السعودية تمنع الحج بناء على الجنسية.. الحالة القطرية نموذجاً

وكالات – بزنس كلاس:

لم تردع كافة النداءات والطلبات التي تقدمت بها منظمات دولية كثيرة في جعل النظام السعودي يتراجع عن سياساته العنصرية فيما يتعلق بمسالة الحج وتسييسه لها من خلال حرمان أبناء جنسيات محددة من ممارسة حقهم الديني الذي كفلته الشرائع السماوية في الحج لبيت الله الحرام وما في ذلك من تطاول على الذات الإلهية قبل الاعتداء على عباد الرحمن.

ومع اقتراب موسم الحج وبدء ترتيبات إقامة الشعائر الدينية، واصلت المنظمات الإنسانية والحقوقية والبرلمانية توجيه بيانات ونداءات الاستنكار للسلطات السعودية، لمنعها القطريين من تأدية الفريضة للموسم الثاني على التوالي، ووجهت أيضاً رسائل تنديد دولية للإجراءات التي سبقت الحج من كونها متشعبة ومعقدة ولا تعطي الفرصة للحاج لتقديم طلبه بيسر، مشيرة إلى أن السعودية بمنعها للمواطنين القطريين من الوصول للأراضي المقدسة وعدم تمكينهم من أداء فريضة الحج فإنها تمارس التمييز العنصري في العرق واللغة وتحرم حجاجاً من الشعيرة بسبب الجنسية.
كما نظمت بعض المنظمات الدولية مؤتمرات ولقاءات إعلامية مع خبراء ومختصين، لمناقشة الآليات التي وضعتها السعودية للحجاج، ووصفت الكثير منها بأنه الفرز السياسي أو المجاملة السياسية، التي تخضع لأغراض سياسية.

ــ رفع الحصار
وقد أبدى المركز الإسلامي بمونتريال (كندا) استنكاره الشديد لما تقوم به السلطات السعودية من الفرز السياسي لحجاج بيت الله الحرام، أبرزها التضييق الإداري، وإجراءات المنع التي طالت العديد من الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام، خاصة ً في ظل الحصار المفروض على قطر، وتسبب في منع حجاج قطر من أداء الشعيرة للموسم الثاني.
وطالب المركز السلطات السعودية برفع حملات التضييق على المقيمين الكنديين في قطر، والراغبين في أداء الحج.
كما نظمت اللجنة الكندية لرفع الحصار عن قطر في مؤتمر صحفي نظمته في كندا حول تسييس الحج، وطالبت برفع الحصار الفوري عن القطريين والمقيمين.

– الفرز السياسي
ونددت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين بالفرز السياسي لحصص الحجيج، وقالت: إنّ السلطات السعودية توزع تأشيرات الحج لأحزاب وأفراد وشخصيات سياسية مجاملة، بدون تحقيق أدنى معايير المساواة بين المسلمين في توزيع التأشيرات بهدف بث الفرقة والفتنة بينهم.
وذكرت أنّ السعودية تتخبط في توزيع التأشيرات على سياسيين، لجلب التأييد والدعم السياسي بدون مراعاة أنّ آلاف من المسلمين البسطاء هم أولى بالحصول على تأشيرات الحج. وأضافت الهيئة بأن الحج هو فريضة إسلامية إيمانية هامة جداً، والسعودية أخطأت وفشلت في إدارة هذه الفريضة.

ــ تجييش العداء
وأعربت مؤسسة سكاي لاين الدولية وهي مؤسسة حقوقية تهتم بحقوق النشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤتمر نظمته بالسويد لمناقشة حرية العبادة في السعودية وتسييس الحج، عن قلقها من تجييش العداء ضد بعض مسلمي الدول، وانتهاك الحق في العبادة وكذلك الحقوق المدنية والقانونية والاجتماعية والسياسية.
كما عرقلت السعودية حرية الوصول للأماكن الدينية دون تمييز على أساس الجنسية والعرق واللغة وهذا يناقض اتفاقية الأمم المتحدة ويعد تمييزاً غير قانوني.

وفي سياق متصل ذكر تقرير بثته قناة الجزيرة في برنامج الحج الصورة الكاملة أنّ قطريين ومقيمين أعربوا عن استيائهم من عدم السماح لهم بالحج للموسم الثاني، حيث قال السيد عبدالناصر فخرو مشرف حملات حج وعمرة في التقرير: إنّ ما يحز في نفوس القطريين والمقيمين أنهم لن يدخلوا مكة والمدينة، وهذا أشبه بطعنة في الظهر فهو شيء محزن جداً، لأنّ الضربة موجعة وجاءت من شقيق.

ــ خسائر بالملايين
من جهته، قال السيد مجدي رزق مدير مكتب حملة لتنظيم الحج والعمرة: الإجراءات السعودية كان لها تداعيات كارثية على شركات الحج والعمرة أدت لخسائر تقدر ما بين 2 أو 3 ملايين ريال لضياع موسمي الحج والعمرة للعام 2017 والحالي.
ويرى مواطنون أنّ حملات الكراهية والتحريض والعداء ضدهم، تؤدي لخوفهم على حياتهم الشخصية وتسببت الخلافات السياسية في وأد أحلامهم، وحرمتهم من زيارة الأماكن المقدسة.
ويذكر التقرير أنّ القطريين يرون في تصريحات السلطات السعودية بالتسهيلات الممنوحة لهم لا معنى لها، في ظل عدم وجود بعثة حج رسمية، وعدم وجود تمثيل دبلوماسي لقطر في السعودية، ورفضها القاطع وجود مكتب قطري لمتابعة الحجاج.
السابق
برسم الجبير.. من دفع لأمريكا كي تبقى بسوريا؟!!
التالي
طقس اليوم: توقعات برياح قوية