الدليل الدامغ على تورط ابن سلمان باغتيال خاشقجي

وكالات – بزنس كلاس:

بدأت الأدلة الدامغة تتكشّف شيئاً فشيئاً عما يشير الى تورّط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في إعطاء الأوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها عن تفاصيل تسجيل اطلعت عليه مديرة المخابرات الأمريكية جينا هاسبيل، يؤكد تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي ويثبت بالدليل القاطع أنه هو من أصدر الامر بقتله.
وقالت الصحيفة في تقريرها امس إن التسجيل يظهر تواصل ماهر عبد العزيز المترب وهو منسق عملية اغتيال “خاشقجي” عبر الهاتف مع مسؤول في السعودية وقال له: “بلغ سيدك بأن المهمة أنجزت”، وذلك بعد وقت قصير من قتل خاشقجي. ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من أن ابن سلمان لم يذكر بالاسم، إلا أن المسؤولين في المخابرات الأمريكية خلصوا إلى أن كلمة “سيدك” تشير إليه. وأوضحت الصحيفة أن التسجيل الذي اطلعت عليه مديرة المخابرات الأمريكية، جينا هاسبيل، الشهر الماضي، يعدّ أقوى دليل حتى الآن على أن ابن سلمان ضالع في قتل خاشقجي.
وأضافت الصحيفة ان ضباط المخابرات الأتراك أخبروا المسؤولين الأمريكيين بقناعتهم أن المترب، وهو ضابط أمن طالما شوهد رفقة ابن سلمان في سفراته الخارجية، كان حينها يتكلم مع أحد مساعدي الأمير، ليؤكد له أن المهمة أنجزت، وأن عليه أن يبلغ سيده. ونقلت الصحيفة عن ضابط المخابرات الأمريكية السابق “بروس رايديل” اعتبر هذا الاتصال بمثابة دليل جنائي جيد.
ورغم أن اسم ولي العهد لم يرد في التسجيل، فإن المخابرات الأمريكية –وفق تقرير الصحيفة تعتقد بأن كلمة “سيدك” كانت إشارة إلى ولي العهد السعودي.
ووصف ضباط استخبارات سابقون أقوال ماهر المترب بأنها أقوى الأدلة الدامغة في القضية. وكان الضغط الدولي دفع السعودية إلى إقرارها بالمسؤولية عن مقتل مواطنها، وإعلانها توقيف أشخاص وإقالة آخرين بعد 18 يوماً مرّت على الجريمة التي هزّت الرأي العام العالمي.
وماهر عبد العزيز المترب، كان واحداً من بين 18 شخصاً أعلنت الرياض توقيفهم للاشتباه بهم في مقتل الصحفي السعودي، وقالت وقتها إن “التحقيق معهم مستمرّ حتى تقديمهم للعدالة”. وأشارت “نيويورك تايمز” إلى المترب كأحد المشتبه بهم بالجريمة. وقالت إنه كان دبلوماسياً في السفارة السعودية بلندن، عام 2007. كما “نشرت نيويورك تايمز” صوراً قالت إنها للمترب، برفقة وليّ العهد السعودي خلال زيارته إلى واشنطن، في مارس 2018، وإلى مدريد وباريس، في أبريل 2018.
والمترب عقيد في الاستخبارات السعودية، وسبق أن عمل في السفارة السعودية بلندن سنتين، وبعدها غادر وحلّ محله المقدّم راجح البقمي مديراً لمكتب الاستخبارات في السفارة. وتقول المعلومات إنه توجه الى اسطنبول ضمن الفوج الأول من فريق الاغتيال، وتشير ترجيحات إلى أن مهمّته كانت التحقيق مع خاشقجي نظراً لطبيعة عمله في جهاز الاستخبارات. وتحدثت وسائل إعلام تركية مؤخراً عن أن “المترب أجرى 19 اتصالاً مع السعودية يوم قتل خاشقجي؛ منها 4 مع مكتب سكرتير ابن سلمان”، مؤكّدة أنه “منسّق العملية” وأنه “تم استئجار الطائرتين باسمه”.

السابق
فيلسوف أمريكي: جرائم النظام السعودي تجاوزت كل الحدود
التالي
قطر الخيرية تطلق حملة “تحت الصفر”