“الحصار” هدية غير مقصودة للاقتصاد القطري وحصان طروادة معكوس النتائج

صدمات إيجابية في الشارع القطري وحقائق بأثر رجعي

(1.705) مليار ريال إلى (57) دولة في شهر فقط!

قطر تخرج عن نص الحصار ومحاولات التأويل تبوء بالفشل 

معرض صنع في قطر يحجز عنقودين اقتصاديين في سلة واحدة

أرقام الصادرات القطرية غير النفطية تفجر “قنبلة اقتصادية” بوجه الحصار

الدوحة- بزنس كلاس

أن تتوافق الآراء مع الحقائق بأن للحصار والمقاطعة “فعلا كارثيا” على أي دولة مهما كبرت أم صغرت، ليس في الأمر غرابة ، أما أن تأتيك أخبار ووقائع مقرونة بالأرقام والبيانات تقول بأن هذا البلد حاصر حصاره وانتصر عليه عندما قفز عن مجرد الكفاف وتجاوز درجة الاكتفاء الذاتي ليصل إلى حالة التصدير، فهنا للمسألة بعد آخر قوامه أن قطر المنتجة والناشطة والفتية لا تعرف للقنوط والاستسلام طريقاً، وهذا ما تشهد عليه غالبية القطاعات والفعاليات التي لم تركن للمواجهة بل اشتعلت وانشغلت مواقع وميادين الإنتاج الصناعي والزراعي والتجاري والخدمي لتعلن “عسكرة واستنفاراً” من نوع ما مفاده أن حب الحياة هو الخيار الحتمي للدولة.

آخر ما حرر

في آخر ما حرر من تطورات يجب ألا تمر مرور الكرام في سياق تعاطي المواطن والمؤسسات مع تحدي الحصار الذي أظهرت بعض استطلاعات الرأي أن 90.5% من المواطنين والمقيمين تأثروا اجتماعياً، في حين أبدى 61.9 % منهم تأثرهم دينياً، مقابل تأثر 47.6% من المشاركين اقتصادياً. و 38.1 % تأثروا ثقافياً، مقابل تأثر 28.6 % على المستوى الرياضي، فيما تأثر 26.2% تعليمياً، مقابل 19 % على المستوى الصحي. وأكد 97.6 % من المشاركين تسبب الحصار الجائر بجرح غائر في الجسد الخليجي، مقابل 2.4 % نفوا ذلك.

صدمات شديدة الإيجابية

وأمام ذلك يخرج التقرير الشهري لغرفة قطر حول التجارة الخارجية للقطاع الخاص، للتأكيد أن إجمالي قيمة الصادرات القطرية غير النفطية إلى كل دول العالم خلال شهر أكتوبر 2017 قد بلغ ما قيمته (1.705) مليار ريال. مقارنة بما قيمته (1.570) مليار ريال خلال الشهر السابق سبتمبر 2017 وبنسبة زيادة بلغت حوالي (8.59%) ومقارنة بـ(1.644) مليار ريال خلال نفس الشهر أكتوبر من العام السابق 2016 وبنسبه زيادة قدرها حوالي (3.7%). ليبلغ إجمالي قيمة الصادرات غير النفطية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري ما قيمته (14.95) مليار ريال.

وتشير رسائل التقرير الإيجابية الذي تعدّه إدارة البحوث والدراسات وإدارة شؤون المنتسبين بالغرفة من واقع شهادات المنشأ، إلى أنه تم إصدار 2928 شهادة منشأ خلال شهر أكتوبر المنصرم، من بينها 2633 شهادة نموذج عام، 137 شهادة موحدة لدول مجلس التعاون (صناعية)، شهادة واحدة موحدة لدول مجلس التعاون (حيوانية)، 135 شهادة منشأ عربية، 18 شهادة منشأ للأفضليات، 4 شهادات منشأ لسنغافورة.

وليس غريباً أمام هذه المفاجأة من العيار الحاسم أن يثبت صالح بن حمد الشرقي مدير عام الغرف  بأن القطاع الصناعي الوطني ظلّ يتصدر القطاعات الأخرى غير النفطية في مجال الصادرات، وهي مناسبة لدعوة رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب إلى ضخّ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الهام لخلق قاعدة صناعية قوية تدعم توجّه الدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل من جهة ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات ورفع معدلات الصادر من بعض المنتجات الصناعيّة الأخرى.

عنقودان في سلة واحدة

وهذا مؤشر لسعي الغرفة الدائم لتحقيق هذه الغاية عبر كل السبل والوسائل الممكنة التي من ضمنها تنظيم معرض صنع في قطر بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة، حيث ستقام نسخة هذا العام من المعرض خلال الفترة 14 -17 ديسمبر 2017 القادم بمشاركة مئات الشركات الصناعية القطرية، حيث يهدف المعرض دائماً للتعريف بالمنتجات الصناعية الوطنية من جهة والسعي لتوسيع قاعدتها ومساهمتها في الناتج المحلي من جهة ثانية ولتأكيد جودتها والطلب المتزايد عليها في الأسواق العالمية من جهة ثالثة، تلك الجودة التي يؤكدها وصول هذه المنتجات إلى أسواق قارات العالم الست خلال شهر أكتوبر 2017 الماضي حسب ما أثبتته البيانات الإحصائية للصادرات غير النفطية للشهر المذكور.

خارج سياق النص

ويفيد مراقبون  ومتابعون أن شهر أكتوبر وهو الشهر الخامس على الحصار الجائر على البلاد، ورغم ذلك لا تزال قيمة صادرات البلاد غير النفطية تثبت شهراً بعد الآخر أنها قد تجاوزت تماماً كل القيود والعراقيل التي وضعتها دول الحصار ظناً منها بأنها ستعيق هذا النشاط التجاري وتحدّ من نموه وتطوّره، حيث أثبتت كل الأرقام الإحصائية لصادرات البلاد غير النفطية لفترة ما بعد الحصار المقدرات العالية لشركاتنا الوطنية في إيصال منتجاتها إلى كل الأسواق العالمية التي كانت تصل إليه قبل الحصار، وبقيم وكميات فاقت فترة ما قبل الحصار في عدد من الشهور، وشهر أكتوبر الذي نحن بصدده الآن ليس بمعزل عن الأشهر الذي سبقته من حيث ثبات قيمة الصادر بل وتفوّقها على قيمتها في الشهر السابق.

أرقام وبيانات

وفي التفاصيل حافظت سلطنة عمان على مركزها الصداري على قائمة الدول المستقبلة للصادرات القطرية غير النفطية خلال شهر أكتوبر الحالي2017، بإجمالي صادرات بلغت قيمتها حوالي (965.83) مليون ريال وهو ما يمثل حوالي (56.64%) من إجمالي قيمة الصادرات القطرية غير النفطية خلال الشهر المذكور، تلتها هونج كونج بإجمالي صادرات بلغت قيمتها (139.67) مليون ريال وهو ما يمثل (8.19%) من إجمالي قيمة الصادرات، وفي المركز الثالث جاءت تركيا التي بلغت قيمة الصادرات إليها (93.92) مليون ريال وبنسبة بلغت (5.5%) من إجمالي الصادرات وفي المركز الرابع الصين بقيمة صادرات بلغت (63.13) مليون ريال وبنسبة (3.7%) وفي المركز الخامس سنغافورة بصادرات بلغت قيمتها (62.7) مليون ريال قطري وبنسبة (3.67%) من إجمالي قيمة الصادرات غير النفطية خلال أكتوبر 2017، بعد ذلك تأتي كل من بنجلاديش، ألمانيا، الهند، كوريا الجنوبية، والكويت بقيم ونسب متفاوتة على التوالي.

وتوجهت الصادرات القطرية إلى عدد (57) دولة خلال الشهر الحالي مقارنة بعدد (52) دولة خلال شهر سبتمبر الماضي، منها عدد (11) دولة عربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي وعدد (13) دولة أوروبية بما فيها تركيا و(16) دولة آسيوية عدا الدول العربية و(12) دولة إفريقية عدا الدول العربية وإلى دولتين من أمريكا الشمالية ودولتين من أمريكا الجنوبية بالإضافة إلى أستراليا. كما بلغت قيمة إجمالي الصادرات خلال شهر أكتوبر (1.705) مليار ريال بارتفاع نسبته (8.59%) مقارنة بشهر سبتمبر الماضي الذي بلغت فيه قيمة الصادرات (1.570) مليار ريال.

وتمثل أرقام الصادر خلال شهر أكتوبر دليلاً عملياً قاطعاً على استمرار نشاط الصادرات القطرية غير النفطية وفقاً لمعدلاتها الطبيعية التي كانت سائدة قبل الحصار. بعدما توجهت الصادرات إلى عدد (57) دولة من دول العالم مقارنة بـ(52) دولة في سبتمبر الماضي.

 

السابق
أسعار صرف الريال القطري مقابل العملات الأجنبية ليوم الثلاثاء 19 ديسمبر
التالي
القطاع المصرفي القطري محور البحث الاقتصادي ونقطة عبور الأفكار الجديدة