الدوحة عاصمة معتمدة للرياضة الإقليمية والدولية ونافذة مفتوحة على العالم

احتفالات اليوم الرياضي الوطني محفّز إضافي ومحرك بحث متعدد الاتجاهات

السياحة الرياضية في قطر تعيد الكرة إلى ملعب الاقتصاد

المجلس الوطني للسياحة رصف الطرق السريعة والآمنة والنتائج على مدّ النظر

فتح جبهات سياحية متعددة والفعاليات الرياضية جسر إمداد متواصل

منشآت تحت الطلب وبنية تحتية راسخة الأساسات

الدوحة- بزنس كلاس

تحتفل الدوحة هذه الأيام باليوم الرياضي الوطني الذي بات يشكل علامة بارزة في الروزنامة “الأجندة” الوطنية مع تحول دولة قطر إلى محطة رئيسية للرياضة العالمية والإقليمية وما يحمله هذا الأمر من تأسيس مشهد سياحي مثمر في البلاد، حيث تعد السياحة الرياضية أحد 4 مجالات رئيسية حددتها المرحلة المقبلة من الاستراتيجية الوطنية لدولة قطر بالنسبة لقطاع السياحة «2018 – 2023» لتحقيق أهداف النمو والتطوير في قطاع السياحة القطرية.

ربطاً بالمونديال

وغالبا ما يتم ربط استضافة دولة قطر لمونديال 2022 بالتطوير الرياضي والسياحي في هذا الإطار رغم أن مختلف المؤسسات القطرية المعنية بالجانب السياحي تنشط على جبهات مختلفة في هذا السياق إضافة لمونديال قطر 2022 الذي لن يكون حتماً المرحلة النهائية، رغم أهميته الرياضية والاقتصادية والسياحية الحاسمة، في تطوير المشهد السياحي القطري من جانبه الرياضي. فقد تحولت الدوحة إلى عاصمة الرياضة الإقليمية والدولية في المنطقة مع استضافة قطر لنحو 80 فعالية رياضية وبطولة عالمية المستوى في العديد من المجالات الرياضية، حيث أصبحت الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تحظى بشرف استضافة بطولة العالم لألعاب القوى في 2019، وكأس العالم لكرة القدم “مونديال قطر 2022” وبطولة العالم للسباحة في عام  2023، وتوفر هذه البطولات فرصة فريدة لقطاع السياحة القطري للاستفادة من جمهور هذه الفعاليات العالمية وتوفير تجارب قطرية فريدة لهم، كما أنها ستساهم بشكل أكيد في تدفق أعداد غير مسبوقة من السياح الأجانب إلى قطر التي تعمل مؤسساتها كخلايا نحل لتكون قطر جاهزة لاستقبال أولئك السياح المحتملين بأفضل شكل ممكن وجعل رحلتهم إلى قطر باي من تلك المناسبات الرياضية ليست الرحلة الوحيدة بل البداية لزيارات متكررة إلى قطر.

منشآت تحت الطلب

وفي إطار مواكبة النهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها البلاد، حققت الرياضة والفعاليات الرياضية نموا كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث يوجد في قطر اليوم نحو 60 مؤسسة رياضية تدير وتشرف على نحو 275 منشأة رياضية. ويوجد في قطر 85 ملعبا لكرة القدم إضافة إلى 32 صالة مغطاة و29 ميدانا “ملعب” تنس 14 بركة للسباحة الرياضية إضافة إلى 13 ملعب كرة يد وأخرى مثلها لكرة الطائرة. كما يوجد في قطر 10 استادات رياضية متكاملة وعشرة ميادين لألعاب القوى إضافة إلى تسعة ميادين للرماية وستة مضامير لسباقات الهجن وتسعة ملاعب للاسكواتش. كما تنتشر في قطر نحو 520 صالة رياضية.

من جانبها، استطاع المجلس الوطني للسياحة  تعزيز مكانة قطر خلال الأعوام الماضية كوجهة سياحة رياضية، تتجه إليها أبصار المهتمين بالرياضة من اتحادات، وأندية، ورياضيين، ومشجعين على حد سواء.

وتسلط السياحة الرياضية الضوء على ما تتمتع به قطر من إمكانيات ومرافق لا مثيل لها في المنطقة مثل أسابير زون التي باتت قبلة لأهم الأندية العالمية من أجل إقامة المعسكرات الشتوية فيها. وتعتبر تلك المنشآت الرياضية أحد عوامل الجذب السياحي الذي تعمل الهيئة على تعزيزها وزيادة تنوعها طبقاً لاستراتيجيتها في تنويع الأسواق المصدرة للسياحة، حيث شهدت السياحة الرياضية تطوراً ونمواً ملحوظاً على مستوى الفعاليات والشراكات والنتائج.

منافسات كبرى ومحاور

يقول راشد القريصي من المجلس الوطني للسياحة  بأن المجلس يواصل جهوده الرامية إلى تطوير قطاع السياحة الرياضية عبر الدعم والاستفادة الدائمة من الفعاليات والمنافسات الرياضية الكبرى التي تشهد مشاركة جماعية نظراً لقدرتها على الترويج لمعالم الجذب السياحي والثقافي التي تزخر بها دولة قطر، وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي من خلال اجتذاب المشجعين والرياضيين من حول العالم».

ويعتمد المجلس استراتيجية خاصة لتطوير مجال السياحة الرياضة، تقوم على 4 محاور رئيسية، وتعزز التنافس في 4 مجالات رياضية.

تتلخص المحاور الأربعة الرئيسية في إقامة فعاليات رياضية تراثية توفر تجربة فريدة ونابعة من موروث قطر تشجع الزوار للحضور والمشاركة، ودعم الفعاليات الرياضية التي تقام منذ سنوات طويلة في قطر والاستفادة من جمهورها لتعزيز مكانة قطر كوجهة للمنافسات العالمية لاستقطاب المزيد من الزوار إليها، بالإضافة إلى دعم الفعاليات الرياضية التي تشهد مشاركة جماعية، وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي لاجتذاب المشجعين والرياضيين من جميع أنحاء العالم، فضلا عن الاستفادة من مكانة قطر كمركز لتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في جذب أبرز خبراء صناعة الرياضة حول العالم، سواء كانوا اختصاصيين في الطب الرياضي أو مهندسي تشييد الملاعب ومخططي الفعاليات.

وتركز الاستراتيجية على 4 فئات من الألعاب وهي الألعاب التقليدية مثل كرة القدم والتنس، والألعاب التراثية مثل سباق الهجن والصيد بالصقر، والألعاب الذهنية مثل الشطرنج والسكرابل، إلى جانب ألعاب المشاركة الجماعية كالترايثلون وسباقات الدراجات.

نتائج فورية

وفقا لـ “القريصي” تعتبر السياحة الرياضية من المجالات ذات النتائج الفعالة والمردود السريع، وتمثل أهمية حيوية كبرى في تحقيق أهداف المرحلة المقبلة من الاستراتيجية الوطنية للسياحة، خاصة مع تيسير إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول، وإعفاء مواطني أكثر من 80 دولة من الحصول عليها، وسهولة الوصول إلى قطر وكذلك سهولة الوصول إلى أي فعالية رياضية داخل قطر طوال العام.

ونجح المجلس خلال الأعوام الماضية في جذب أنظار عشاق الرياضة حول العالم إلى قطر، وتسليط الضوء على الإمكانيات والمرافق ذات المستوى العالمي، من خلال عقد عدة شراكات محلية وعالمية مع أهم وأكبر المؤسسات الرياضية، كما أن الطقس الشتوي الرائع الذي تتمتع به قطر شجع العديد من الاتحادات والأندية الرياضية العالمية على إقامة معسكراتها الشتوية في الدوحة.

ومنذ عام 2012، يتعاون المجلس ونادي باريس سان جيرمان ضمن شراكة استراتيجية تستهدف الترويج لعروض السياحة الرياضية وسياحة الاستجمام التي توفرها قطر، واستضافت الهيئة عدة جولات لفرق نادي باريس سان جيرمان، بما في ذلك جولة قطر لكرة اليد 2014 و2015 وجولة قطر للسيدات 2015، وجولة قطر الشتوية في عامي 2013 و2015.

لقاء العمالقة

وحسب «القريصي» فإن استضافة معسكرات الفرق العالمية، واللقاءات الهامة بين عمالقة الرياضة، يعود على قطر بفائدة اقتصادية هائلة، إضافة إلى لفت أنظار الملايين إلى المقومات السياحية والرياضية التي تتمتع بها البلاد، حيث سجلت قطر خلال فترة انعقاد كأس السوبر الإيطالي عام 2016 إنفاقا سياحيا يزيد على 9 ملايين ريال، مع اعتبار أن الزائر الواحد الذي يأتي لمشاهدة مباراة، يمضي ليلة ونصف، ينفق خلالها 1280 ريالا.

وتسعى استراتيجية السياحة الرياضية لدى «المجلس» إلى توفير تجارب رياضية بديلة في مجال الرياضات الذهنية والألعاب الإلكترونية، حيث قامت في أغسطس الماضي باستضافة النسخة الرابعة من البطولة العالمية للرياضات الذهنية، والتي أقيمت في الشرق الأوسط لأول مرة، ونظراً لأن هذه الفعاليات الرياضية تقام في منشآت مغلقة، فإن باستطاعة قطر أن تبرهن من خلالها على قدرتها على استضافة المنافسات الرياضية في جميع فصول السنة.

استقطابات حصرية

وتستضيف قطر سنوياً نحو 80 فعالية رياضية وبطولة عالمية المستوى في العديد من المجالات الرياضية، حيث أصبحت الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تحظى بشرف استضافة بطولة العالم لألعاب القوى (2019)، وكأس العالم لكرة القدم (2022) وبطولة العالم للسباحة 2023، وتوفر هذه البطولات فرصة فريدة لقطاع السياحة القطري للاستفادة من جمهور هذه الفعاليات العالمية وتوفير تجارب قطرية فريدة لهم.

وأكدت «الهيئة» التزامها بمواصلة جهودها الرامية إلى تنمية قطاع السياحة الرياضية في البلاد من خلال دعم الفعاليات المحلية ورفع مكانتها دوليا لجذب المشجعين والرياضيين من جميع أنحاء العالم، حيث بدأت عام 2018 بتوقيع اتفاقية لمدة 3 سنوات لدعم ماراثون أوريدو الدوحة، وشهدت نسخة 2018 من الماراثون حضور 2400 مشارك من 83 جنسية، مع مشاركة 18 عداء عالميا.

إن التحول نحو تعزيز هذا النوع من السياحة بما فيه من مواكبة لخطوط السياحة العالمية وبما يتوافق مع المفهوم الوطني يعبر بدولة قطر إلى مرحلة أن تكون مركزاً رياضياً دوليا بامتياز ووجهة سياحية اساسية في المنطقة من منطلق رياضي كما أنه يسهم بشكل أساسي بتحويل قطر إلى دولة مؤثرة بمحيطها اقتصادياً ورياضياً وسياحياً وليست متأثرة، بمعنى أن الدوحة ستكون رائدة في قيادة دفة المنطقة سياحياً من البوابة الرياضية.

 

السابق
الأمان والراحة وتوفير خيارات متعددة شعار “كريم” للعملاء
التالي
هل يجاور “صلاح” رونالدو في هجوم يوفنتوس؟