما في مجالات البناء والإنشاءات وتلك المتعلقة بكأس العالم 2022، بالإضافة إلى المدن الذكية التي تعكف على إقامتها، حيث يرتفع الطلب على المنتجات ذات الصلة، بل زادتها تشبثاً وإصراراً بخوض غمار التجربة بسبب ثقتهم الكبيرة بنجاحها، حسب ما أفصح عنه مديرون في تلك الشركات.
ولفت هؤلاء إلى أن الحصار الجائر الذي فرضته 3 دول خليجية على قطر، كان له أثر إيجابي على صعيد الأعمال، حيث شكّل حافزاً لمختلف الشركات العالمية -وعلى رأسها الصينية- للاستحواذ على المكانة السوقية التي كانت تتربع عليها شركات الدول المحاصرة في السوق المحلي، حيث أثبتت المنتجات الصينية جودتها العالية على مستوى العالم، وتنافسها في كبريات الأسواق الأوروبية والأميركية؛ مما يعزز قدرتها على إثبات نفسها في السوق القطري الساعي دوماً إلى الأفضل، بالإضافة إلى أسعارها المنافسة بالنسبة لنظيراتها.
وشدد أولئك على عدم مواجهة الشركات الصينية لأي مشاكل أو عقبات خلال عمليات الشحن البحري نحو الدوحة بعد الحصار، مؤكدين أنها تسير بسلاسة متناهية. وقد ساهم افتتاح ميناء حمد في ذلك، بالإضافة إلى الجهود التي قامت بها الدولة، والدور الكبير الذي لعبته غرفة قطر في تسهيل العملية على الشركات المصدّرة من الصين والجهات المستوردة في الدولة نفسها.
عناصر جاذبة
في هذا السياق، قالت شوسي شون، من شركة جوانج للإنارة: «نقدّم مختلف أنواع الإضاءة من نوع (إل.إي.دي)، منها المخصصة للمراكز التجارية الكبيرة، والمستشفيات، والمكاتب، والبيوت أيضاً، والتي تجد رواجاً كبيراً في الصين. هذه المرة الأولى التي نقصد فيها الدوحة بهدف إيجاد موطئ قدم للشركة في سوقها الغني بالمشاريع الضخمة، لا سيما في مجالات البناء والإنشاءات، والتي تحتاج إلى منتجاتنا بطبيعة الحال».
وأكدت أن السوق القطري كان ولا زال من أكثر الأسواق جذباً للشركات الصينية، إذ يملك عدة مقومات تؤهله لذلك. وبالرغم من الحصار الذي قامت بفرضه دول خليجية على الدوحة، فإنه لم يقلل من أهمية هذا السوق بالنسبة للشركات العالمية بشكل عام والصينية على وجه الخصوص، لافتة إلى أن عمليات شحن المنتجات إلى الدولة تجري بيسر وسهولة منذ 5 أشهر وحتى الآن، وباتت تصل إلى ميناء حمد بكل سلاسة كذلك.
ارتفاع الطلب
من جانبه، قال جيمي يو، من شركة آرو للأدوات الصحية: «تقدّم الشركة منتجات تخص الأدوات الصحية المنزلية والمشاريع الضخمة من فنادق ومولات وغيرها. وقد أتينا إلى الدوحة للمرة الأولى، وذلك بسبب تميز السوق في قطر ونموه المستمر، حيث يزداد الطلب على مثل تلك المنتجات بشكل متسارع وكبير، وذلك بسبب قيام الدولة بمشاريع لا حصر لها».
ولفت إلى أن هدف الشركة الأول يكمن في الحصول على أكبر عدد من الوكلاء والموزعين لمنتجاتها في السوق المحلي، واصفاً الأخيرة بالجاذبة لمعظم الشركات العالمية، حيث أتاحت الزيارة الاطلاع على المدن والمشاريع الإنشائية التي تعكف الدولة على إقامتها، والتي تشكّل عامل استقطاب لجميع الشركات التي تبحث عن مكان لها في أهم الأسواق على مستوى العالم، ولعل الدوحة تُعدّ من أهمها، حيث يزداد حجم الطلب على المنتجات التي تحتاجها تلك المشاريع بشكل هائل.
وأوضح أن الشركات الصينية لا تواجه أي مشاكل تُذكر على صعيد الشحن البحري صوب الدوحة بعد الحصار الجائر على دولة قطر، حيث تجري بسهولة كما هو الحال بالنسبة لدول أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل وغيرها، لافتاً إلى أن المنتجات القادمة من الصين بإمكانها تعويض نظيرتها القادمة من دول الحصار لتغرق بها السوق القطري وبأسعار منافسة وبجودة عالية جداً.
مدن ذكية
بدوره، قال ريان هو، من شركة جوانزو داسن للإنارة: «إن الشركة تعمل في مجال الإنارة (إل.إي.دي) للجلسات الداخلية والخارجية منذ سنوات، وقد حققت مكانة سوقية عالية في الصين، وأتينا إلى الدوحة بحثاً عن شركاء لنا في سوقها المحلي، نظراً لما تقوم به من إنشاءات ومشاريع بناء ومنظومة طرق ضخمة تحتاج إلى هذا النوع من المنتجات التي تدخل عليها تقنيات متميزة، مثل المحاكاة ثلاثية الأبعاد، حتى تضفي على تلك المشاريع لمسة فريدة تتناسب مع المستقبل الزاهر الذي تتجه دولة قطر نحوه».
وأشار إلى أن أكثر المشاريع التي تطمح الشركة إلى خوض غمار التجربة فيها، تتمثل في مشاريع كأس العالم 2022، بالإضافة إلى عدد من المدن الذكية، وعلى رأسها مدينة لوسيل، وهذه مشاريع تشكّل حجم طلب كبير في السوق، الأمر الذي يجذب الشركات من مختلف أرجاء العالم نحو الدوحة، لافتاً إلى أن الحصار الجائر الذي فرضته دول خليجية على البلاد كان له أثر إيجابي على رغبة الشركات في اقتحام السوق القطري، حيث كان اعتمادها على المنتجات في السابق كبير من تلك الدول، بينما ساهم الحصار في انفتاحها بشكل أوسع على المنتجات العالمية، ولا سيما الصينية منها، والتي تتمتع بجودة عالية تليق بحجم المشاريع التي تعكف الدولة على إقامتها، إذ إن الصين تملك أكبر بلد مصنّعة في العالم، وتدخل في منتجاتها تقنيات ذات مستوى رفيع.
وأكد أن الشركات الصينية لا تواجه أي مشكلة في عمليات الشحن البحري نحو الدوحة بعد الحصار، وذلك بسبب الجهود التي قامت بها الدولة، والدور الكبير الذي لعبته غرفة قطر في تسهيل العملية على الشركات المصدّرة والجهات المستوردة في الدولة نفسها.
جودة عالية
من جهتها، قالت نانسي راون، من شركة مانك للتمديدات الصحية: «إن السوق القطري يُعدّ من أهم الأسواق في منطقة الخليج والشرق الأوسط ككل، والتي تستقطب مختلف الشركات العالمية بكل تأكيد، وهذا ما يجعلها أحد أبرز أهداف الشركات الصينية التي تسعى إلى توسيع تجارتها وتحقيق مكانة سوقية جيدة في المنطقة»، مؤكدة أن الحصار لم يُثنِ الشركات عن سعيها للوصول إلى السوق القطري بقوة كما كان سابقاً وربما أكثر حالياً، لا سيما وأن المنتجات الصينية تتميز حالياً بجودتها العالية، بالإضافة إلى أسعارها المنافسة مقارنة بمنتجات قادمة من أميركا أو دول أوروبية.

السابق
“قطر فوم”: طرح منتج وطني يضاهي المنتجات العالمية في “صنع في قطر”
التالي
التشغيل بداية 2018.. حمد الطبية: استلام مستشفى راس لفان