الدوحة: جاهزون لكافة الخيارات.. 340 مليار دولار احتياطي نقدي ما عدا الذهب

الدوحة – عواصم – بزنس كلاس:
دفعت دول الحصار، خصوصاً الخليجة منها، بالأزمة مع قطر إلى حدها الأقصى في حرب، بلا ماء، لم تعلنها على أي دولة عدوة لها ما يهدد فعلياً بانفراط عقد مجلس التعاون الخليجي ووداع الوحدة الخليجية مرة واحدة وإلى الأبد. تلك هي “المقامرة” التي ذهب إليها “المحمدان” اللذان يريدان الخليج إما مدمراً حتى الخضوع كما في اليمن،أو مخنوقاً كما حاولوا أن يفعلوا في السيناريو القطري، لكن حسابات الحقل اختلفت عن حسابات البيدر في كلا الحالتين. فحرب اليمن “التي وعد ابن سلمان بإنهائها وغعلان النصر فيها خلال اسبوعين، طوت عامها الثاني واليمن السعيد على طريق الانتصار على الغزاة من “الأشقاء”، فيما الوضع على الجانب القطري اسوأ بكثير بالنسبة للمحاصرين. لقد خسروا الحرب الثانية منذ لإطلاق رصاصة “القرارات الجائرة”. فقد انقلبت اطاولة على رؤوس المعتدين  بعد أن بات واضحاً انهم فعلوا ما فعلوه ليس بأوامر أو توجيهات أمريكية إنما ليضعوا إدارة الرئيس الأمريكي تحت سياسة الأمر الواقع التي يلعبون بموجبها، مغازلين الرغبة الأمريكية بمحاربة افرهاب عبر محاولة توجيه هذا الأمر نحو اتهام الدوحة.
وكان الحصاد المر من نصيب “المحمدين” فلا إدارة ترمب سارت معهم بما يريدون ولا قطر خضعت كما يشتهون، لكنهم نجحوا بأمر واحد حتماً. لقد خربوا النسيج الخليجي ويتساءل هنا كثير من المحللين والخبراء بشأن قدرة “العطار” الأمريكي على إصلاح ما أفسده “المحمدين” في الخليلج مراهنين على أنه الإصلاح اصبح بعيدا عن متناول أي عطار.
لقد اعتقدت السعودية والإمارات أن التلويح بالعقوبات وإغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية مع قطر سوف يجعل الدوحة تستسلم خلال ايام والاقتصاد القطري سوف ينهار لكنهم كما يسير خبط عشواء لم يفكروا حتى قبل أن يحسبوا لخطواتهم بأن قطر تملك كل مقومات واسس التصدي لهجومهم “الساذج” رغم خطورته. فقد قال الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي إن بلاده تملك احتياطيا يبلغ 340 مليار دولار بما في ذلك أرصدة صندوقها للسيادة الوطنية.، في إشارة إلى أن الأزمة الخليجية لن تؤثر على الوضع الاقتصادي لقطر بأي حال.
وأكد خلال مقابلة له مع محطة (سي.إن.بي.سي) نشرها موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن الاحتياطي الذي لدى قطر يساعدها على مقاومة العزلة من جانب جيرانها في الخليج.
وأضاف المحافظ بحسب رويترز إن “هذا هي مصداقية نظامنا لدينا سيولة تكفي لمواجهة أي..نوع من الصدمات”.
وتابع أن مصرف قطر المركزي يملك احتياطيات نقدية تبلغ 40 مليار دولار بالإضافة إلى الذهب كما أن هيئة الاستثمار القطرية تملك احتياطيات تبلغ 300 مليار دولار يمكن أن تسيلها.
وتراجعت الأسهم القطرية كما تذبذبت قيمة الريال في السوق الفورية منذ أن قطعت السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاتصالات في مجال النقل مع قطر في الخامس من يونيو/ حزيران متهمين إياها بدعم الإرهاب.
من جانبه، أكد وزير الطاقة  القطري السابق، عبد الله بن حمد العطية، في مقابلة مع  “التلفزيون العربي” يوم السبت، أن الدوحة مستعدة للتعايش والتعامل مع كافة احتمالات الأزمة الخليجية والحصار المفروض عليها، متأملا في نفس الوقت بنجاح جهود الوساطة الكويتية.

وأشار الوزير السابق إلى أن قطر تعلمت درسا قاسيا من الأزمة الحالية، “لكنه درس مفيد لنا كيف نتعامل مع اقتصادنا وأسواقنا واعتمادنا على النفس أكثر من اعتمادنا على الآخرين”، وأكد أن قطر لن تعود كما كانت وقد تعلمت ألا تثق بالأخوة والأشقاء بعد أن فرضوا هذا الحصار عليها.

وأضاف العطية: “أسسنا مجلس التعاون في عام 1981، وفي نظري الشخصي أعتبر مجلس التعاون منتهيا”.

واستغرب العطية من القرارات التي أصدرتها دول الحصار بمقاطعة قطر اقتصاديا وبريا وجويا وبحريا واصفا إياها بالقرارات العجيبة،  حيث قال: “الإمارات لم تقاطع الغاز القطري إلى الآن، لماذا… لأن 30 بالمئة من إنتاجها للكهرباء يعتمد على الغاز القطري… إذا كنا دولة إرهابية لماذا تشترون منا الغاز، وتدفعوا لنا مئات ملايين الدولارات؟”

ووصف السعودية بأنها عمق استراتيجي واجتماعي لقطر، مشيرا إلى أنه “لم يتمن أن تتزعم السعودية هذا الحلف العجيب والمركب من تناقضات كبيرة وليس له أي وجه أو مبدأ”.

السابق
قنوات جديدة لموردي السلع.. غرفة قطر: آثار الحصار التجارية أصبحت خلفنا!
التالي
راموس: لست متوتراً بشأن رحيل رونالدو