“السيليكون فالي” وجهة حاضرة لجهاز الاستثمار في قطر

وادي الاستثمارات عميق القرار وملتقى الوديان الاقتصادية

تراجع أسعار النفط يعدل بوصلة الاستثمارات القطرية في الخارج 

قدرة فائقة على التكيف مع محاولات رفع الأسعار تقوي ظهر سوق النفط الصخري

2.3% نسبة نمو السوق العالمي لخدمات تكنولوجيا المعلومات خلال العام 2017

بزنس كلاس – باسل لحام

كشف إعلان جهاز قطر للاستثمار في الفترة القليلة الماضية عن نيته الاستثمار في سليكون فالي من خلال افتتاح مكتب في سان فرانسيسكو بأمريكا نهاية العام او في الربع الاول من العام 2018 وربطه تجاريا بمكتب الجهاز في نيويورك، كما أعلن عن خطة للتوجه أكثر فأكثر نحو  الاستثمار في اقتصاد المعرفة و تجاوز التغيرات الكبرى التي يشهدها قطاع النفط في العالم، كما أن دراسة استثمار بقيمة 100 مليار ريال في صندوق عالمي للتكنولوجيا أسسته مجموعة سوفت بنك اليابانية للاتصالات والإنترنت يؤكد الوعي بأن باب التنويع وبناء قدرات اقتصادية اكثر منافسة يجب ان يمر عبر القطاعات ذات القيمة المضافة العالية وان هذا التوجه دخل في  سباق ضد الساعة، فالدراسات التي تقول ان زمن سعر النفط فوق الـ100 دولار وما يعنيه من توفير عوائد كبرى للموازنة قد ولّى وانتهى.

تعديلات جيوسياسية..

في الواقع تؤكد الدراسات ان اقتصاد المعرفة سيكون من أكثر القطاعات تطورا في الفترة القادمة، حيث من المنتظر أن يحقق السوق العالمي لخدمات تكنولوجيا المعلومات خلال العام 2017 نمواً بنسبة 2.3%، بانخفاض عن النمو الذي حققه خلال العام 2016، والذي بلغ 3.6%، ويمكن وصف التغييرات المتواضعة التي طرأت على التوقعات الخاصة بخدمات تكنولوجيا المعلومات لهذا الربع بأنها تعديلات على مناطق جغرافية معينة، نتيجة للتغيرات المحتملة لتوجهات السياسة الأميركية المتوقعة داخلياً أو خارجياً.

ويتوقع أن يكون لسياسات الإدارة الأميركية الجديدة، والتي تصب في صالح الأعمال، تأثير إيجابي طفيف على سوق خدمات التشغيل الأميركي، حيث من المرتقب أن تزيد الحكومة الأميركية بشكل كبير من إنفاقها على البنية التحتية خلال الأعوام القليلة القادمة.
وتعتمد منهجية توقعات جارتنر للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، بشكل كبير على التحليل الدقيق لمبيعات الآلاف من الشركات المزودة للتقنيات، ضمن مختلف فئات المنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، وتستخدم جارتنر تقنيات البحث الأساسية، تعززها بمصادر بحث ثانوية، لبناء قاعدة بيانات شاملة لبيانات حجم السوق، والتي تقيس عليها في توقعاتها.

بين الاستقرار والانهيار

وفي هذا الإطار يؤكد الخبير الاقتصادي سايمون فاسدال أن أسعار النفط شهدت حالة من الاستقرار خلال عام 2016، ويعتبر ثبات مستوى أسعار عند حدود 50 دولاراً للبرميل بمثابة أمر إيجابي بالنسبة لمكونات التضخم، حيث انقلب تأثير الانخفاض الهائل إلى حدود 27 دولاراً للبرميل في أوائل عام 2016 إلى زيادة في أسعار النفط. ويعني هذا الأمر جنباً إلى جنب مع عوامل أخرى أن التضخم دخل في مسار تصاعدي وأنه سينتج تأثيراً أساسياً متواضعاً من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع مستويات العائد العالمي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تحمل العودة إلى مستوى 20 دولاراً للبرميل تأثيراً كبيراً لا ينحصر بتوقعات التضخم، إذ أن عودةً كهذه قد تعيد طرح التقلبات في الأسواق العالمية أيضاً، مع رد فعل غير محسوب للأسهم والعائدات العالمية ذات المستوى المنخفض، متسائلا في هذا الصدد عن امكانية جديدة لانهيار جديد في سوق النفط، قائلا :”  تتمثل المشكلة في أنه بالرغم الارتفاع المتزايد لمستوى الطلب المتوقع على أساس مستوىً أعلى من النمو العالمي، لا يزال المعروض وفيراً ومتزايداً مع قيام سوق النفط الصخري التي تتميز بقدرتها الفائقة على التكيف بإغراق السوق عند أي محاولة لرفع الأسعار.”

وقال انه علاوةً على ذلك، ينبغي الأخذ بالاعتبار أن المواقع الرئيسية في سوق النفط المستقبلية تتسم أيضاً بكونها حاسمةً ويمكن لها أن ترسل أسعار النفط في دوامة هبوطية، حيث أن أي خللٍ في المواقع من شأنه أن يطلق العنان لمستوىً قياسي من عمليات البيع المحتملة للنفط في المستقبل.

وادي التقنيات

ويعد سيليكون فالي أو( وادي السيليكون )( ( Silicon Valley) المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المنطقة أصبحت مشهورة بسبب وجود عدد كبير من مطوري ومنتجي دائرة تكاملية، وحالياً تضم جميع أعمال التقنية العالية في المنطقة، حيث أصبح اسم المنطقة مرادفاً لمصطلح التقنية العالية.على الرغم من وجود العديد من القطاعات الاقتصادية المتطورة تكنولوجيا إلا أن سيليكون فالي يبقى الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة ويساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وديان رديفة

ويضم وادي السيليكون كلا من وادي سانتا كلارا بما فيها مدينة (سان خوسيه)، بيننسولا الجنوبية و(ايست بيه) الجنوبي. وتوجد فيه مجموعات كبيرة جداً من كبرى شركات التقنية تتخذ من وادي السليكون مقراً لها كما أن شركات جديدة تتأسس هناك بتواتر صاروخي رغم الكلفة المرتفعة للأراضي؛ وذلك بفضل البنية التحتية الفائقة التطور والطاقات البشرية الاستثنائية التي تتميز بهما هذه المنطقة من جهة، وطبعًا بفضل البعد المعنوي المهم الذي تحمله عملية اختيار وادي السليكون كمقر للشركة.

 

السابق
4.68 مليار دولار ايرادات متوقعة لاستثمارات جهاز قطر للاستثمار في العام 2018
التالي
“مشيرب العقارية” تفوز بجائزة ضمن جوائز “البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة”