الدوحة – بزنس كلاس:
عبرت الدوحة اليوم بالأفعال لا بالأقوال عن موقفها الحقيقي بتوقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، لتكون بذلك أول دولة خليجية توقع هذا النوع من الاتفاقات مع واشنطن. وجاءت هذه الخطوة، في الوقت الذي جدد فيه وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الدعوة للحوار مع دول الحصار، محذرا من مغبة الانزق لتصرفات حمقاء مثل القيام بعمل عسكري ضد قطر، وموضحاً بأن هذا الأمر إذا حدث ستكون له عواقب لا تحمد عقباها على الجميع.
فقد قال الشيخ سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر، إن مذكرة التفاهم التي وقعت بين الدوحة وواشنطن، الثلاثاء، هي الأولى من نوعها بين دولة بمجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف الشيخ سيف آل ثاني في بيان وصل لـCNN نسخة منه: “المذكرة تضم مشاركة من كل المؤسسات المعنية في كلا الحكومتين للتأكد من التعاون في مجالات رئيسية مثل الأمن والاستخبارات والتمويل،” لافتا إلى أن قطر تؤمن بأن المذكرة هذه “ينبغي أن تكون مثالا لدول أخرى بمجلس التعاون الخليجي.”
يذكر أن وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكد في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأمريكي، ريكس تيليرسون، على أن مذكرة التفاهم ليس لها صلة بالأزمة التي تشهدها بلاده مع دول خليجية أخرى.
وقال وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن بلاده جادة في الدخول بمفاوضات مع دول “الحصار” على حد تعبيره، وذلك في إشارة إلى الأزمة التي تشهدها بلاده مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
جاء ذلك في مقابلة أجراها الوزير القطري مع قناة BBC بتاريخ السادس من الشهر الجاري ونشرتها الخارجية القطرية، الثلاثاء، حيث قال: “تبنى المطالب في العادة على مناقشات حول مظالم أو شكاوى مثبتة، لكن ما فعلوه في الواقع هو أنهم قفزوا إلى النتائج بتقديم هذه المطالب.”
وحول سؤال عن القاعدة التركية في قطر، قال الوزير: “نحن نعتبر أن وجود القاعدة العسكرية التركية يساهم في حماية ليس فقط أمن واستقرار قطر بل أمن واستقرار جميع المنطقة، فنحن نعيش في منطقة غير مستقرة.. بالطبع نأمل ألا يكون هناك عمل عسكري عدائي ضدنا ونحن نعتقد أن جميع الدول بما في ذلك دول الخليج تدرك أننا جميعا لدينا أولويات مختلفة وأفضل من احتلال دولة مستقلة للحصول على مكاسب قصيرة الأمد قد يكون له عواقب سيئة.”
وتابع قائلا: “اعتقد أن ما نحتاج إليه الآن هو إنشاء عملية أو إطار صحيح وفقا لمبادئ متفق عليها للبدء في مفاوضات جادة وقطر أكثر من مستعدة للدخول في حوار جاد يمكن من خلاله التوصل إلى حل دائم.”