الرواية الكاملة.. كيف تمكن ترامب من بلوغ البيت الأبيض بمساعدة بوتين

قال تقرير جديد للمخابرات الأمريكية نزعت عنه السرية أمس الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بشن “حملة تأثير” في 2016 تستهدف انتخابات الرئاسة بهدف تقويض العملية الديمقراطية، وتشويه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقال التقرير “نؤكد مجددا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يفضلون الرئيس المنتخب ترامب بشكل واضح.”

وأضاف “ونؤكد أيضا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يطمحون إلى دعم فرص انتخاب الرئيس المنتخب ترامب حيثما أمكن من خلال تشويه صورة الوزيرة كلينتون، ووضعها علنا في مقارنة سلبية معه.

وفي تفاصيل القصة كاملة، أكد التقرير الذي نشر أمس الجمعة، بعد شطب فقرات منه، أن الكرملين سعى إلى إضعاف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومساعدة دونالد ترامب.

إضعاف كلينتون

ويتكتم التقرير على المصادر وطرق الحصول على المعلومات وهو الأمر الذي لن يؤدي إلى إقناع المشككين بنتائجه، لكنه ولأول مرة يعلن بوضوح أن الكرملين اتخذ موقفاً منحازاً وإن كان لا يسعى إلى إثبات أن الرئيس فلاديمير بوتين، غير نتيجة الانتخابات.

وكتب مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” ووكالة الأمن القومي أن “بوتين والحكومة الروسية كانوا يفضلون بوضوح الرئيس المنتخب ترامب وسعوا إلى زيادة فرصه في الفوز عندما كان ذلك ممكناً عبر إضعاف مصداقية هيلاري كلينتون، وتقديمها في صورة غير مؤاتية بالمقارنة” مع المرشح الجمهوري.

ولفت التقرير إلى أنه “من المرجح جداً أن يكون بوتين أراد تشويه سمعة كلينتون لأنه يتهمها علناً منذ العام 2011 بأنها حرضت على خروج تظاهرات ضخمة ضد نظامه في أواخر 2011 وبداية 2012” عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية.

وحذر التقرير من أن موسكو “ستطبق الدروس التي تعلمتها” من الحملة التي أمر بها بوتين خلال الانتخابات الأمريكية، من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى وبينها بلدان حليفة للولايات المتحدة.

تدخل روسي

وأشار التقرير إلى أن الحملة التي قادتها موسكو للتأثير على الانتخابات الأمريكية جاءت في إطار “إستراتيجية اتصال” مستوحاة من الأساليب السوفييتية، من بينها “العمليات السرية، ووسائل الإعلام الرسمية، واللجوء إلى طرف ثالث ومستخدمين للشبكات الاجتماعية” يتقاضون أموالاً.

وقبيل الانتخابات الأمريكية نشر موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية مقرصنة تعود إلى الحزب الديمقراطي وإلى أحد المقربين من كلينتون، ما أثر سلباً إلى حد كبير على المرشحة الديمقراطية.

ولم يتم الكشف عن المعلومات الأكثر حساسية في التقرير الاستخباري الذي نشر الجمعة، لكن ترامب اطلع على النسخة الكاملة منه خلال اجتماعه مع قادة الأجهزة الاستخبارية في البلاد.

ومن جانبه، أقر دونالد ترامب، أمس الجمعة، بحصول عمليات قرصنة استهدفت الحزب الديمقراطي، وذلك عقب اجتماع له مع قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، غير أنه لم يذهب إلى حد تأييد فرضية حصول تدخل روسي لمصلحته في انتخابات 8 نوفمبر.

وقال ترامب في بيان صدر عنه، إن أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي، مضيفاً: “مع أن روسيا والصين ودولاً أخرى ومجموعات وعناصر خارجيين يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية، ولشركاتنا وبعض المؤسسات مثل الحزب الديمقراطي، إلا أنه لم يكن لذلك على الإطلاق أي تأثير على نتائج الانتخابات”.

وتابع “كانت هناك محاولات قرصنة للحزب الجمهوري، لكن الحزب أقام دفاعات قوية ضد القرصنة، والقراصنة فشلوا”.

مكافحة القرصنة

ووعد الرئيس المنتخب الذي سيتولى مهماته في 20 يناير الحالي بوضع خطة لمكافحة القرصنة خلال الأيام التسعين الأولى من ولايته.

وشدد ترامب على “أن الطرق والأدوات والتكتيكات التي نستخدمها لحماية أمريكا يجب ألا تعرض على الملأ، لأن من شأن ذلك أن يساعد من يعملون على إيذائنا”.

ومعبراً عن وجهة نظر العديد من الجمهوريين، استغل رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان، صدور التقرير من أجل اتهام روسيا بالإقدام على “محاولة واضحة للتدخل في نظامنا السياسي”، لكنه شدد على عدم وجود أدلة على حصول تلاعب في الأنظمة الانتخابية بحد ذاتها.

وتابع ريان “لا يمكننا السماح باستغلال هذا التقرير لنزع الشرعية عن الفوز” الذي حققه ترامب.

وأثار التدخل المحتمل لروسيا في الانتخابات الأمريكية جدلاً سياسياً كبيراً منذ شهرين في الولايات المتحدة.

وفرض أوباما عقوبات على روسيا، خصوصاً عبر طرد 35 دبلوماسياً اعتبر أنهم جواسيس، لكن ترامب اعتبر أن ما يحصل هو “حملة سياسية مغرضة” هدفها إضعافه سياسياً.

السابق
النفط يحقق مكاسب أسبوعية.. برنت ربح 0.51%
التالي
“فرصٌ للحياة”